أعلن الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، محمد بن عبدالكريم العيسى، أن وفداً من الهولوكوست سيزور المملكة العربية السعودية، بدعوة من الرابطة.
وأشارت صفحة تابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية على موقع "فيسبوك"، الجمعة 3 مايو/أيار 2019، أنه وللمرة الأولى، سيزور وفد من الهولوكوست اليهوديٌّ المملكة العربية السعودية بناءً على دعوة من رابطة العالم الإسلامي.
ولم يتسنَّ لـ "عربي بوست" التأكُّد من صحة الفيديو الذي انتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن الفيديو تعرض لعملية تقطيع في المونتاج.
علاقات رابطة العالم الإسلامي بجمعية الهولوكوست اليهودية
وذكرت صفحة "إسرائيل تتكلم العربية" على فيسبوك أن الشيخ السعودي محمد بن عبدالكريم العيسى سبق أن صرح بأن "الزيارة ستجري في يناير/كانون الثاني 2020".
ورابطة العالم الإسلامي، ومقرها في مكة، هي منظمة غير حكومية تمولها المملكة العربية السعودية، وتؤكد أن الهدف منها تشجيع الحوار بين الأديان.
والخميس 2 مايو/أيار 2019، وقّع العيسى على اتفاقية تعاون بين رابطة العالم الإسلامي ومؤسسة "نداء الضمير" الأمريكية، "لتعزيز قيم الوئام ومحاربة التطرف".
وأشار الموقع الرسمي للرابطة إلى أن أمينها العام قدَّم تعازيه في ضحايا الهجوم الإرهابي على معبد يهودي بكاليفورنيا، مؤكداً أن ممارسات الكراهية والعنف والإرهاب محسوبة على أصحابها لا على الأديان.
وقال موقع Jewishnews الإسرائيلي إن العيسى قبِل دعوة لحضور وإلقاء خطاب في المنتدى العالمي اليهودي لـAJC ببرلين في يونيو/حزيران 2020.
وقال العيسى، وهو زعيم فكري معترَف به على نطاق واسع ضمن الإسلام المعتدل، وفق وصف الموقع: "أعتقد أنه من خلال تقديري واحترامي لضحايا أوشفيتز، سأشجع المسلمين وغير المسلمين على تبنِّي الاحترام المتبادل والتفاهم والتنوع". وقال: "إن الهجمات البشعة في بيتسبيرغ ببنسلفانيا، وكرايستشرش في نيوزيلندا ، ومؤخراً بسريلانكا تجبرنا جميعاً على الاتحاد والوقوف ضد أولئك الذين يريدون تقسيمنا".
انخراط رجال الدين في حملة التطبيع من إسرائيل
وفي عام 2017، زار محمد بن عبدالكريم العيسى متحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة، وأعلن أن إنكار الهولوكوست جريمة ضد الإسلام.
الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي خلال مأدبة عشاء أقامها بمشاركة السفراء العرب المعتمدين لدى فرنسا، دعا الحاخام موشيه صباغ، حاخام كنيس باريس، لحضور هذه المأدبة، وكان اليهوديَّ الوحيدَ هناك.
ويبدو أن رجال الدين بالسعودية انخرطوا في حملة "التطبيع" مع إسرائيل، التي انطلقت بزيارة مسؤولين من تل أبيب لبعض الدول العربية، خاصةً الإمارات.
وكان ستيفان لاكروا، الباحث الفرنسي والخبير في الشأن السعودي، قال في حديث سابق مع "عربي بوست" أن المؤسسة الدينية الرسمية وعلماءها "لا يمكن أن نتوقع منهم أي نقد للنظام، لكننا نرى معظمهم صامتين تماماً إذا لم يعجبهم شيء، وهذا هو أقصى ما يمكنهم فعله، لأن عقيدتهم وما يدينون به لا يسمحان لهم بما هو أكثر من الصمت".
وأضاف أن "أحد أكبر التحديات أمام محمد بن سلمان ليس الإبقاء عليهم صامتين، ولكن إقناع أكبر عدد ممكن منهم بتأييده علناً، وهذا يمكن أن نراه في بعض العلماء مثل محمد بن عبدالكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، أو أشخاص أكبر سناً مثل عبدالله المطلق، عضو هيئة كبار العلماء. وأنا أعتقد أن بقاء العلماء صامتين يمثل مشكلة للمملكة، وأعتقد أن محمد بن سلمان يريدهم أن يؤيدوه علناً".