الشقيقتان السعوديتان الهاربتان تخشيان الملاحقة في جورجيا

تقول شقيقتان هربتا من المملكة العربية السعودية إنهما تريدان أن يعرف العالم بقصتهما "إذا تعرضَتا للقتل"، وظلت الشقيقتان، مها السبيعي (28 عاماً)، ووفاء السبيعي (25 عاماً) في دولة جورجيا منذ فرارهما من بلدهما.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/01 الساعة 13:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/01 الساعة 13:36 بتوقيت غرينتش
مها ووفاء السبيعي السعوديتين - مواقع التواصل الاجتماعي

تقول شقيقتان هربتا من المملكة العربية السعودية إنهما تريدان أن يعرف العالم بقصتهما "إذا تعرضَتا للقتل".

وظلت الشقيقتان، مها السبيعي (28 عاماً)، ووفاء السبيعي (25 عاماً) في دولة جورجيا منذ فرارهما من بلدهما وعائلتهما التي زعمتا أنها تسيء معاملتهما، قبل حوالي شهر.

وقالت الفتاتان إنهما تخشيان حدوث الأسوأ فيما تنتظران الموافقة على طلب اللجوء. إذ تعد جورجيا واحدة من ضمن دول قليلة يستطيع السعوديون السفر إليها دون تأشيرة دخول، بحسب ما ذكره موقع CBC Radio الكندي، الثلاثاء 30 أبريل/نيسان 2019.

وقالت وفاء موجِّهة حديثها لكارول أوف، مقدمة برنامج As It Happens: "إذا تمكنت عائلتنا وحكومتنا من الإمساك بنا وإعادتنا إلى بلدنا، فسيقتلوننا. ولا نُريد أن نُقتل دون أن يعرف العالم  قصَّتنا"، بحسب قولها.

وظلت الشقيقتان تخططان لفرارهما من السعودية لسنوات، حيث قالتا إنهما كانتا تتعرضان للعنف المنزلي على أيدي والدهما. وتقولان إن الأمر بدأ بعد طلاق مها.

وقالت مها إن ترك ابنها البالغ من العمر تسع سنوات كان أحد أصعب القرارات التي اضطرت لاتخاذها. لكنها قالت إنها في النهاية لا تريده أن ينشأ على رؤيتها كضحية، وأضافت: "لا أريد لابني أن يرى والدي وهو يضربني. أريد أن أصبح أقوى لأنني أعرف أن ابني سيتفهم سبب مغادرتنا للبلاد في المستقبل".

قضية رهف محمد أعاقت خطتهما

وتقول الشقيقتان إنهما علَّقتا خطة هروبهما لفترة وجيزة في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، عندما كانت قصة رهف محمد (18 عاماً) تحتل عناوين الصحف الدولية بعد هروبها من السعودية وحبسها لنفسها في غرفة فندق بمطار تايلاند، وحصولها بعد ذلك على حق اللجوء في كندا.

وقالت الشقيقتان إن الجميع كانوا يتحدثون عن قصة رهف في السعودية، وخشيتا أن تثيرا الشكوك.

ونقلت وفاء كلمات على لسان والدها الذي أخبرها بأنه "يتمنى أن تجد الحكومة السعودية رهف وتقتلها مثل جمال خاشقجي"، الصحفي السعودي المعارض الذي  قُتل ومزقت جثته في إسطنبول العام الماضي.

وقالت: "في تلك اللحظة، لم أفعل شيئاً سوى أن ذهبت إلى غرفتي كي أبكي؛ لأن ذلك أشعرني بغضب هائل. كنت أخشي أنه لم يعد بإمكاني فعل ذلك؛ لأنهم يعرفون ما نريد، لأن رهف معروفة جداً في بلدي. الكل يعرف بقصتها".

مها ووفاء السبيعي لا تشعران بالأمان رغم خروجهما من المملكة – رويترز

خطة الهروب

وانتظرت الشقيقتان ثلاثة أشهر حتى تهدأ الضجة حول رهف، وبدأتا في تنفيذ خطتهما. فأخذتا هاتف والدهما خلسة ودخلتا حسابه على تطبيق "أبشر"، وهو تطبيق سعودي يسمح للرجال بتحديث أو سحب أذونات السفر للفتيات من أفراد عائلاتهم. وباستخدام التطبيق، تمكنتا من الحصول على جوازَي سفر وتذكرتَي طائرة إلى جورجيا.

وعندما وصلتا إلى جورجيا في الأول من أبريل/نيسان، اتصلتا بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، التي وفَّرت لهما الحماية وساعدتهما على التقدم بطلب لجوء.

وتُطبق السعودية نظام "ولاية الأمر" الصارم الذي يُلزم النساء بالحصول على إذن من ولي أمرها (الأب أو الزوج) للعمل أو الزواج أو السفر.

ورغم وصولهما لجورجيا، فإن الشقيقتين لا تعتقدان أنهما خرجتا من دائرة الخطر بعد، وتقولان إنهما تواجهان مجموعة من التهديدات والمضايقات المجهولة عبر الإنترنت، خاصةً على موقع تويتر، حيث توقف حسابهما عدة مرات بسبب أعداد البلاغات الكبيرة عن حسابهما.

وعلاوة على ذلك، تقولان إنه لا يوجد ما يمنع أفراد عائلتهما أو السلطات السعودية من ملاحقتهما والعثور عليهما.

وقالت وفاء: "لا يمكننا الخروج. نكتفي بالجلوس هنا ولا يمكننا أن نعيش حياة طبيعية لأننا خائفتان. الجميع يعرف بقصتنا الآن. وهناك الكثير من السياح السعوديين هنا".

ولم تردّ المفوضية السامية للاجئين على طلب للتعليق في الحال، لكن أحد المتحدثين باسمها قال لبرنامج  ِAs It Happens في وقت سابق من هذا الشهر إن "أي شخص يطلب الحماية الدولية في جورجيا يمكنه المضي في إجراءات طلب لجوء عادلة وناجعة تجريها الحكومة".

لكنَّ الشقيقتين تقولان إنهما ترغبان في الانتقال إلى بلد آمِن آخر، بلد يصعب فيه على عائلتهما ملاحقتهما والعثور عليهما.

وقالت وفاء: "نحن سعيدتان لأننا أصبحنا قادرتين أخيراً على النوم دون عنف ودون تهديد ودون أن يصرخ أحد في وجهنا. لكننا لا نشعر بالأمان الآن".

علامات:
تحميل المزيد