يتساءل كثيرون عن الأسباب التي تدفع الناس إلى الخيانة الزوجية أو الخيانة العاطفية لشخص شاركهم حياتهم، وتتجه غالبية التفسيرات إلى أن الخيانة نابعة من شعور بعدم الرضا أو الإهمال في العلاقة الزوجية.
1 من أصل 5 في هذا العالم متهمون بـ الخيانة الزوجية
وفق موقع Mind Body Green الأمريكي فأن هناك جزءاً كبيراً من السكان مدانون بتهمة الخيانة.
إذ تشير بعض الأبحاث أن واحداً من بين كل 5 أشخاص خان شريكاً له في الماضي.
إذا كانت هذه خطيئة منتشرة لهذا الحد فهل هناك أشخاصٌ بعينهم معرَّضون لها أكثر؟
الخيانة بحسب الشخصيات
استطلع باحثون بحسب دراسة جديدة 576 شخصاً بالغاً في ما يخص شخصيتهم، وسلوك الخيانة لديهم، والأسباب التي تمنعهم من الخيانة.
مثلاً كانت إجابة البعض أن الضمير الحي جعلت منهم أشخاصاً أقل قابلية للخيانة أي أولئك الأشخاص المسؤولون، والمستقيمون أخلاقياً، والمتحكمون في أنفسهم.
أما عن الشخصية الأكثر عرضة لارتكاب الخيانة، فإنهم الأشخاص الأكثر انفتاحاً.
للوهلة الأولى قد تعتقد أن هذا بديهي أيضاً، فالشخص المنفتح، هو شخص يستقبل التجارب الجديدة بحماس، فبالتأكيد سيكون شخصاً أكثر عرضة لأن يجد نفسه مفتوناً بإغراءٍ من شخصٍ آخر.
لكن عليك أن تضع في اعتبارك أن الأشخاص الأكثر انفتاحاً أيضاً يكونون أكثر إبداعاً، وأكثر تحرراً في مسألة الجنس، ويعيشون مواقف اجتماعية أسعد، ويغطون جوانب أشمل لدى الآخرين، وكلها صفات ننظر لها عادة على أنها إيجابية.
وهذا مهم لأنه إذا كانت الكثير من الصفات التي نمدح الناس بسببها مرتبطة بالخيانة، فهذا يعني أن علينا التفكير فعلاً مرة أخرى في نظرية "القلة الفاسدة".
كثير من الخائنين ليسوا أشخاصاً سيئين!
لا يستيقظ الخائنون من النوم وهم يفكرون في الطريقة التي يريدون بها إيذاء شركائهم اليوم.
فالكثير من الأشخاص الخائنين ليسوا أشخاصاً "سيئين" لكنهم ببساطة أشخاص اتخذوا قراراتٍ جرحت غيرهم.
ووجدت الدراسة أيضاً بعض الاتجاهات العامة الأخرى بخصوص من يميل أكثر للخيانة، إذ وجدوا أن النساء أقل قابلية من الرجال للخيانة.
وكذلك من يعيشون علاقات مُشبِعة مقارنة بمن يعيشون علاقات غير راضين عنها.
كما كان هناك عاملٌ مُحدِّد آخر لسلوك الخيانة، وهو السياق الثقافي.
النساء الأقل انفتاحاً هن أقل المجموعات قابلية للخيانة
أكد الباحثون أنه وبناءً على ما اكتشفناه، يمكننا أن نقول إن أقل المجموعات قابلية للخيانة هي النساء صاحبات الضمير الحي، الأقل انفتاحاً، اللاتي يعشن علاقةً ترضيهن، في مجتمع يستدعي عواقب وخيمة على النساء الخائنات.
وأضافوا: "والفئة الأكثر قابلية هي الرجال الذين يعيشون علاقة لا ترضيهم، ولا يتسمون بضميرٍ يقظ، ومنفتحون أكثر من غيرهم، ويعيشون في مجتمع لا يعاقب الرجال الخائنين".
علينا جميعاً أن نتحمل سبب تفشي الخيانة!
قد نتحمَّل جميعنا جزءاً من اللوم في تفشي الخيانة هذه الأيام: فتقبل المجتمع للخيانة يؤدي إلى مزيدٍ من الخيانة.
وهذا يعني أنه على الرغم من انتشار الخيانة، لا يجب أن نتغاضى عنها أو ندعها تمر مرور الكرام.
فإذا كنَّا نريد خلق ثقافة مواعدة بها المزيد من العاطفة والقليل من الألم، فمن المهم أن نرفض العلاقات غير المشروعة عندما تحدث.
وهذا لا يكون عن طريق وصم الشخص الخائن بأنه شخص "سيئ" لكن عن طريق اتخاذ موقف ثابت يوضح أن هذا الفعل في حد ذاته دائماً ما يخلو من العطف، ويستدعي بالضرورة بعض المراجعات والإصلاحات الذاتية الجادة.