حملت الصومالية هابون عبدالله لافتة طويلة كُتِب عليها "ادعموا إلهان" خارج شركة النقل بالشاحنات في مدينة بيرنزفيل قبيل خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المدينة وهو ما جعل الكثيرين يتعاطفون معها.
صومالية أمريكية تتبنى الدفاع عن إلهان عمر
بصفتها امرأة مُسلمة ترتدي الحجاب، وبصفتها أيضاً المديرة التنفيذية لشبكة "Women Organizing Women وهي مؤسسة غير ربحية، فإن هابون عبدالله لديها أكثر من مجرد معرفة عابرة ببعض الآراء التي انعكست في اللافتات والهتافات بين أنصار ترامب المصطفّين على الجانب الآخر من الشارع، حسب ما رصده تقرير صحيفة The Guardian البريطانية.
كانت هناك فكرة قائلة بأن المسلمين كانوا مسؤولين بشكل كلي عن أحداث 11 سبتمبر/أيلول، وأن عضوة الكونغرس الأمريكي إلهان عُمر وداعميها ينتمون لمجموعات إرهابية.
وهناك فكرة أخرى وهي أن مدينة مينيابوليس تمتلئ بالمناطق المحظورة التي أطاحت بها الجريمة ويحكمها قانون الشريعة، ويُفتَرَض أيضاً أن الشرطة تخشى الاقتراب منها.
وذلك بعد تغريدة ترامب بخصوص إلهان عمر عن هجمات 11 سبتمبر
هابون عبدالله كانت لا تزال مُندهشةً قليلاً بمثل هذه الحجج التي يتم التعبير عنها بكل وقاحة، واندهشت أكثر حين أعاد ترامب نشر مقطع على موقع تويتر بقصد إظهار أن إلهان عُمر لم تحترم مأساة 11 سبتمبر/أيلول.
وقالت هابون في حديث مع صحيفة The Guardian البريطانية، إن "هناك محادثات في مجتمعي، اعتقدنا أننا قد تجاوزنا اللوم الجماعي، ومعاقبة الجميع على تصرّفات القلّة، فهذه هي الأشياء التي تعرّضنا لها مباشرة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، والكثير منَّا اعتقد بالفعل أننا انتهينا من ذلك، ولكن مؤخراً، يبدو في الحقيقة أن هذا قد عاد من جديد فما الذي يحدث؟".
ولكنّها أيضاً رأت أسباباً للتفاؤل، فهي تعتقد أن مساحة الدعم لإلهان عمر بدأت في الازدياد، وحسب تقرير، الصحيفة البريطانية، فقد نقلت عن أسماء محمد، البالغة من العمر 26 عاماً والتي كانت بين الحشود مُرتدية وشاحاً: "لقد جئت إلى هنا لدعم أختي إلهان، فقد تعرَّضت لهجوم وتواجه تهديدات مستمرة بالقتل، وحتى أكثر من ذلك بعدما نشر ترامب أشياء على تويتر تجعلها تبدو وكأنها تتعاطف مع الإرهابيين".
فداعمو إلهان عمر يرون أنها أكثر من مجرد شخصية سياسية
حيث ترى أسماء أن إلهان عمر أكثر من مجرد شخصية سياسية بارزة، قائلة: "إنها أختي، بصفتها من أهل مينيسوتا، وبصفتها امرأةً مؤمنة، وبصفتها ترتدي الحجاب وتواجه هذا النوع من الكراهية يومياً".
وكان مكتب إلهان عمر أقل هدوءاً من المعتاد، يرفض إبداء تعليقات إعلامية ولا يُصدِّر بيانات، تاركاً ترامب يتعامل مع تبعات تقرير مولر بدون مشاجرات مع خصمه الجديد المفضَّل.
ولكن، إن كان هناك شيء واحد ثابت في مسيرة ترامب السياسية، فإنه استهداف المهاجرين والمسلمين في حِراك يهدف إلى كسب إعجاب قاعدته السياسية. ويعتقد الكثير من المراقبين أنه سوف يضاعف هذه الجهود مع اقتراب العام 2020.
خاصة بعد دخولها مجلس النواب
فقد انتُخبَت إلهان لعضوية مجلس النواب في نوفمبر/تشرين الثاني كجزءٍ من موجة مناهضة لترامب شملت النائبة أليكساندريا أوكاسيو كورتيز من نيويورك، والنائبة رشيدة طليب من ميشيغان، وقبل ذلك، كانت إلهان في صدارة الأخبار الوطنية حين أصبحت أوّل صومالية أمريكية تتقلد المنصب في البلاد، في الليلة التي انتُخِب فيها ترامب رئيساً للبلاد. وكان حفل فوزها في فندق ماريوت بوسط مدينة مينيابوليس مُكللاً بالدموع والرقص، وحِس الاستعداد لخوض المعركة.
حينها قالت إلهان: "سيكون الأمر صعباً للغاية، علينا أن نعرف كيف ننظم المجتمع للاستعداد لما هو آتٍ. علينا رفع أصواتنا المنادية بالحب في مواجهة خطاب الكراهية".
فيما قالت ميلودي بلاك، إحدى داعمات ترامب من مدينة ريد وينغ بولاية مينسوتا، "تحتاج إلهان عُمر حقاً للمغادرة"، ومن خلفها كان هناك رجل يحمل لافتة: "اجعلوا أمريكا عظيمة من جديدة" – شعار ترامب.
وأضافت قائلة: "إنها معادية للولايات المتحدة الأمريكية، إنها معادية لليهود، إنها معادية لمينيسوتا وللجميع، المُسلمون أسقطوا تلك المباني في نيويورك، وجميعنا شاهد الأمر، والآن يقولون إننا عنصريون لأننا نقول هذا، ولكنّها هي الحقيقة".
وتابعت: "جاءت إلهان عمر من الصومال وعلّمها والدها بالضبط كيف تفعل ما تفعله -بما في ذلك الدخول في الحكومة- إنهم يحاولون السيطرة على حكومتنا، هكذا يفعل المسلمون".
وأصبحت إلهان عمر مصدر إلهام لنساء أخريات
حيث تقول هابون: "الكثير من النسوة في المجتمع الصومالي واللاتي لم يفكّرن قطّ في الترشّح قد غيّرن آراءهن". والآن، أصبح لدى مجلس النواب ثاني مُشرِّعة صومالية أمريكية عن ولاية مينيسوتا، وهي هودان حسن.
على الجانب الآخر من الشارع، أخذت نوشينا حسين، 42 عاماً، التي كانت ترتدي غطاء رأس باللون الأرجواني الداكن وهي تدير منظّمة إسلامية غير ربحية تقودها النساء، دورها في القيادة. وقالت إن هجمات ترامب على إلهان قد شجَّعت الآخرين.
وقالت نوشينا: "ما أسمعه، لا سيّما من مجتمعي، هو أن إلهان لا تستطيع أن تكون بمفردها، فهم يطلبون من جميع من لديهم تلك القيم التقدّمية الترشّح، فهي لا تتحمّل وطأة المسؤولية بمفردها".
وأضافت: "لذا أنا أشعر أنه في عام 2020، ستشهدون المزيد من الأشخاص من غير البيض يخوضون سباق الانتخابات، والمزيد من المسلمين والمسلمات، ليس فحسب لأننا لا نرغب لها أن تكون الوحيدة هُناك، بل لأننا شهدنا أنها قادرة على القتال ومازالت تُنجز الأمور، والمزيد من الناس في حاجة لدعمها ليكونوا جزءاً من هذا".