كنيسة تُقدِّم «علاجاً معجزة يشفي 95% من جميع الأمراض»

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/04/20 الساعة 13:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/20 الساعة 13:32 بتوقيت غرينتش
أحد الضحايا الذين ظهروا في الفيلم هو رضيع تحمله أمه، ويُجبر على شرب كوب من مادة التبييض. ويصرخ الطفل عندما يبتلع السائل.

تعتزم مجموعة تطلق على نفسها اسم كنيسة جينيسيس الثانية للصحة والشفاء عقد تجمُّعٍ في فندق بولاية واشنطن الأمريكية، السبت 20 أبريل/نيسان 2019، للترويج لـ "علاجٍ مُعجزة" تزعم أنَّه يشفي 95% من جميع الأمراض في العالم، وذلك عن طريق جعل البالغين والأطفال، ومن ضمنهم الرُّضع، يشربون مادة تبييض صناعية.

حسب تقرير صحيفة The Guardian البريطانية، دعت المجموعة الجمهور من خلال فيسبوك، إلى حضور ما تسميه "العلاج البديل الفعَّال"، في منتجع آيسيسل فيلج بمدينة ليفنوورث، صباح السبت. ونشر منظِّم الحدث، توم ميري، دعوة الحدث على صفحته الشخصية بـ "فيسبوك"، قائلاً إنَّ تعلُّم كيفية استهلاك مادة التبييض "يمكن أن يُنقذ حياتك، أو حياة شخص تحبه على وشك أن يموت".

تطلب "الكنيسة" من الحاضرين في الاجتماع "التبرع" بمبلغ 450 دولاراً لكل فرد، أو 800 دولار لكل فردين، مقابل الحصول على عضوية في المنظمة بالإضافة إلى مجموعة من عبوات مادة التبييض، والتي تطلق الكنيسة المزعومة عليها "الشعائر المقدسة". يشار إلى المادة الكيميائية باسم MMS أو "miracle mineral solution or supplement" (محلول أو مُكمل معدني معجزة). وقد تعهدت الكنيسة للمشاركين بأنَّهم سوف يكتسبون "المعرفة اللازمة للمساعدة في شفاء عديد من الأمراض الرهيبة بهذا العالم".

في الواقع، يتكون المحلول المعدني المعجزة (MMS) من ثاني أكسيد الكلور، وهو مُبيِّض قوي يستخدم بالمنسوجات وفي المعالجة الصناعية للمياه. وحُظر استخدامه في عديد من البلدان حول العالم كعلاج طبي.

لا يمكن بيع هذه المادة الكيميائية للاستهلاك البشري في أميركا

وفي الولايات المتحدة، لا يمكن بيع هذه المادة الكيميائية للاستهلاك البشري. وفي عام 2010، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تحذيراً عاماً بعد إخطارها بعددٍ كبير من الإصابات التي لحقت بالمستهلكين من شرب السائل الكيميائي، مع الأعراض التي شملت الغثيان، والقيء، والإسهال، والجفاف الشديد، في حين عانى شخصٌ واحد ردَّ فعل كان سيودي بحياته.

وأصدرت إدارة الغذاء والدواء نصيحة واضحة، قالت فيها: "يجب على المستهلكين الذين بحوزتهم مادة المحلول المعدني المعجزة التوقف عن استخدامه فوراً والتخلص منه".

قال متحدث باسم إدارة الغذاء والدواء لصحيفة The Guardian البريطانية، إنَّ الوكالة لا تستطيع التعليق على الإجراءات الممكنة لإنفاذ القانون المدني أو الجنائي، لكنَّه أضاف: "تُواصل إدارة الغذاء والدواء تقديم النصيحة للمستهلكين بشأن مخاطر المحلول المعدني المعجزة، وقد أصدرت الوكالة تحذيراتٍ للمستهلكين من هذه المادة، على مدار العقد الماضي".

أبرز عناصر حدث اليوم السبت في مدينة ليفنوورث هو مارك غرينون، الذي عيَّن نفسه "أسقف" كنيسة جينيسيس الثاني. وهو مؤلف كتاب "Imagine a World Without Dis-Ease: Is It Possible?".

مقطع فيديو نُشر على موقع "الكنيسة" بالإنترنت، يقول فيه غرينون إنَّ "البروتوكولات المقدسة" التي تبيعها المجموعة يمكن أن تقضي على 95% من أمراض العالم، وضمن ذلك الملاريا، والإيبولا، وحمى الضنك، وجميع أنواع السرطان، والسكري، والتوحد، وفيروس نقص المناعة البشرية، والتصلب المتعدد. وتبيع المجموعة زجاجات كلوريت الصوديوم (نحو 19 ملليلتر) على أنَّها "ماء تطهير سري" مقابل 15 دولاراً، مع تعليماتٍ حول كيفية مزجه مع حامض الستريك لصنع ثاني أكسيد الكلور.

وتواصلت صحيفة The Guardian مع غرينون، لتسأله عن سبب ترويجه لمادة التبييض الصناعية التي وصفتها إدارة الغذاء والدواء بأنَّها مادة خطيرة، على أنَّها علاجٌ معجزة، لكنَّه لم يعلق على الأمر حتى الآن.

تأييد ونقل للعلاج إلى الخارج

وكترويجٍ للحدث، نشر ميري على فيسبوك رابطاً لمقطع فيديو يُزعَم أنَّه يُظهر أشخاصاً مصابين بالملاريا يُشفَون في غضون ساعتين. ويُظهر الفيديو مؤيداً بريطانيّاً للمحلول المعدني المعجزة يسافر إلى قريةٍ في أوغندا، حيث يرتب لإعطاء عديد من القرويين "العلاج المعجزة".

أحد الضحايا الذين ظهروا في الفيلم هو رضيع تحمله أمه، ويُجبر على شرب كوب من مادة التبييض. ويصرخ الطفل عندما يبتلع السائل.

وحاولت صحيفة The Guardian التواصل مع ميري ومنتجع آيسيسل فيلج، لكن لم يردَّ أيٌّ منهما.

وقالت فيونا أوليري، وهي ناشطة ضد العِلم الزائف ساعد عملها في حظر المحلول المعدني المعجزة (MMS) بأيرلندا في عام 2016، إنَّها تشعر بالفزع، لأنَّ كنيسة جينيسيس الثانية، التي وصفتها بـ "جماعة التبييض"، تستضيف حدثاً عاماً في واشنطن.

وأضافت فيونا: "هذا الحدث يُعرِّض حياة الناس للخطر، خاصةً الأطفال. تجب علينا حماية الأشخاص المستضعفين من هذا الدجل الخطير".

ليست هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها ولايةٌ مجموعةً تروج للمحلول المعدني المعجزة. ففي عام 2015، أُدين لويس سميث، من مدينة سبوكان، في محكمة الدائرة الشرقية بواشنطن، لبيعه أدوية زائفة وممارسة الاحتيال. باع سميث المحلول المعدني المعجزة على الموقع الإلكتروني Project GreenLife، بعد أن حصل على كلوريت الصوديوم بالاحتيال عن طريق إنشاء أعمال مزيفة "لتنقية المياه"، وحُكم عليه بالسجن 4 سنوات.

علامات:
تحميل المزيد