شهدت ساحة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، الإثنين 15 أبريل/نيسان 2019، حالةً من الارتباك، عندما اقتربت قوات من الدعم السريع والجيش من الساحة، ما بدا أنها محاولة لفضّ الاعتصام.
قوات الدعم السريع تقول أنها تريد تنظيف المكان
وعلى الفور، أعلن تجمّع المهنيين السودانيين في بيان له أن هناك محاولةً لفضّ الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة، داعياً المواطنين للانضمام إلى الاعتصام لحماية "الثورة ومكتسباتها"، بحسب وكالة رويترز.
لكن قوات الدعم السريع والجيش أعلنت أنها لا تريد فضّ الاعتصام، وإنما إزالة المتاريس التي وضعها المحتجون من أجل "تنظيف المكان"، بحسب قولهم.
يأتي هذا التحرك بعد وعود من المجلس العسكري بعدم فض الاعتصام بالقوة
وكان المجلس العسكري الانتقالي قد أكد، أمس الأحد، أنه لن يفضّ الاعتصام بالقوة، لكن ما يجري على الأرض قد يكون خطوة أولى لفضّ هذا التجمع الكبير.
ويأتي هذا التحرك الذي من شأنه أن يثير غضب المتظاهرين، غداة جملة من القرارات الجديدة التي صدرت عن المجلس العسكري الانتقالي في السودان، أبرزها إحالة وزير الدفاع عوض بن عوف للتقاعد، وتعيين أبوبكر مصطفى مديراً للأمن والمخابرات، وإقالة سفيري الخرطوم بواشنطن والأمم المتحدة.
يُذكر أن قوات الدعم السريع يتزعمها الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي عارض رئاسة وزير الدفاع عوض بن عوف للمجلس العسكري الانتقالي، لكنه وافق لاحقاً على قبول عضوية المجلس وتعيينه نائباً للرئيس، تحت رئاسة الفريق أول عبدالفتاح البرهان.
تجمع المهنيين اعتبر أن نظام حكم البشير لم يسقط بعد رغم استقالة العديد منهم
وعلى الرغم من إعلان المجلس العسكري تشكيل لجنة لاستلام وحجز أصول ودور حزب المؤتمر الوطني، إضافة لإلقاء القبض على عدد من رموز النظام بتهم الفساد، لم يقنع ذلك تجمع المهنيين بأن الأمور تسير كما يريدون.
وصدر بيان عن التجمع اعتبر فيه أن نظام حكم عمر البشير لم يسقط بعد، مؤكداً أن "الثورة مستمرة بكل وسائل المقاومة السلمية حتى تحقيق أهدافها كاملة غير منقوصة".
وأضاف التجمع أن "إسقاط النظام بكامل مؤسساته الشمولية لا يعني استبدالاً لواجهات الطغيان وأقنعة الفساد بأخرى، وهي ليست وعوداً واهية عبر خطابات وبيانات حماسية من سلطة غير شرعية بدون فعل حقيقي يفي بتطلعات شعبنا".