واصل آلاف السودانيين، مساء الخميس 11 أبريل/نيسان 2019، الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم، متحدِّين بذلك حظر التجول الذي بدأ الساعة العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي، والذي أقره وزير الدفاع السوداني في بيانه الأول، الذي أعلن فيه تنحي عمر البشير.
وردَّد المشاركون هتافات مناوئة لوزير الدفاع عوض بن عوف، الذي أعلن في وقت سابق، عزل الرئيس عمر البشير، وبدء فترة انتقالية، وإعمال حالة الطوارئ، وفرض حظر التجوال.
وطالب المحتجون في هتافاتهم بـ "إسقاط بقية أركان النظام"، مضيفين إلى هتافهم الأشهر "يسقط بس" عبارة "يسقط تاني"، للتعبير عن مطالبتهم بإسقاط بقية النظام.
كما شددوا على استمرار اعتصامهم متحدين حظر التجول حتى تسليم السلطة إلى حكومة مدنية تدير المرحلة الانتقالية إلى حين حصول انتقال للسلطة من خلال انتخابات ديمقراطية.
"المعارَضة" ترفض بيان الجيش السوداني
وفي وقت سابق من الخميس، دعا "تجمع المهنيين السودانيين"، المواطنين إلى "كسر حظر التجول والبقاء في الشوارع، والمقاومة السلمية".
وقال "التجمُّع"، في بيان له نُشر على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ثورتكم مستمرة في ساحاتكم التي اعتصمتم فيها، في بلدكم الذي اعتصمتم بحبله"، مشدداً على أنه لا تراجع "حتى إسقاط النظام كاملاً، وتسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية".
وأضاف: "النظام الفاسد والساقط فعلياً يتعلق بآخر قشَّة في ترسانته البائسة، يحاول خداعنا باستبدال سفاح بآخَر أكثر دموية، في مسرحية هزيلة الإخراج، لوقف المد الثوري لشعبنا العظيم".
ووجَّه "التجمع" نداء إلى المواطنين، قائلاً: "فلنكسر حظر التجول ونضع الأمور في نصابها. ثورتكم مستمرة، بساحاتكم التي اعتصمتم فيها، في بلدكم الذي اعتصمتم بحبله. وسنظل أوفياء لدماء الشهداء، نستكمل الطريق الذي افترعناه معاً.. ثوار أحرار".
وناشد "ضباطَ وضباطَ صف وجنودَ قوات الشعب المسلحة الانحيازَ الكامل إلى خيار جماهير شعبنا، والدفاع باستماتة، وعدم الانصياع لأوامر طغمة كيزان الانقلاب الصوري الفاشل وعزلها".
بينما حذرت قيادته السودانيين من كسر حظر التجوال
وكان الجيش السوداني قد أصدر بياناً ثانياً، مساء الخميس 11 أبريل/نيسان 2019، حذّر فيه من عدم التزام قرار حظر التجول الذي سيبدأ الساعة العاشرة ليلاً بالتوقيت المحلي، ويستمر حتى الرابعة صباحاً.
وقال الإعلام العسكري: "نظراً إلى مخاطر قد تترتب على عدم التزام حظر التجول المعلن من الساعة العاشرة مساء وحتى الرابعة صباحاً، نلفت نظر المواطنين الكرام إلى العناية بذلك والتزامه، حتى تؤدي القوات المسلحة واللجنة الأمنية واجباتها في حفظ الأمن والسلامة العامة والحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين".
وأعلن الخميس، وزير الدفاع السوداني الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير، الذي اندلعت ضده مظاهرات امتدت 4 أشهر، تطالبه بالرحيل عن السلطة، وذلك على خلفية ارتفاع الأسعار وتراجع مستويات المعيشة.
كما أعلن تشكيل مجلس عسكري انتقالي لمدة عامين، وتعطيل العمل بدستور 2005. كما جرى الإعلان عن حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر، وحلّ مجلس الوزراء، وتكليف وزراء بالوكالة تسيير أعمال الحكومة.
غير أن قوى المعارضة السودانية أعلنت رفضها للبيان الأول الذي أعلن فيه الجيش السوداني عزل عمر البشير، وأكدوا استمرار احتجاجاتهم حتى تسليم السلطة إلى حكومة مدنية.