التزم الرئيس الجزائري المؤقت، عبد القادر بن صالح بإجراء انتخابات رئاسية في غضون 90 يوماً، وتعهَّد بأن تكون انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية، مشيداً بالمسيرات السلمية والرصينة التي شهدتها البلاد، و"أبهرت العالم بالوجه المشرق الحقيقي والواعد للجزائر".
وفي أول خطاب وجَّهه الرئيس المُعين للجزائريين، الثلاثاء 9 أبريل/نيسان 2019، دعا عبد القادر بن صالح "الجميع للتجند أكثر من ذلك الذي شهدناه حتى الآن، من أجل مجابهة الرهانات العاجلة والجمَّة، التي لا مفرّ لبلادنا من مواجهتها، لاسيما تلك المرتبطة بأمننا القومي والجهوي، رهان إصلاحاتنا الاقتصادية والمالية والمؤسساتية العميقة، ورهان تنميتنا الاجتماعية والبشرية المستدامة".
هيئة وطنية مستقلة للتحضير للانتخابات الرئاسية
وقال بن صالح، في خطابه للأمة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، إنه عازم بالتشاور مع الطبقة السياسية، المدنية المواطنية، على القيام من باب الأولوية والاستعجال، بإحداث هيئة وطنية جماعية سيدة في قرارها، تعهد لها مهمة توفير الشروط الضرورية لإجراء انتخابات وطنية شفافة ونزيهة، والاضطلاع بالتحضير لها وإجرائها.
وأكد عبد القادر بن صالح على تسخير الحكومة والمصالح الإدارية المعنية لدعمها في أداء مهامها بكل حرية ومرافقتها، ودعا الجميع لتجاوز الاختلافات والتوجّسات، والتوجه نحو عمل جماعي تاريخي في مستوى رهانات المرحلة.
واعتبر الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح أن إقبال الشعب على إرساء اختياره بحرية وسيادة على ما يريده "سيمكننا من تنصيب رئيس جديد للجمهورية في الأجل الدستوري"، مضيفاً أن "الاختيار هذا سيكون حراً، بقدر ما تكون ظروف ممارسته ظروفاً يسودها الهدوء والرصانة فيما بيننا".
من أجل بناء الجزائر الجديدة
وأعرب عبد القادر بن صالح عن أمله في أن يُنصب قريباً رئيسٌ جديدٌ للجمهورية، يتولى ببرنامجه "فتح المرحلة الأولى من بناء الجزائر الجديدة"، وأن يشارك المواطنون في هذا البناء، مشاركة عمادها "الإقدام والتفاني".
وأكد أن "مؤسسات البلاد جميعها ستلتزم تمام الالتزام بإطلاق هذا المشروع الوطني الهام ومرافقته، ووضع لبنتها فيه خدمةً لوطننا وشعبنا، ووفاءً لشهداء الأمة الأبرار".
كما أعرب عبد القادر بن صالح عن شكره لجميع قوات الأمن على ما تحلَّت به "من احترافية والتزام في ظروف غالباً ما كانت عصيبة"، وكذلك وجَّه شكره إلى قوات الجيش الوطني الشعبي، التي "لم تتوانَ عن ممارستها الأساسية لمَهمتها الدستورية، ولقيادته الحكيمة، التي أصرَّت على الاحتكام للدستور كمرجعية وحيدة، من أجل السماح للشعب بتحقيق تطلعاته، وتجاوز الأزمة الراهنة".