تخطط جندية مسلمة تقول إنها تعرضت للتمييز لكونها مسلمة، عندما أُجبرت على خلع الحجاب أمام زملائها، لمقاضاة الجيش الأمريكي.
وحسب ما نقلته صحيفة The Daily Mail البريطانية، الأحد 31 مارس/آذار 2019، تزعم سيسيليا فالدوفينوس (26 عاماً)، أن قائدتها التي تحمل رتبة رقيب أول استغلت سلطتها في أثناء جلسة توجيه حول مكافحة الانتحار، بوحدة فورت كارسون في ولاية كولورادو الأمريكية، وجعلتها تنزع حجابها أمام زملائها.
وقد تقدمت سيسيليا بشكوى رسمية إلى مكتب تكافؤ الفرص العسكري في 7 مارس/آذار 2019، بمساعدة مؤسسة الحرية الدينية العسكرية (MRFF)، ولكن الجيش وجدها "غير مدعومة بالأدلة"، ورفض دعواها.
إحراج جندية مسلمة بأمرها بخلع الحجاب
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن العقيد ديفيد زينت منح سيسيليا الموافقة على ارتدائها الحجاب مع زيها العسكري في يونيو/حزيران 2018، ولكن سيسيليا تقول إن حجابها من حينها أثار تصرفات ومضايقات تنمُّ عن"كراهية شديدة".
وقالت سيسيليا: "وصفوني بالإرهابية، ووصفوني بالداعشية. وأسمع تعليقات تقول إنني السبب في وقوع أحداث 11 سبتمبر/أيلول. يعاملونني بكثير من الغضب والعدائية!".
وأخبرت الجندية مؤسسة الحرية الدينية العسكرية بعد أن زعمت أنها أُجبرت على نزع حجابها أمام الآخرين، بأنها شعرت بما يمكن وصفه بـ "الاغتصاب الديني".
وقالت سيسيليا: "إن ديني يلزمني ألا أكشف رأسي إلا أمام زوجي فقط في منزلي".
وقال ميكي وينشتاين، من مؤسسة الحرية الدينية العسكرية، إن ضابطة الصف كيرستين مونتويا تسببت في إحراج جندية مسلمة تحمل رتبة رقيب في مناسبات عدة.
وأضاف وينشتاين لقناة Fox 21: "لا يمكن وصف الأمر إلا بأنه أسوأ أنواع الإزعاج والتعصب والإجحاف ضد المسلمين".
غير أن غياب الأدلة منح الحق لقائدها
وزُعم أن كريستين اتهمت سيسيليا بأنها لا تعقد شعرها أسفل الحجاب، وهو ما يعد انتهاكاً لقواعد الجيش.
وقال وينشتاين: "لا بد من أنه يمكنها الرؤية بالأشعة السينية، لتتمكن من رؤية ما تحت الحجاب وترى أن شعرها غير معقود، ولكنه كان مرفوعاً على الوجه الأمثل".
وقالت وحدة فورت كارسون في بيان، رداً على المزاعم: "وجد تحقيق للقائد أن المزاعم ضد ضابطة صف كبيرة غير مدعومة بالأدلة فيما يتعلق بالتمييز ضد الرقيب سيسيليا فالدوفينوس. وخلص التحقيق إلى أن ضابطة الصف تصرفت بالطريقة الصحيحة بإلزامها ارتداء الحجاب بالطريقة المطلوبة، بما يتوافق مع لوائح الجيش".
وأضاف العقيد زين: "قادتنا ملتزمون دعمَ حرية التعبير الديني للجنود. وكنت -وما زلت- مستمراً في أخذ جميع تقارير الجنود الذين لا يحترمون المعتقدات أو الشعائر أو التقاليد الدينية على محمل الجد. وسأضمن استمرار وحدتنا في إيلاء أهمية كبيرة لحقوق جنودنا في التزام مبادئ أديانهم، أو ألا يلتزموا أي دين على الإطلاق".
وقد جرى تحديث سياسة الجيش فيما يتعلق بالملابس الدينية مثل العمائم والحجاب عام 2017، لتصبح هذه الملابس ملائمة بوضوح، ولكن مع بعض المتطلبات.
وتم خفض رتبتها في الجيش الأمريكي
وبعد أن رُفضت شكواها، تقول سيسيليا جندية مسلمة إن رتبتها انخفضت من رقيب إلى أخصائي، وهو ما ترتب عليه أيضاً خفض كبير في راتبها.
وتقول إن هذا الحادث جعلها هي وابنتها البالغة من العمر 7 سنوات، عُرضة لمضايقات متزايدة.
وتخطط مؤسسة الحرية الدينية العسكرية لرفع دعوى أمام المحاكم الاتحادية ضد الجيش الأمريكي باسم سيسيليا، ضد ما سمَّته "الإزعاج والتعصب والتحيز والتي تقوم جميعها على كراهية الإسلام في أسوأ صورها وأكثرها فجاجة".
وتقول سيسيليا إنها تنوي مواصلة مسيرتها العسكرية، على الرغم من اتهاماتها بوجود تمييز، وتأمل أن تكون مصدر إلهام لزملائها المسلمين بالخدمة في أنه "من المقبول أن تدافع عمَّا تؤمن به".