يُسافر الأئمة ومُنظِّمو الجنازات من كافة أرجاء البلاد للمساعدة في مراسم الوداع الحزينة لضحايا الهجوم الإرهابي على مسجدي مدينة كرايست تشيرش.
حسب موقع موقع Stuff النيوزيلندي أدَّت الأعداد الضخمة للضحايا إلى احتشاد المجتمع المسلم في نيوزيلندا، في ظل انتظار المئات لوصول جثث أفراد أسرهم.
ومن المعتاد أن يدفن الناس ذويهم في أسرع وقتٍ ممكن خلال 24 ساعة، لكنَّ تحقيق الشرطة حال دون ذلك، وهي خطوةٌ ضروريةٌ تقبَّلها الأفراد الذين يُقدِّمون الدعم لعائلات المُتضرِّرين.
يستعد شيراج علي للسفر إلى كرايست تشيرش بمجرد إعلامه بإطلاق سراح الجثث. وحينها سيُساعد الأسر في تجهيز الجنازات، إذ يعمل مُنظِّماً للجنازات لدى رابطة مسلمي نيوزيلندا في مدينة أوكلاند.
وقال علي: "سنأخذ الجثث بمجرد إطلاق سراحها، ونتوجَّه بها إلى مكانٍ لغسلها وتكفينها بقماش الكفن الأبيض. وسيكون هذا هو لباسهم في الطريق إلى القبر".
وعند الدفن، سيُؤدي الإمام صلاة الجنازة الصامتة. ويقف المُشيِّعون خلفه قبل دفن الجثة. ويقول علي إنَّ الثكالى من غير المسلمين يُمكنهم أن يُشاركوا ببضع كلمات للضحايا كذلك.
وقال إخلاق كشكاري، رئيس رابطة مسلمي نيوزيلندا، إنَّ قصر المراسم يخدم غرضين. الأول هو أن سرعة دفن الجثة دليلٌ على احترامٍ أكبر للميت. وأضاف أن الغرض الثاني هو أن "العائلات عليها أن تُواصل حياتها. نقول إن الروح تفنى، وعلى العائلات أن تعود لحياتها اليومية. يستمر الحداد لثلاثة أيام بحسب التقاليد الإسلامية، وبعدها عليك أن تُواصل حياتك بشكلٍ طبيعي".
وتتضافر جهود رابطة مسلمي نيوزيلندا مع اتحاد الجمعيات الإسلامية في نيوزيلندا.
إذ سافر 6 أئمةٍ على الأقل من أوكلاند، التي تحتوي على أكبر مجتمعٍ إسلاميٍ في نيوزيلندا، بانتظار المزيد من الأئمة القادمين من ويلينغتون وهاميلتون. واستهدف اتحاد الجمعيات الإسلامية في نيوزيلندا إرسال فريقٍ مُكوَّنٍ من 20 "أخاً وأختاً" إلى مدينة كرايست تشيرش للمساعدة في تغسيل الجثث وغيرها من مُتطلَّبات العزاء.
وجرى تشكيل "فريق تنسيقٍ وطنيٍ" لإدارة الجنازات. وأضاف كشكاري إن هناك مجموعة "تعمل على العناية بعملية الحزن والتداعيات النفسية. ولدينا كذلك فريقٌ طبيٌ مُجهزٌ وعاملٌ حالياً لتقديم الدعم الثقافي اللازم الذي قد يحتاجه الأطباء خلال عملهم التشريحي لتحديد هوية العائلات".
ويُرحب بغير المسلمين الراغبين في إظهار احترامهم أو التعبير عن تعاطفهم، وهم مُشجَّعون على حضور الجنازات وزيارة مواقع الدفن.
وقال كشكاري: "المهم هو أن نتذكر أن النيوزلنديين جميعاً هم جزءٌ من هذا الأمر. والتحديات الأكبر التي سنُواجهها هي المجتمع الذي مرَّ بوقتٍ عصيبٍ من هذا النوع وتداعياته التي ستدوم طويلاً".