إذاً، بعد أعوام وأعوام من البحث يبدو أن مخبأ مؤسس حركة طالبان الملا عمر كان مكاناً لن يخطر على بال أحد، وهو على بعد مسافة قصيرة من قاعدة أمريكية في أفغانستان.
التفاصيل الجديدة هذه والتي نشرها كتاب جديد بعنوان "البحث عن عدو" للصحفي الهولندي بيتي دام، ينفي اعتقادات أمريكا أن الملا عمر قضى بقية حياته في باكستان ومات فيها.
فالسنوات الخمس التي قضاها الكاتب في إعداد هذا الكتاب كانت كفيلة بكشف تفاصيل مثيرة عن حياة الملا عمر، الذي قضى آخر حياته بعزلة، لا يريد رؤية أحد من أهله ويقضي معظم وقته في الكتابة بـ"لغة غير مفهومة".
قصة الهروب والاختباء
هروب مؤسس طالبان من الولايات المتحدة الأمريكية ذي العين الواحدة بدأت بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر، وسقوط طالبان حينها رصدت أمريكا مبلغ 10 ملايين دولار كمكافأة لمن يعثر عليه.
حينها كان الملا عمر مختبئاً في مجمع صغير بمدينة قلات العاصمة الأفغانية جنوب البلاد.
العائلة التي كانت تأويه لم تكن تعرف هويته، بل حتى أنه قيادي في طالبان قال لهم إنهم سيقتلون جميعاً في حال قالوا إن هناك زائراً في منزلهم.
وكادت القوات الأمريكية تقبض مرتين عليه لكنها فشلت في إيجاد غرفته السرية في ذلك المنزل التي كان بابها على شكل L.
وكان يختبئ في قنوات الري عند خروج طائرات استطلاع أمريكية.
وقضى تلك الفترة متنقلاً بين عدة منازل، كلها بالقرب من قواعد عسكرية أمريكية آخرها كانت القاعدة التي شيدها البنتاغون وهي وولفرين التي تضم ألف عسكري أمريكي.
كان يتحدث فقط لحارسه وطباخه
بحسب الكتاب، فقد كان يتبادل أطراف الحديث مع شخصين، هما حارسه الشخصي وطباخه، حتى أنه لم يلتقِ طبيباً عندما مرض وفضل الموت، وقد فارق الحياة عام 2013، ولم يعلن عن وفاته إلا بعد عامين.
وفي ذلك الوقت نُقلت زوجاته إلى باكستان.
الملا عمر كان يستخدم هاتف نوكيا قديماً دون "سيم كارد"، هدفه من حمله تسجيل صوته وهو يتلو بعض آيات القرآن الكريم.