البنتاغون يهدد تركيا إذا ما عقدت صفقة الصواريخ الروسية.. أردوغان مُصر على عقدها، وبوادر مواجهة جديدة بين الطرفين

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/09 الساعة 07:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/09 الساعة 12:10 بتوقيت غرينتش
U.S. President Donald Trump talks to Turkey's President Recep Tayyip Erdogan at NATO headquarters in Brussels, Belgium July 11, 2018.Tatyana Zenkovich/Pool via REUTERS??

ينفد الوقت سريعاً أمام تركيا لتجنُّب مواجهة مع الولايات المتحدة، بسبب اعتزام أنقرة شراء أنظمة دفاع جوي روسية متقدمة، والاستغناء عن عرض منافس من شريكتها في حلف شمال الأطلسي، مما يزيد فرصَ اشتعال أزمة بين البلدين.

كانت آخر أزمة دبلوماسية بين البلدين قد أسهمت في هبوط قياسي في قيمة الليرة التركية، في أغسطس/آب. وما زالت الخلافات حول الاستراتيجية في سوريا والعقوبات على إيران واعتقال موظفين بالقنصلية الأمريكية دون حل، وتهدد قضية الدفاع الصاروخي بتوسيع هوة الخلاف.

وانخفضت قيمة العملة التركية هذا الأسبوع بنسبة 1.5%، على الرغم من أن البنك المركزي أبقى أسعار الفائدة أعلى بكثير من معدل التضخم، ويقول تجار إن السبب في ذلك يرجع إلى حد بعيد إلى تجدد المخاوف بشأن العلاقات مع واشنطن.

وتجاوزت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان "مهلة مرنة" كانت واشنطن قد حددتها لتركيا لاتخاذ القرار حول ما إذا كانت ستشتري نظام باتريوت الصاروخي الأمريكي الذي تنتجه شركة رايثيون، في صفقة بقيمة 3.5 مليار دولار. ويقول مسؤولون أمريكيون إن العرض الرسمي سينتهي بنهاية الشهر الجاري.

ولم يرفض أردوغان العرض الأمريكي علناً، لكنه كرر القول إنه لن يتراجع عن عقد لشراء نظام إس-400 الدفاعي الروسي، الذي من المقرر تركيبه في أكتوبر/تشرين الأول. وتقول واشنطن إن تركيا لا يمكنها حيازة النظامين معاً.

البنتاغون يحذر تركيا بعواقب وخيمة

وإذا مضت تركيا في إتمام الصفقة الروسية فإنها تخاطر أيضاً بألا تتسلم طائرات إف-35 الشبح المقاتلة، التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، ويمكن أن تواجه عقوبات بمقتضى قانون أمريكي يُعرف بقانون التصدي لخصوم أمريكا من خلال العقوبات.

وفي واحدة من أقوى التصريحات بشأن القضية حتى الآن حذَّرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الجمعة، من "عواقب وخيمة" على العلاقات بشكل عام، والعلاقة العسكرية بشكل خاص بين الولايات المتحدة وتركيا، إذا اشترت أنقرة نظام إس-400.

وقال القائم بأعمال المتحدث باسم الوزارة تشارلي سومرز "لن يستطيع (الأتراك) الحصول على صواريخ باتريوت وطائرات إف-35".

لكن أردوغان استبعد إلغاء الصفقة مع روسيا، وهي قوة إقليمية متزايدة البأس، تبني محطة للطاقة النووية في تركيا، وخط أنابيب لتصدير الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.

ورداً على سؤال هذا الأسبوع، بشأن العقد الخاص بنظام إس-400، قال أردوغان "إنه محسوم. لا يمكن التراجع أبداً عنه… لن يكون هذا أخلاقياً".

وأضاف أن أنقرة قد تسعى لإبرام اتفاق لشراء نظام إس-500 من موسكو لاحقاً.

تركيا تقول لا تراجع

قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس الجمعة، إن مسؤولين أمريكيين أبلغوا بلاده بأنه سيكون من المستحيل موافقة الكونغرس على صفقة مقاتلات إف-35، بسبب شراء أنقرة لنظام الدفاع إس-400 من روسيا، لكن تركيا تعمل على حل المسألة.

ترى الولايات المتحدة أن شراء تركيا منظومة إس-400 يمكن أن يكشف الأسرار العسكرية لطائراتهم من نوع إف-35، التي يفترض أن تكون قادرة على الإفلات من هذه المنظومة من الصواريخ الروسية.

وكان القائد الأعلى لقوات الحلف الأطلسي في أوروبا، الجنرال الأميركي كورتيس سكاباروتي، أعلن الثلاثاء أنه في حال اشترت تركيا بالفعل صواريخ إس-400 الروسية "عندها لا يمكننا أن نسمح لطائرات إف-35 بالتحليق بوجود منظومة روسية مضادة للصواريخ".

وتقول تركيا إنها دفعت لموسكو بالفعل جزءاً من ثمن الصفقة. ويقول محللون إن أردوغان الذي يخوض حزبه يوم 31 من مارس/آذار انتخابات محلية سيجد أن من الصعب التراجع الآن عن الصفقة الروسية.

وقال أوزجور أونلوهيسارجيكلي من صندوق مارشال الألماني في أنقرة "لم يقولوا في أي وقت إنهم يمكن أن يغيروا رأيهم".

وأضاف أن تركيا لا تريد أن تعرض للخطر جهود إيجاد أرضية مشتركة مع روسيا بشأن سوريا، كما أنها ليس لديها الكثير من الوقت لإعادة التفكير بشأن نظام إس-400 في وقت يقترب فيه موعد تسليم النظام الدفاعي.

وقال المحلل الدفاعي جان كساب أوغلو إن هذا يعني أن فرص العقوبات الأمريكية تتزايد، مضيفاً "هامش المناورة الدبلوماسية ضيق".

وقال مكتب الممثل التجاري الأمريكي هذا الأسبوع إنه يعتزم إنهاء نظام التجارة التفضيلية لتركيا.

علامات:
تحميل المزيد