كيف حوَّل صناع فيلم Pearl Harbor الشهير من عرض ملحمة تاريخية إلى قصة حب سخيفة

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/28 الساعة 16:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/28 الساعة 16:09 بتوقيت غرينتش
سبب الهجوم على بيرل هاربر

ستشعر بالمفارقة ما إن علمت سبب الهجوم على بيرل هاربر وبين مشاهدة فيلمPearl Harbor الذي أنتج عام 2001 لما فيهما من اختلاف جوهري.

كان هجوم بيرل هاربر واحداً من أهم الأحداث الفاصلة في التاريخ الأمريكي. بعد أن نفذت 408 قاذفات قنابل يابانية هجوماً قبالة جزيرة أواهو التابعة لولاية هاواي.

و "بيرل هاربر" غارة جوية مباغتة نفذتها البحرية الإمبراطورية اليابانية في 7 ديسمبر/كانون الأول 1941 على الأسطول الأمريكي القابع بالمحيط الهادئ في قاعدته البحرية بميناء بيرل هاربر في جزر هاواي.

غيَّر هذا الحدث مجرى التاريخ، وأرغم الولايات المتحدة على دخول الحرب العالمية الثانية.

كانت تلك الضربة تمثل ضربة وقائية تهدف إلى إبعاد الأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ عن الحرب

التي كانت اليابان تخطط لشنِّها في جنوب شرقي آسيا ضد بريطانيا وهولندا والولايات المتحدة.

أرادت الإمبراطورية اليابانية السيطرة على ملايا البريطانية وجزر الهند الشرقية الهولندية، من أجل الحصول على الموارد الطبيعية كالنفط والمطَّاط.

وبهدف تحييد الأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ، خططت البحرية الإمبراطورية اليابانية لتوجيه ضربة عسكرية للأسطول بقاعدته في هاواي، وهو الأمر الذي سيوفر الحماية لليابان .

تحوَّل الأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ إلى مقبرة مائية لمئات من الجنود والبحارة وقوات المارينز، الذين لم يتوقعوا الهجوم.

رد أمريكا على بيرل هاربر

شنت قوات الحلفاء العديد من الغارات الجوية على اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، مما تسبب في إحداث دمار واسع النطاق للمدن اليابانية ومقتل ما يقرب من 241,000 إلى 900,000 شخص.

وصارت هذه القصة واحدة من القصص التي يحكيها الأمريكان عن تاريخ الصراع بين أمريكا واليابان.

لكن الفيلم، الذي أخرجه مايكل باي في 2001، عن الأحداث المأساوية لهذا اليوم.

لم ينجح بشكل كبير في أن يسلط الضوء على المعركة، لأن الفيلم تجاهل أي سياق تاريخي واقعي.

ولم يذكر أن الهجوم نفسه كان أقرب إلى مجرد قصة ثانوية تمثل خلفية لقصة الحب الرئيسة، التي لم تكن مقنعة بما يكفي لتخفي حقيقة تشير إلى أن الفيلم كان ممتلئاً بالمغالطات.  

تستغرق مدة عرض الفيلم 3 ساعات، وهي 3 ساعات طوال للغاية، وإليكم تفنيد بعض العناصر المهمة في الحلم: كالحوار والحبكة الدرامية، والقصة التاريخية التي حكى الفيلم عنها بالأساس.

لا يتحدث الفيلم في الحقيقة عن بيرل هاربر.. 

على الرغم من اسم الفيلم، فإنه لا يعرض في واقع الأمر الهجوم على بيرل هاربر، بل ليس عن الحرب العالمية الثانية

أو الرجال الذين قضوا بذلك اليوم، في الهجوم الذي وصفه الرئيس الأمريكي، فرانكلين روزفلت، بأنه "يوم عار".

بل يقدم هجوم بيرل هاربر خلفية ملائمة لقصة حب. وفي ذلك الصدد، يمكن مقارنة الفيلم بفيلم Titanic للمخرج جيمس كاميرون

الذي حاول أيضاً عرض قصة حب ملحمية في إطار مأساة تاريخية. ولكن على الرغم من تحقيق أرقام قياسية في شباك التذاكر، لم يحقق فيلم Pearl Harbor هذا القدر من النجاح.

العنصرية

البساطة المفرطة التي صوَّر بها المخرج مايكل باي اليابانيين، تستبعد الإطار المعقد للظروف السياسية والاجتماعية الاقتصادية التي أدت إلى الهجوم على بيرل هاربر.

إذ إن الفيلم يُظهر بالأساس أعداء كاريكاتوريين بطريقة هزلية، في صورة كيانات ذات بُعد أحادي تخوض حرباً، فقط لأن إمدادات النفط الخاصة بهم أُوقفت عن طريق بلد يعتبرونه أقل شأناً منهم.

هذا بالإضافة إلى أن الممثل الأمريكي كوبا غودينغ جونير يؤدي دور أحد أبطال بيرل هاربر، وهو الأمريكي من أصول إفريقية دوريس ميلر.

غير أن قدراً كبيراً من أسلوب التعامل مع هذه الشخصية بالفيلم لا يعكس في الحقيقة طريقة التعامل المفترضة معه، باعتباره ذا بشرة سوداء في الأربعينيات، والتي كان بها جزء كبير من العنصرية.

الحوار

كانت عبارة "It's a dud!" (تعني معطلاً أو ممزقاً) إحدى أشهر العبارات في هذا الفيلم، لكنها في الواقع أفضل مراجعة وتقييم لحوار هذا الفيلم.

وبالنظر إلى صياح أليك بالدوين "بأقصى قوة!"، وصراخ جوش هارتنت قائلاً: "أعتقد أن الحرب العالمية الثانية بدأت للتو" خلال مكالمة هاتفية وسط القصف- نجد أن الحوار لا يضفي القدر الكافي من السياقات التاريخية والرومانسية على الفيلم.

اقتحام السياق

واجه الفيلم انتقادات وجهها إليه الأمريكيون، لأنهم رأوا أنه لا يوجد بيان حماسي، ولا معركة فاصلة تجعل المُشاهد يشعُّ بالفخر بأنه مواطن أمريكي.

فالحوار، وتمثيل البطولة، والنعوش المكسوة بالأعلام الأمريكية، وحتى الموسيقى التصويرية (فاز الفيلم بجائزة الأوسكار لأفضل مونتاج صوتي عام 2002)

تبدو جميعاً كما لو أن شخصاً ما يبذل قصارى جهده من أجل إظهار الوطنية.

وكان من ضمن الانتقادات التي وُجِّهت إليه، أن المخرج جمع أسوأ الأجزاء من أسوأ أفلام الحروب ودمجها معاً لتشكل فيلماً كارثياً.

يفتقر إلى الدقة التاريخية

في أحد المشاهد، تتسع مساحة كادر الكاميرا لتظهر أسطولاً بحرياً كاملاً، يتضمن غواصة نووية لم تكن موجودة في الأربعينيات.

واحتوى أيضاً على طائرة "إي-2 هوك آي"، التي لم تُستخدم قبل الستينيات.

حتى إن السيارة الجيب التي كانوا يقودونها بملعب الغولف في أثناء القصف هي سيارة "M-38" كورية، تعود إلى وقت الحرب.

والغارة التي استهدفت طوكيو، رداً على هجوم بيرل هاربر، لم تكن في الواقع بالطريقة نفسها التي ظهرت في الفيلم.

فقد ظهرت كما لو أنها مجرد محاولة لتغيير مسار الأحداث، كي يُقتل جوش هارتنت، وتتمكن كيت بيكينسيل من الزواج بـ "بن أفليك"، لتقدم للمشاهدين فيلماً عن ثلاثية حب وليس على عن ملحمة تاريخية.

علامات:
تحميل المزيد