الملابس العربية لم تنفعهم.. إصابة جنديين بريطانيين خلال مهمة سرية باليمن، والحوثيون يقولون إنهم قتلوا تسعة

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/25 الساعة 14:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/25 الساعة 16:08 بتوقيت غرينتش
قوات حوثية بالقرب من صنعاء/ رويترز

أعلنت ميليشيات الحوثيين مقتل 9 بريطانيين خلال عملية عسكرية باليمن، في وقت قدمت فيه المصادر البريطانية رواية مختلفة تماماً عما قاله الحوثيون، الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من اليمن، من ضمنها العاصمة صنعاء.

مصدر عسكري حوثي أعلن، مساء السبت 23 فبراير/شباط 2019، مقتل 9 بريطانيين في عملية خاصة، وصفها بالنوعية، في منطقة نجران.

وأضاف أن "البريطانيين المقتولين كانوا في طور شن زحف بواسطة مجموعة من المنافقين على جبهة الحدود"، حسب تعبيره.

ويقاتل تحالف تقوده السعودية الحوثيين في اليمن منذ أوائل عام 2015، بعد أشهر من سيطرة الجماعة على العاصمة صنعاء ومناطق كبيرة أخرى من الأراضي اليمنية.

مقتل 9 بريطانيين خلال عملية عسكرية في اليمن.. رواية لندن مختلفة تماماً

في المقابل، فقد ذكرت صحيفة Express البريطانية أن جنديين من القوات الخاصة البريطانية أصيبا إثر إنفجار قنبلة على جانب الطريق في اليمن.

وهو التقرير الذي أشارت إليه وسائل الإعلام الخاضعة للحوثيين في معرض حديثها عن مقتل 9 بريطانيين خلال عملية عسكرية باليمن.

وحسب الصحيفة، فإن الجنديين كان قد أُرسلا لإنجاز مهمة إنسانية سرية للغاية باليمن، ثم أصيبا في انفجار قنبلة على جانب الطريق.

وكان الجنديان، وهما عضوان في كتائب SAS (التي يُفترض أنها عالية التدريب)، جزءاً من مهمة مشتركة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لتحديد المناطق التي يمكن فيها إسقاط الإمدادات إلى اللاجئين الجوعى.

وكلا الجنديين يعمل ضمن قوة مكونة من 12 رجلاً من قوات التحالف، التي توجهت إلى البلد المدمر قبل 3 أسابيع والتي تعمل تحت قيادة الولايات المتحدة.

وتوجه فريق القوات الخاصة البريطاني المدجج بالسلاح إلى عدن من جيبوتي على متن طائرة هليكوبتر تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة من طراز "تشينوك"، والتقوا قادةً إماراتيين قبل أن يتوجهوا إلى الشمال الشرقي في شاحنات صغيرة لا تحمل أية علامات.

ويخضع جزء كبير من شرق اليمن لسيطرة المتمردين الحوثيين المناهضين للحكومة المعترف بها دولياً والتي يدعمها التحالف الذي تقوده السعودية.

وتشمل المنطقة التي يسيطر عليها الحوثيون ميناء الحديدة الحيوي، حيث منعت المملكة العربية السعودية السفن الإنسانية من الرسو.

لقد كانوا يتنكرون في ملابس عربية.. فكيف تم استهدافهم؟

كان الجنود يرتدون ملابس عربية وكانوا يحددون مناطق الهبوط، من أجل الغذاء والإمدادات الطبية التي يمكن الوصول إليها بسهولة من قِبل السكان المحليين اليائسين، حسب الصحيفة البريطانية.

ويقال إن الوحدة كانت تعمل بالقرب من بلدة مأرب التي تسيطر عليها الحكومة على بُعد 500 ميل شمال عدن، عندما وقع انفجار في إحدى الشاحنات الصغيرة فوق لغم أرضي.

أصيب كل الجنود بجروح في الساق، وتم إجلاؤهم في مروحية إماراتية إلى القاعدة العسكرية الأمريكية بجيبوتي، وهي دولة ساحلية صغيرة تقع في منطقة القرن الإفريقي التي تقع عبر خليج عدن.

وقد نُقل الجنديان جواً إلى المملكة المتحدة عبر قبرص.

لم يعد اليمن السعيد بل اليمن المفخخ.. أعلى معدل ألغام بالعالم

تقدِّر شركةٌ غربيةٌ لإزالة الألغام استعان بها السعوديون، أنَّ الحوثيين قد زرعوا ما يزيد على مليون لغمٍ، أي أكثر من لغمٍ واحدٍ لكلّ 30 مواطناً يمنياً.

وهو أعلى تركيز للألغام في أية دولةٍ أخرى منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب لصحيفة The New York Times الأمريكية.

جبل من الألغام الأرضية قال الجنود اليمنيون أنهم جمعوها
جبل من الألغام الأرضية قال الجنود اليمنيون أنهم جمعوها

وفي محاولةٍ مستميتةٍ لاختراق صفوف الحوثيين، تُرسِل القوات المقاتلة في اليمن، بدعمٍ من المملكة السعودية، جنوداً غير مدرَّبين لأجل تفكيك حقول الأغلام، باستخدام حِرابِهم فقط في بعض الأحيان.

يقول القادة السعوديون واليمنيون إنَّ مئات الآلاف من الألغام الأرضية غير محدَّدة المواقع التي زرعها خصومهم من الحوثيين قد تبيَّن أنَّها ربما أعتى حصونهم الدفاعية.

وأوضح القادة أنَّ المتفجرات الخفية قد ساعدت على اقتراب الصراع من الجمود، رغم القوة الجوية الفائقة والموارد الأخرى التي يتمتع بها التحالف بقيادة السعودية.

أودت الألغام كذلك بحياة ما يصل إلى 920 مدنياً وأسفرت عن إصابة الآلاف، وفقاً لتصريحات خبراء إزالة الألغام.

وتقول منظماتٌ حقوقيةٌ ومنظماتٌ أخرى غير حكوميةٍ إنَّ الألغام الأرضية ستغطِّي اليمن مدىً طويلاً بمتفجِّراتٍ خفيةٍ بإمكانها قتل المدنيين غير المنتبهين إلى وجودها، أو تشويههم عقوداً قادمةً، كما فعلت في أفغانستان وكولومبيا وكمبوديا، حتى تُزال جميعها.

بريطانيا تستغل قمة شرم الشيخ لدعوة السعودية لإنهاء الحرب

ودعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، إلى استخدام نفوذه لتشجيع الأطراف اليمنية على السلام، قائلة إن على الحكومات المعنيَّة أن تضاعف جهودها لضمان تسوية سياسية للأزمة.

وقالت ماي وهي في طريقها إلى القمة العربية-الأوروبية في شرم الشيخ: "إن رسالتي في شرم الشيخ واضحة: دعونا نضاعف جهودنا الآن للبناء على التقدم المحرز، وإتمام تنفيذ اتفاقيات ستوكهولم بالكامل".

وأضافت: "سأستغل أيضاً هذه القمة لكي أوكد للملك سلمان أهمية استمرار المملكة العربية السعودية في استخدام نفوذها لتشجيع الأطراف اليمنية على السلام، كما فعلوا بشكل محوري في ستوكهولم".

وتابعت: "سأوكد التزام المملكة المتحدة المستمر أمن المملكة العربية السعودية والمنطقة".

ودخلت الحرب اليمنية في حالة من الجمود لسنوات؛ بعد إخفاق التحالف بقيادة السعودية وحلفاء يمنيين في طرد الحركة الحوثية المتحالفة مع إيران والتي تسيطر على العاصمة ومعظم المراكز السكانية الرئيسة، باستثناء الجنوب الذي تحظى فيه الإمارات بنفوذ قوي.

تحميل المزيد