قالت السفيرة الأمريكية السابقة في القاهرة إن الجيش أطاح بمرسي وربما يطيح بالسيسي في المستقبل، خلال حديثها في ندوة خاصة نظمها مركز أبحاث أمريكي بشأن رد الفعل الأمريكي على أحداث الربيع العربي.
الجيش أطاح بمرسي وربما يطيح بالسيسي
أكدت السفيرة السابقة لواشنطن آن باترسون إن الجيش المصري أطاح بالرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، والسابق محمد مرسي، وقالت إذا كانت هناك جهة ستتخلص من السيسي فستكون الجيش المصري، مضيفة: "الأمر لم يكن عملية ديمقراطية".
السفيرة الأمريكية السابقة آن باترسون: الجيش المصري هو الذي أطاح بـ #مرسي في السابق وربما يُطيح بـ #السيسي في المستقبل pic.twitter.com/v1GPCw1OUO
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 14, 2019
وأكدت أن الجيش المصري كان يدرك الحراك السياسي في مصر عقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وأن قادته اعتقدوا أن بإمكانهم العمل مع جماعة الإخوان المسلمين في المراحل الأولى التي أعقبت الثورة على الأقل.
وأضافت: "كانت لدينا معلومات كافية فيما يتعلق بمشاركة دول الخليج ودورها في الإطاحة بالرئيس مرسي وكذلك دورهم في الانقلاب".
مرسي لم يكن يعرف ماذا يفعل.. وأمريكا ضجرت من عجرفته
وحول فترة تولي مرسي الرئاسة، قالت باترسون: "وجهة نظري هي أن خطأ مرسي ليس لأنه إسلامي متطرف، بل لأنه لم يكن يعرف ببساطة ماذا يفعل، وهذا أدى إلى مصادمته مع الآخرين".
وتابعت: "بدأ في الانهيار عندما أصبح تحت الضغط، لا سيما في ظل مستشارين منعزلين، وبصراحة يفتقدون الخبرة. كثيرون في الإدارة الأميركية ضجروا منه لأنه كان متعجرفاً ومنعزلاً، ووجدوا أنه شخص غير مؤهل".
وأضافت أن "مرسي حمل عبئاً أكبر مما يحتمل وخصوصاً عندما قام بتعيين السيسي وزيراً للدفاع".
أمريكا حاولت العمل مع الإخوان المسلمين لهذا تعاون الجيش معهم
أكدت السفيرة السابقة لأمريكا إن بلادها حاولت العمل مع الإخوان المسلمين كونهم الأكثر تنظيماً، ولم يكن هناك جهات أخرى للعمل معها في مصر.
وتابعت: "لم يكن هناك أي حزب قادر على منافسة جماعة الإخوان المسلمين والحركة السلفية، لذا لا أعتقد أنه كان هناك مجال للعمل مع أحد سوى هذين التنظيمين والمنظومة العسكرية".
وحول الوجود السلفي على الأرض، قالت إن "السلفيين شكلوا مفاجأة أيضاً"، مؤكدةً إنهم لم يفهموا دورهم بشكل كامل، لأنه لم يكن هناك تواصل كبير معهم.
لكنها عادت وأكدت أن الإخوان المسلمين كانوا القوة الوحيدة التي كان بإمكانها حشد الناس، وقالت: "كنا نشاهد حافلات مملوءة بالنساء المنتقبات اللاتي كن يشاركن في الانتخابات والفعاليات".
لافتةً إلى لقاءات الإدارة الأمريكية بقادة الإخوان المسلمين، وخصت بالذكر خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، ورئيس البرلمان سعد الكتاتني، وتابعت: "جزء من عملنا كان هو التواصل مع من يديرون شؤون البلاد".
مؤكدةً أن الجيش كان يعرف الديناميكية السياسية، وكان يتابع جماعة الإخوان، لأنه يعتقد أنه بالإمكان العمل معهم، على الأقل في البدايات، وفق ما نقله موقع "الجزيرة مباشر" عنها.
مشكلة مصر ليس في المؤسسات.. بل في الديموغرافيا والجيش
فيما رأت باترسون إن مصر بلد يملك مؤسسات إلا أنه يعاني من مشكلتين كبيرتين.
أولاهما هي المشكلة الديموغرافية التي تتمثل في ارتفاع عدد السكان وعدم توفر فرص عمل، والثانية في دعم الجيش للسيسي، مضيفة: "لكن السؤال هو إلى متى؟".
وأضافت: "أعرف السيسي بشكل جيد، والتقيت به بعد أن أصبح رئيساً، وهو قال إنني زرته والتقيت به 32 مرة لذلك أنا أعرفه حق المعرفة".
كما تحدثت عن تنحية المشير طنطاوي، وقالت: "المؤسسة العسكرية لم تكن تعترض على تنحية طنطاوي من منصبه كرئيس للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، فهناك من كان يشعر أنه يجب أن يتنحى جانباً ويتيح المجال لضباط آخرين ليتولوا القيادة".
معظم المساعدات الأمريكية تذهب للجيش
وتابعت: "نقدم مساعدات لمصر تقدر بـ 1.3 مليار دولار في العام وهناك 500 مليون دولار تذهب إلى الجيش".
مؤكدةً أن الجيش المصري ليس مؤهلاً، مشيرةً إلى أنه لم يتمكن من هزيمة ألف متمرد في سيناء.
مشيرة إلى أن السياسة الأمريكية تجاه مصر كانت ثابتة لعقود، وأنها كانت معنية في الأساس "بالمحافظة على السلام بين مصر وإسرائيل".
تولت باترسون مهامها كسفيرة للولايات المتحدة بالقاهرة في يونيو/حزيران 2011 وأنهت فترة عملها بمصر في أغسطس/آب 2013، ثم عينت مساعداً لوزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى في يناير/كانون الثاني 2014.