قالت صحيفة Wall street jornal الأمريكية، إن خلافات عميقة بدأت بالظهور بين أوساط البوذيين الذين شنوا حملة إبادة بحق الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار.
بوادر هذا الصراع بدأت تنمو بين الإثنيات البوذية، حيث تتمثل في الانقسامات العميقة بين البوذيين من الإثنية ذات الأغلبية "بامار" والبوذيين من إقليم أراكان غربي البلاد.
وينقسم رجال الدين والمجتمع بين هاتين الطائفتين، ما يجعل إنهاء الصراعات العرقية في ميانمار صعباً.
صراع مسلَّح بين الطرفين
وخلال الأسابيع الأخيرة، نشب صراع مسلح بين القوات الحكومية، وجماعة وصفتها بالمتمردة، من بوذيّي الراخين.
ويقاتل بوذيّو الراخين من أجل إحياء فكرة الحكم الذاتي بمنطقة يعتبرون أنها كانت وطناً ذا كيان سيادي يعرف بمملكة أراكان حتى تم الهجوم عليها من قِبل "بامار" في سبعينيات القرن الماضي.
وفي مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، نصب "جيش أراكان" -وهي المجموعة التي تقاتل من أجل الحكم الذاتي في أراكان- كميناً لأربعة من عناصر الشرطة، وأصدر الكاهن ويراثو (وهو قيادي بارز بحركة "ما با ثا" المناهضة للمسلمين) بياناً يدين فيه هجمات جيش أراكان ويصفها بالإرهاب.
أثار هذا البيان غضب فرع أراكان للحركة "ما با ثا" الذي قال إن جيشهم لديه مخاوف شرعية، وأدان بيان الكاهن قائلاً: "كنا نعتبر ويراثو ابن بوذا، لكنه الآن شخص غير جدير بالاحترام".
وما يزيد من خطورة الخلاف في هذا البلد، أن المواجهة بين الطرفين البوذيين تحمل طابعاً عِرقياً في منطقة تعتبر البوذية أساس الحياة العامة، وحيث ما يُستعان عادة بالرهبان في التوسط بالصراعات، بحسب الصحيفة الأمريكية.
اتساع سلسلة الانقسامات والاستعداد لحرب شاملة
ومع اتساع سلسلة الانقسامات، تقول حكومة ميانمار إنها تستعد لحرب شاملة، وهددت بسحق جيش أراكان ومن وصفتهم بـ "المجموعات المتمردة".
ومع تصاعد الصراع، عجزت رابطة "حماية العِرق والدين" عن توحيد البوذيين المتشددين، بينما كانت في السابق اللاعب المناسب للتوسط في هذه الصراعات.
يذكر أن هذه المجموعة تتألف من الرهبان الوطنيين، والتي حظيت بالدعم في حملة الكراهية ضد المسلمين خلال الأعوام الماضية.