سائحة بريطانية سُجنت في مصر تدلي بشهادتها عن تعذيب السجينات بالعصي

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/31 الساعة 14:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/31 الساعة 14:34 بتوقيت غرينتش

أدلت سائحة بريطانية سُجنت في مصر، بشهادتها عن تعذيب السجينات بالعصي، وما رأته من تعذيب وظروف معيشية شاقة خلال فترة حبسها بسجنين، أحدهما بالغردقة والآخر في القاهرة، وذلك في حوار مع صحيفة The Sun البريطانية.

قُبض عليها بسبب الترامادول

ألقت السلطات المصرية القبض على لورا، (34 عاماً)، وهي تعمل في متجر بمدينة كينغستون أبون هال البريطانية، في أكتوبر/تشرين الأول 2017، عندما سافرت إلى مدينة الغردقة المصرية على البحر الأحمر وبحوزتها 290 ​​قرصاً من الترامادول، وهو مادة أفيونية.

زعمت لورا أنَّها كانت تأخذ الأقراص -المسموح بها في المملكة المتحدة ولكنَّها محظورةٌ بمصر- لشريكها المصري عمر كابو، الذي يعاني آلاماً حادة في الظهر، وأنَّه لم يكن لديها أدنى فكرة عن أنَّ ما تفعله كان خطأ.

وللعلم، يُسمَح بالحصول على عقار الترامادول في المملكة المتحدة فقط بموجب الوصفة الطبية أو الروشتة لعلاج الألم الشديد. إلا أنه يُحظَر تداوله في مصر، مثل معظم المواد الأفيونية، بسبب احتمال إساءة الاستخدام والإدمان.

وعن هذا، قالت لورا وهي تتحدث عن محنتها في برنامج Good Morning Britain الأربعاء 30 يناير/كانون الثاني 2019: "لم أفكر في الأمر. كان تصرُّفاً أحمقَ مني. لم أستوعب خطورة الأمر إلا في مركز الشرطة عندما أخبرتني فتاةٌ أخرى بأنَّهم ظنوا أنني ربما كنت أنوي بيع أقراص الترامادول".

وقالت إنَّها لم تحاول إخفاء أقراص الترامادول، التي كانت قد أعطتها لها دونا، صديقتها في العمل، وأنَّها ظنَّت أنَّ الأمر كان "مزحة" عندما أمسكت بها السلطات بعد وصولها لقضاء عطلة.

وأضافت قائلة: "لا أعرف من أين حصلت عليها. عندما أعطتها لي لم أفكر في ذلك. لم أفكر حرفياً في الأمر. عندما أعطتني دونا هذه الحقيبة، لم ألقِ نظرة عليها كما ينبغي؛ أخذتها في الظلام ووضعتها في حقيبتي، لم أنظر فيها، ولم أكن أعرف عددها… أنا فقط لم أفكر، ولم أكن أعتقد حقاً أنَّني فعلت أيَّ شيءٍ خاطئ".

وتابعت: "كان عمر يعاني آلاماً في الظهر فترةً من الوقت، وذهب إلى الأطباء بمصر وأعطوه حقناً، لكنَّها لم تُجدِ معه نفعاً، لذا ظننت أنَّني كنت أقوم بعملٍ مفيد. قالت لي صديقتي إنَّها يمكن أن تُحضِر لي بعض مُسكِّنات الألم القوية. لم أسألها قط عن هذا القدر، ولم أفكر في أيِّ شيءٍ من ذلك".

رأت تعذيب السجينات في الغردقة

احتُجِزَت لورا، أول مرة، بسجن الغردقة شهرين ونصف الشهر، في ظروف مروعة قبل نقلها إلى سجن القناطر بالقاهرة في ديسمبر/كانون الأول 2017.

وأضافت: "في سجن الغردقة كانت هناك مشاجرات كل ليلة. شاهدت أبشع الأشياء التي لم أكن أظن قََط أنني سأراها في حياتي. قضيت هناك شهرين ونصف الشهر… كان ذلك أسوأ شيء".

وتابعت قائلة: "كانت أسوأ لحظة في الغردقة عندما رأيت السجينات يتعرَّضن للتعذيب بالعصي في اليوم الثاني لي".

وقالت لورا لصحيفة The Sun البريطانية: "كنت أنام قليلاً وأستيقظ على صوت الجميع وهن يصرخن ويصحِن. كانت هناك فتاتان تواجهان الحائط. كانت أذرعهما وسيقانهما عارية، وكانت هناك امرأة تحمل عصا خشبية كبيرة وكانت تضربهما على الجانب السفلي من ذراعيهما مراراً وتكراراً".

وتابعت: "كانت تضربهما أيضاً على ظهر الساقين وعلى مؤخرتيهما. كان الأمر بمثابة تنفيذ عقوبة بالضرب. كانت الفتاتان تصرخان من شدة الألم".

وواصلت لورا حديثها: "كانت هذه المرأة التي ترتدي نقاباً يغطيها من رأسها إلى أخمص قدميها تُمَسِّد ذراعي، لأنَّها رأت كم كنت مرعوبة. لم تكن لديّ أيُّ فكرة عما ارتكَبَته الفتاتان من خطأ، ولكن عندما جاءت الضابطات نفت الفتاتان قيامها بأيِّ شيءٍ مما حدث. في اليوم التالي، رأيت الفتاة وهي ترتدي حمالة كتف كانت قد صنعتها بنفسها".

انتقلت إلى سجن القناطر بالقاهرة

بعد شهرين ونصف الشهر من الجحيم، نُقِلَت لورا إلى سجنٍ في العاصمة المصرية.

وقالت: "كان السجن (في القاهرة) مرعباً، حيث الجميع يرتدون الزي الأبيض. كانت هناك 200 امرأة في عنبر واحد و84 سريراً فقط، لذا كانت تمكث السجينات على الأرض وفي دورات المياه".

قالت لورا وهي تحاول التحكُّم في دموعها: "عندما أُطلِقَ سراحي لم أكن أصدق نفسي، كنت أريد فقط أن أحظى باستحمامٍ لطيف. كلُّ شيءٍ نظيفٌ للغاية ولطيف في إنكلترا. وكلُّ شيءٍ هناك كان قذراً جداً. كانت هناك 5 دورات مياه فقط لـ200 امرأة. اعتدت أن أستحم باستخدام إبريق مياه فوق مصرف صغير في الأرض".

في سبتمبر/أيلول 2018، قوبل طلبها بالطعن على الحكم الصادر ضدها بالرفض، لكنَّها مُنِحَت إفراجاً مبكراً بعفو رئاسي يوم الإثنين 28 يناير/كانون الثاني 2018 بعد أن قضت ثلث مدة العقوبة.

وقد سافرت لورا إلى مطار هيثرو في لندن يوم الثلاثاء 29 يناير/كانون الثاني 2019 من أوروبا، بعد أن تم ترحيلها من مصر.

علامات:
تحميل المزيد