يستعد السوري اللاجئ الذي جرى تصويره أثناء تعرُّضه "للإغراق بالماء" على يد أحد المتنمِّرين بمدرسته Almondbury Community School في هدرسفيلد البريطانية، لمقاضاة فيسبوك على خلفية الادعاءات التي نشرها مؤسس حركة "رابطة الدفاع الإنجليزية" تومي روبنسون على الموقع.
ويُحضِّر المحامون الموكَّلون عن جمال (16 عاماً) لمقاضاة موقع التواصل الاجتماعي بسبب سماحه لروبنسون بإطلاق اتهامات كاذبة حول مهاجمة الصبي للفتيات الإنجليزيات، حسبما نشرت صحيفة The Sun البريطانية.
مؤسس حركة "رابطة الدفاع الإنجليزية" يوجه اتهامات للطالب السوري
ونقلت الصحيفة البريطانية عن المحامين قولهم إنَّ موقع التواصل الاجتماعي كان "واعياً تماماً بالطبيعة المتهورة والخبيثة" لفيديوهات روبنسون، و "ربح من التشهير (بالصبي)".
وشرع الفريق القانوي للصبي كذلك في إجراءاتٍ قانونية ضد روبنسون؛ لادّعائه أنَّ جمال هاجم ثلاث فتيات وصبياً.
وكانت صور تعرُّض جمال للهجوم قد ظهرت لأول مرة قبل شهرين في مقطع فيديو صادم أظهر الصبي وهو يُنطَح في رأسه ويُسقَط على الأرض من رقبته قبل أن يُهدِّد مُهاجِمه بـ "إغراقه" عن طريق سكب زجاجة من الماء على وجهه.
فيما كان التلاميذ الآخرون من مدرسة ألموندبيري المجتمعية قرب مدينة هادرسفيلد يشاهدون.
وقالت الصحيفة البريطانية إن روبنسون (36 عاماً) اطلق عدداً من الادعاءات في سلسلةٍ من المنشورات على فيسبوك، قائلاً إنَّ جمال، الذي كان يبلغ 15 عاماً آنذاك، "غير بريء" وكان يشارك في إرهاب زملائه الآخرين بالصف.
وقال روبنسون في أحد مقاطع الفيديو التي نشرها على فيسبوك: "لقد هاجم (جمال) فتيات إنجليزيات في مدرسته على نحوٍ عنيف. لِمَ يُصوَّر هذ الطفل باعتباره الضحية النهائية في البلد برُمَّته؟".
وأضاف: "إنَّه غير بريء ويهاجم الفتيات الإنجليزيات على نحوٍ عنيف في مدرسته. إنَّه يضرب طفلاً إنجليزياً بشدة".
وادَّعى روبنسون كذلك أنَّ القضية قُدِّمت للمحكمة، لكن أقرَّ لاحقاً بأنَّه تعرَّض للخداع بعدما قالت شرطة ويست يوركشاير إنَّها ليست على دراية بأي قضية من هذ النوع.
وحذف روبنسون بعض مقاطع الفيديو التي تتناول جمال، وقال آنذاك: "كم أنا مُحرَجٌ تماماً يا رفاق".
محامو الطالب السوري يقاضون فيسبوك
ويتهم محامو جمال فيسبوك بالسماح لروبنسون بنشر أخبار زائفة.
وقالت تسنيم أكونجي من شركة Farooq Bajwa and Co Solicitors للمحاماة في لندن: "يبدو أنَّ فيسبوك منحه (روبنسون) وضعيةً خاصة. لقد عُومِل بصورةٍ مختلفة عن مستخدمي فيسبوك العاديين. اتخذوا قراراتٍ تحريرية بشأن منشوراته، وبالتالي أصبحوا مسؤولين ومشتركين معه".
وعلى الرغم من التعليقات التي أطلقها روبنسون، احتشد أشخاصٌ من مختلف أرجاء البلاد دعماً لجمال وأقاربه.
وجُمِع أكثر من 135 ألف جنيه إسترليني (173.8 ألف دولار) عبر صفحة على موقع Go Fund Me لجمع التبرعُّات في غضون أقل من 48 ساعة.
وغادرت الأسرة اللاجئة منزلها في مدينة حمص، التي مزَّقتها الحرب، في سوريا عام 2010، بعدما قتل نظام بشار الأسد أقاربها وعذَّبهم.
ووفَّرت لهم الأمم المتحدة ممراً آمناً إلى المملكة المتحدة بعد الفرار إلى لبنان.