قال مسؤولون في حركة طالبان، الأحد 6 يناير/كانون الثاني 2018، إن الحركة لن تحضر محادثات سلام مزمعة مع الولايات المتحدة في السعودية هذا الشهر، وتريد نقل مكان إالمباحثات إلى قطر؛ تلافياً لسعي الرياض إلى إشراك الحكومة الأفغانية في الحوار.
وجولة المفاوضات المقبلة هي الرابعة ضمن سلسلة تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاماً في أفغانستان، ومن المقرر إجراؤها بين زعماء "طالبان" والمبعوث الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد، لمناقشة انسحاب القوات الأجنبية ووقف محتمل لإطلاق النار في 2019.
ورفض زعماء الحركة الإسلامية المتشددة عرضاً من الحكومة الأفغانية لإجراء محادثات مباشرة رغم ضغوط دولية متزايدة في سبيل إشراك الحكومة المدعومة من الغرب في المحادثات.
وقال عضو بارز في "طالبان" بأفغانستان، لـ "رويترز"، مشترطاً عدم ذكر اسمه: "ليس من المفترض أن نلتقي مسؤولين أمريكيين في الرياض الأسبوع المقبل، ونستأنف عملية السلام التي لم تكتمل في أبوظبي الشهر الماضي (ديسمبر/كانون الأول 2018)".
وأضاف: "المشكلة هي أن زعماء السعودية والإمارات أرادوا منا أن نلتقي وفد الحكومة الأفغانية تحديداً، وهو أمر ليس بمقدورنا في الوقت الحالي، وألغينا الاجتماع في السعودية".
وتابع أن "طالبان" تريد تغيير مكان إجراء المحادثات إلى قطر، التي يوجد فيها المقر السياسي للحركة واستضافت محادثات سابقة.
وأكد ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم "طالبان"، أن الحركة قررت إلغاء الاجتماع في السعودية، لكنه لم يقدم معلومات عن مكان جديد لها.
ولم تردّ السفارة الأمريكية لدى أفغانستان على طلب للتعقيب على ذلك.
وأضاف: "يعلم الجميع حقيقة أن الحكومة الأفغانية لا ترغب في رحيل الولايات المتحدة وحلفائها، ودفعنا ثمناً باهظاً لطرد كل القوات الأجنبية من بلادنا".
وتابع: "لماذا يتعين علينا الحديث مع الحكومة الأفغانية؟".
وتَعتبر "طالبان" الولايات المتحدة خصمها الرئيس في الحرب الأفغانية، وتنظر إلى المحادثات المباشرة مع واشنطن على أنها مسعى مشروع في سبيل انسحاب القوات الأجنبية، قبل التواصل مع الحكومة الأفغانية.
وحرب أفغانستان هي أطول تدخُّل عسكري أمريكي خارج أراضي الولايات المتحدة، وكلفت واشنطن قرابة تريليون دولار، وراح ضحيتها عشرات الآلاف.
وتكثفت الجهود الدبلوماسية الساعية لحل الصراع، منذ أن بدأت العام الماضي (2018) لقاءات بين ممثلين لـ "طالبان"، وخليل زاد الدبلوماسي الأمريكي المولود في أفغانستان. والتقى مسؤولون من الأطراف المتحاربة 3 مرات على الأقل، لكنَّ حدة القتال لم تتراجع.