رغم مرور 3 أشهر على اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في مقر قنصلية بلاده في تركيا، مازالت العديد من المعلومات الخفية لم تظهر إلى العلن، كما أن العديد من التساؤلات لم تتم الإجابة عنها.
الجديد هذه المرة، هو ما كشفه كتاب جديد بعنوان "فضائع دبلوماسية: الأسرار المظلمة لقتل خاشقجي"، كتبه 3 من الصحافيين في صحيفة ديلي صباح التركية، وكشفت الصحيفة عنه السبت 29 ديسمبر/كانون الأول 2018.
وبحسب الصحيفة التركية فإن الكثير من المعلومات الجديدة كشفها الكتاب ومن أبرزها، أن "ماهر المطرب وصلاح الطبيقي وثائر الحربي، ناقشوا قبل ساعة من وصول جمال خاشقجي إلى القنصلية إما ترحيله أو قتله، وهو التسجيل الذي أقنع مديرة وكالة المخابرات الأميركية، بأن عملية قتل خاشقجي كانت مبيتة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الطبيقي تفاخر بأنه يجيد تقطيع الجثث" قائلاً: هذه هي المرة الأولى التي سأتعامل فيها مع جثة حديثة القتل، لكني أستطيع أن أقوم بذلك وأنا أسمع الموسيقى وأشرب القهوة أيضاً.
فريق القتل يعيش حراً
وتابعت الصحيفة التركية قائلة إنه على الرغم من الإعلان السعودي بأنهم قبضوا على كل فريق الاغتيال إلا أن "الطبيقي لا يزال يعيش حراً مع عائلته في جدة، وقد طلبت السلطات السعودية منه أن يكون بعيداً عن الأضواء".
وذكر الكتاب أن "عدداً آخر من المتهمين في قضية خاشقجي يعيشون بحرية، ولكنهم معزولون عن محيطهم".
وبالعودة إلى الحديث الذي دار بين خاشقجي وقاتليه قبل دقائق من العملية فإن ماهر المطرب طلب من خاشقجي إرسال رسالة لابنه صلاح يقول فيها إنه في إسطنبول وبخير، ولا تقلقوا إذا لم تتمكنوا من الاتصال بي لفترة، وذلك بعد أن رفض خاشقجي العودة إلى الرياض.
وتابعت الصحيفة التركية نقلاً عن الكتاب "فإن خاشقجي رفض هذا الطلب أيضاً، سائلاً: هل ستقتلني؟ هل ستخنقني؟"، مضيفة أن "خاشقجي ظل هادئاً رغم إدراكه أخيراً أنه لن يخرج من القنصلية السعودية حياً".
ولفت الكتاب إلى أن "المطرب أمر 5 رجال بالدخول ليغطوا رأس خاشقجي بكيس نايلون".
وبحسب الكتاب فإن "3 سعوديين إضافيين ساهموا في قتل خاشقجي، هم أحمد عبد الله المزيني رئيس وحدة إسطنبول في المخابرات السعودية، وسعد مؤيد القرني ومفلس شايع المصلح اللذان عملا حارسين أمنيين في القنصلية، ويتبعان لجهاز المخابرات السعودي، كما أنهما عملا ضمن فريق التخلص من جثة خاشقجي".
ووفقاً للكتاب، فإن التسجيل الذي شمل 5 دقائق حول الجريمة كان دراماتيكياً لدرجة أن بعض المتخصصين في عملية فحص التسجيلات قد تأثروا بشكل كبير عند استماعهم إليه.
هاسبل هي الأخرى تأثرت
وبحسب الكتاب فإن مديرة الاستخبارات الأميركية جينا هاسبل هي الأخرى تأثرت بشكل كبير عند سماعها الجمل التي قام بترجمتها شخص جاء خصيصاً لهذا الأمر.
وأثنت جينا هاسبل على مدير المخابرات التركية هاكان فيدان، الذي نجح في التوصل إلى هذه التسجيل.
وكشف الكتاب أيضاً عن أن القنصل السعودي محمد العتيبي كان لديه علم بالعملية، وبأن عملية القتل نوقشت في مكتبه رغم نفيه المتكرر.
أيضاً فيما يتعلق بواقعة المتعامل المحلي الذي ذكرته السعودية والذي زعمت الرياض أنه تخلص من جثة خاشقجي، فإنه وبحسب الكتاب فهذه الواقعة لا يوجد لها أي أساس من الصحة.
واستمرت عملية تقطيع جثة خاشقجي نحو نصف ساعة، وفقاً للتسجيلات، وتمت العملية باستخدام منشار لتقطيع العظام.
كما كشف الكتاب عن الحالة التي كان عليها المشاركون في قتل الصحافي السعودي، إذ كان يصرخ صلاح الطبيقي ويطلب من بعضهم قائلاً "لماذا تقف هكذا؟"
وبحسب الكتاب، لا يوجد أي دليل على كيفية تخلص السعوديين من جثة خاشقجي، بما في ذلك أي نتائج حول إذابة الجسم من خلال الأحماض الكيميائية..
وبعد الحادث، تم مسح القنصلية من بقايا الجريمة في ثلاث مراحل. أولاً، قام القتلة أنفسهم بتنظيف القنصلية. ثم قام موظفو القنصلية بتنظيف شامل في فترة ما بعد الظهر في نفس اليوم. وأخيراً، فإن التنظيف "الحقيقي" والأكثر تفصيلاً حدث بعد مرور 9 أيام من القتل مع وصول خبيرين في هذا الموضوع: كيميائي، هامل يحيى الزهراني وأخصائي سموم، أحمد عبد العزيز السنوبي.
السبب المحتمل وراء القتل: مشروع "جيش النحل"
وبحسب الصحيفة التركية يسعى الكتاب للحصول على إجابات عن الأسباب التي أدت إلى مقتل خاشقجي.
وبحسب مقابلة أجرها مؤلفو الكتاب مع عمر عبدالعزيز، وهو صديق مقرب من خاشقجي وناشط مقيم في كندا كان خاشقجي أكثر من مجرد ناقد للحكومة السعودية. كان يعمل في الواقع على مشروع مشترك اسمه "جيش النحل" مع عبدالعزيز.
كان من المفترض أن يتألف جيش النحل من المنشقين السعوديين الذين يهدفون إلى كشف ما يحدث في المملكة، كما أنه كان لهم دور آخر وهو التصدي لما يعرف بـ"الذباب الإلكتروني"، الذي أسسه مستشار ولي العهد السعودي السابق سعود القحطاني.
وتابع الكتاب، فإن خاشقجي استثمر شخصياً في المشروع من خلال منح 5،000 دولار إلى عمر عبدالعزيز، ووعده بالبحث عن المزيد من المعارضين السعوديين الآخرين مما تسبب في إرباك الحكومة السعودية التي أرسلت رسائل تهديد عديدة لخاشقجي كما قال صديقه عمر عبدالعزيز للصحيفة التركية.