اجتمع أعضاء بارزون من مجلس الشيوخ من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي في جلسة سرية مساء أمس الخميس 6 ديسمبر/كانون الأول، في محاولة للتوصل إلى اتفاق ثنائي يستهدف المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بقتل الصحافي جمال خاشقجي، وهي حركة من شأنها توجيه استنكار ضمني لطريقة تعامل البيت الأبيض مع الموقف، بحسب تقرير لشبكة CNN الأميركية.
وكان أعضاء مجلس الشيوخ -وهم السيناتور بوب كوركر من ولاية تينيسي والسيناتور تود يونج من ولاية إنديانا والسيناتور ليندسي غراهام من والية كارولينا الجنوبية وجميعهم من الحزب الجمهوري، ومن الحزب الديمقراطي السيناتور بوب مينينديز من ولاية نيوجيرسي والسيناتور كريس مورفي من ولاية كونيتيكت- يهدفون إلى التوصل لاتفاق يمكنه وقف التدخل الأميركي في الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، ووقف مبيعات السلاح للسعودية، ومعاقبة ولي العهد محمد بن سلمان لأجل قتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول.
3 مقترحات للتعامل مع السعودية
وبحسب الشبكة الأميركية قدم النواب ثلاثة مقترحات مختلفة: الأول يقتضي قطع المشاركة الأميركية في الحرب اليمنية، والآخر يتضمن فرض عقوبات على الأفراد الذين يمنعون وصول المساعدات لضحايا الأزمة الإنسانية في اليمن والأشخاص المسؤولين عن قتل خاشقجي، بالإضافة إلى وقف صفقات الأسلحة بين الولايات المتحدة والسعودية، والتوصل لقرار ثنائي رسمي يلقي باللوم على ولي العهد في قضية القتل الوحشي في أكتوبر/تشرين الأول.
وقال كروكر، عقب الاجتماع: "هناك الكثير من الزخم". وأضاف أنَّه يريد أن يعقد اجتماع لجنة في أول الأسبوع المقبل للتصويت على بعض مشاريع القوانين -تحديداً إجراءات يونغ مينينديز- في جماعة النقاش الخاصة به قبل الانتقال لطرحه في المجلس. وقال: "لا يوجد أمامنا أي عقبات، لا أتخيل أنَّ بإمكاننا فعل هذا بطريقة أفضل".
وأضاف: "لا يدعم الجميع كل جهد، ولكن أتمنى أن تحظى كل الجهود بجلسة استماع".
لكن مازال هناك بعض الخلافات بين المجموعة. فغراهام لديه مآخذ على إجراءات لي وساندرز ومورفي بسبب "مشكلة قانونية نظرية مع ما يفعلونه ولكنني بالتأكيد أدعم فكرة وقف دعمنا للحرب في اليمن". وقال إنَّه يفكر في طريقة أخرى من شأنها صنع المزيد.
تعقيدات قد تواجههم
وبحسب الشبكة الأميركية، ما يزيد التعقيدات أنَّه يمكن لمقدمي الاقتراح بسبب الطبيعة الخاصة لإجراء لي وساندرز ومورفي، أن يطرحوه للتصويت في أي وقت دون موافقة زعيم الأغلبية ميتش ماكونيل. لكن فعل هذا قد يُعرِّض الإجراء إلى شيء يحرص أصحاب المساعي على تجنبه، وهو السماح للأعضاء بطرح أي تعديلات على أي مواد يريدونها.
قال مورفي: "إننا نحاول استنتاج طريقة لإرسال أقوى رسالة ممكنة دون أن نبدأ فوضى في مجلس الشيوخ تستمر أسبوعاً".
لكن لتجنب نقاشات غير عملية في مجلس الشيوخ، سيضطرون للتوصل إلى اتفاق ثنائي بين الحزبين حول الطريقة والسياسة ذاتها، في ظل نفاد الوقت قبل انتهاء دورة المجلس ومع وجود احتمالية وشيكة لتوقف عمل الحكومة.
وقال مورفي: "هناك طريقة للوصول إلى حل في هذين الأمرين قبل نهاية العام". وأضاف: "سيكون التصويت على قرار لي وساندرز ومورفي بمثابة رسالة قوية إلى السعودية بأنَّ العلاقة تتغير، ويمكنك ترجمة هذا كرسالة متعلقة بالحرب في اليمن، ويمكنك أيضاً ترجمتها كرسالة متعلقة بخاشقجي. لا أعتقد أنك مضطر للتفكير ملياً في الأمر".