في خطوة هامة تهدف إلى تسهيل الإجراءات على اللاجئين، استثنى المكتب الإقليمي الألماني للشؤون التنظيمية والمدنية، بالعاصمة برلين، بعض السوريين من الذهاب إلى مقرّ القنصلية لاستكمال بعض الأوراق الخاصة بهم، ومنها جوزات السفر والأوراق الثبوتية.
وبحسب المنشور الذي كتبه المكتب الإقليمي على موقعه الإلكتروني، نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فإنه يُعفى السوريون الرافضون لأداء الخدمة العسكرية، والذين لديهم أقارب مازالوا يعيشون بسوريا من بعض القوانين، منها أن يكون لديه جواز سفر سوري ساري المفعول، بالإضافة لبعض الأوراق الثبوتية.
وفي استثناء آخر أعفَى القانون الجديد الجنودَ الذين انشقوا عن الجيش السوري، والموظفين السابقين، وكذلك أفراد الشرطة من استخراج جواز سفر ساري المفعول، أو تجديده، نظراً لما سيقع من حالات الانتقام ضد أقاربهم بسوريا، هذا كما ينطبق الإعفاء على زوجاتهم وأطفالهم، بحسب البيان الحكومي.
وتأتي هذه الخطوة بعد واقعة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في مقر قنصلية بلاده في إسطنبول بتركيا، قبل نحو شهر.
وعندما زار خاشقجي مقرَّ القنصلية، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018، لأحضار أوراق عائلية بشأن زواجه، اختفى الصحافي السعودي، ثم توالت الأنباء حول مقتله وتقطيع جثته في المقر الدبلوماسي، على يد فريق محترف جاء خصيصاً من الرياض.
وبعد إنكار الواقعة في البداية، اعترفت السعودية بموت خاشقجي داخل القنصلية في واقعة شجار، الأمر الذي أثار استهجان العديد من الدول، مما أجبر الرياض على تغيير روايتها، بأنه قُتل في عمل دُبّر من قبل.
وقال النائب العام التركي إن خاشقجي قتل خنقاً، ثم قُطِّعت أوصاله وتم نقل أشلائه إلى مقر إقامة القنصل العتيبي، على بعد 300 متر من مبنى القنصلية.
ولم يُعثر على جثة خاشقجي حتى الآن.
وأثارت هذه الواقعة موجة كبيرة من الغضب ضد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، الذي تشير أصابع الاتهام إلى تورّطه في العملية، بحسب صحف تركية.
واستنكرت ألمانيا عملية اغتيال خاشقجي، وطالبت المستشارة أنجيلا ميركل بإجراء تحقيق شفّاف، للوقوف على التفاصيل الكاملة لهذه الجريمة.
وهاجر عدد كبير من السوريين إلى ألمانيا، عقب اندلاع الحرب الأهلية التي أوشك عامها الثامن على الانتهاء، والتي خلّفت آلاف القتلى ومئات الآلاف من الجرحي، فيما شُرِّد أكثر من نصف الشعب السوري.
ويشنّ نظام بشار الأسد -بدعم إيراني وروسي- علميات عسكرية دموية في مناطق عدة كانت تخضع لسيطرة الفصائل السورية المسلحة، التي تقهقرت منها إلى مدينة إدلب، المعقل الأخير لتلك الفصائل.
ونجحت كل من تركيا وروسيا في فرض هدنة على إدلب، وعدم شنّ حرب عليها من قِبَل النظام السوري وحلفائه، خوفاً من وقوع كوارث إنسانية؛ نظراً لاكتظاظ المدينة بأعداد كبيرة من المدنيين.