يفتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسط تغطية إعلامية كبيرة، الإثنين 29 أكتوبر/تشرين الأول 2018، في إسطنبول، مطاراً جديداً يُفترض أن يصبح "الأكبر في العالم" وواجهة لمشاريع البنى التحتية العملاقة التي غيَّرت تركيا منذ وصوله إلى السلطة.
المطار الذي سيتم افتتاح المرحلة الأولى منه تم بتكلفة 26 ملياراً و140 مليون يورو، مع ضريبة القيمة المضافة، ويواصل أعمال البناء منذ 5 سنوات.
وبلغت استثمارات المرحلة الأولى من المطار 6 مليارات يورو، ومن المنتظر أن تقدم خدمات لـ90 مليون مسافر سنوياً.
سيتم افتتاحه على 4 مراحل
تدريجياً، سيتم افتتاح المطار على 4 مراحل، على أن تكتمل كافة المراحل عام 2023.
ويجري تشييد المطار على مساحة 76.5 مليون متر مربع.
وتم إنشاء عشرات المنشآت الصناعية في موقع البناء، وتضم داخلها قرابة ثلاثة آلاف آلة ثقيلة.
في هذه المنشآت يعمل أكثر من 10 آلاف عامل في ظروف استثنائية، على مدار 24 ساعة دون انقطاع، لإنجاز المطار في الموعد المحدد.
ومن المنتظر أن يضم المطار 6 مدرجات مستقلة، وقدرة استيعابية تتسع لـ500 طائرة في آن واحد.
كما سيضم مرآباً مفتوحاً وآخر مغلقاً للسيارات، بسعة 70 ألف سيارة، إضافة إلى 200 مليون مسافر سنوياً، لينال بهذا لقب أكبر مطار حول العالم.
في منتصف عام 2014، اكتمل إعداد خطة العمل الرئيسية للمطار، الذي يقوم أسلوبه المعماري على المخزون الثقافي لمدينة إسطنبول العريقة.
وتضم فرق التصميم في المطار أكثر من 250 معمارياً تركياً وأجنبياً مختصين في مجالات مختلفة، إضافة إلى ما يزيد على 500 مهندس.
الدخل الذي ستجنيه تركيا من المطار الجديد
عقب دخوله الخدمة، يُتوقع أن تدفع الشركة المشغلة للمطار إلى الدولة التركية 1.1 مليار يورو سنوياً، لمدة 25 عاماً.
ومن المتوقع إقلاع 5 رحلات وهبوط مثلها في اليوم الأول من افتتاح المرحلة الأولى من المطار.
وأعلنت الخطوط الجوية التركية أن وجهة الرحلات الداخلية، في 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ستكون إلى ولايات: أنقرة وإزمير وأنطاليا.
فيما ستكون وجهة الرحلات الدولية نحو جمهورية قبرص الشمالية التركية، في 1 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وإلى أذربيجان، في الثامن من الشهر نفسه.
وتعتزم سلطات المطار إتمام أعمال النقل من مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول إلى المطار الجديد بحلول نهاية العام الجاري، لتتمكن بعدها 2000 طائرة من الإقلاع والهبوط يومياً.
وستتجه طائرات 250 شركة نقل جوي من مطار إسطنبول الثالث (الجديد) نحو أكثر من 350 وجهة في أرجاء العالم.
وحالياً، تضم إسطنبول مطارين هما: مطار أتاتورك في الشطر الأوروبي من المدينة، وصبيحة غوكجن في الشطر الآسيوي.
اسم المطار لم يعلن بعد
ويندرج هذا المشروع في إطار رغبة الرئيس التركي في جعل العاصمة السابقة للسلطنة العثمانية مفترق طرق عالمياً للقارات الثلاث أوروبا وآسيا وإفريقيا.
وسيعلن أردوغان اسم المطار الجديد لحظة الافتتاح. ويتوقع عدد من المراقبين أن يطلق أردوغان، اسم أحد السلاطين، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
لكن تدشين المطار الإثنين بالتحديد يرتدي طابعاً رمزياً؛ إذ إنه يتزامن مع الذكرى الخامسة والتسعين لإعلان الجمهورية التركية.
أكبر 10 اقتصاديات
عقب افتتاحه، سيمهّد مطار إسطنبول الجديد الطريق أمام الاقتصاد التركي لإحداث طفرة نوعية. فمن المتوقع أن تبلغ حصة المطار 4.9% من الناتج المحلي الإجمالي التركي، بحلول 2025.
وسيرتبط المطار بمركز مدينة إسطنبول بواسطة شبكة حديثة ومتطورة من مترو الأنفاق يتواصل العمل حالياً على إنشائها.
ومن المستهدف جعل مطار إسطنبول من أفضل المطارات التي تقدم خدمات للمسافرين. وتم تحديد معايير عالمية جديدة لشركة سيارات الأجرة، التي تم التعاقد معها من أجل المطار.
وجرى الإعلان عن تخفيض أجرة وسائل المواصلات العامة المتجهة من إسطنبول إلى المطار وبالعكس، بنسبة 50%.
كذلك سيتم استخدام مواقف السيارات في المطار مجاناً حتى نهاية العام الحالي.
وفيما يخص منظومة تكنولوجيا المعلومات، تم تشكيل شركة مساهمة مختصة بالبنية التحتية وخدمات البرمجة الإلكترونية في المطار، يعمل فيها حوالي 780 مهندساً تركياً.
وستعتمد هذه الشركة التركية أنظمة البرمجة والتكنولوجيا المحلية في كافة الأعمال التي ستقوم بها ضمن المطار.
وسيضم المطار أحدث أنظمة الأمن والحماية، فضلاً عن رادارات أرضية لأول مرة، بحيث لا تكاد تخلو نقطة أو زاوية من كاميرات مراقبة تم تركيبها وفق أحدث الأنظمة العالمية.
ويبلغ عدد الكاميرات في كل من مبنى المطار ومرآب السيارات تسعة آلاف كاميرا مراقبة ذكية.
وتم تخصيص مركزين مختلفين لتواجد قوات الأمن، لتأمين سهولة انتقالهم إلى موقع الحدث إن تطلب الأمر ذلك.
وسيلعب مطار إسطنبول الجديد دوراً مهماً في تحقيق تركيا لأهدافها الاقتصادية.
وتسعى تركيا إلى الانضمام لقائمة أكبر 10 اقتصادات بالعالم، بحلول 2023، وهو عام المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية، على يد مصطفى كمال أتاتورك (1881: 1938).