كشف تحقيق أجراه موقع Buzzfeed News الأميركي، أن طائرات عسكرية من دون طيار، صوَّرت مقطع فيديو يفضح مشاركة جنود مرتزقة أميركيين مسلحين في عملية اغتيال رجل دين بارز في اليمن.
وبحسب صحيفة The Daily Mail البريطانية، ضمَّت فرقة المقاتلين عضوين سابقين من قوة Navy SEALs للعمليات الخاصة في البحرية الأميركية، وكانت تعمل لحساب شركة Spear Operations Group الأميركية الخاصة، التي استعانت بها الإمارات العربية المتحدة لتنفيذ عملية اغتيال في اليمن، الذي دمرته الحرب، في 29 ديسمبر/كانون الأول 2015.
وفي تلك الليلة، كان الهدف هو أنصاف علي مايو، الزعيم المحلي لحزب الإصلاح السياسي الإسلامي.
وتعتبر الإمارات العربية المتحدة أنَّ "حزب الإصلاح" هو الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين، التي تُدرجها ضمن الجماعات الإرهابية، بيد أن بعض الخبراء لا يوافقون على ذلك.
كانت الخطة هي وضع قنبلة على باب مقر الحزب في مدينة عدن اليمنية، ولكنَّ بعض اللقطات التي أُخِذَت من طائرة من دون طيار، وتمكن موقع Buzzfeed من الحصول عليها، أظهرت أن الأمور لم تسِر على ما يرام.
فقبل أن يتمكن الجندي من زراعة القنبلة، أطلق أحد أفراد فريقه النارَ بطريقةٍ عشوائية، واضطر الفريق إلى الانسحاب دون إثبات وقوع عملية القتل.
وقال أبراهام غولان، المتعهد الأمني المجري الإسرائيلي، ومؤسس شركة Spear Operations Group لموقع Buzzfeed: "كان هناك برنامج اغتيال مستهدف في اليمن. كنت أعمل على إدارته، ولقد نفذناه، لقد أقرَّته الإمارات العربية المتحدة داخل التحالف".
يُذكَر أنَّ نحو 10 آلاف شخص، معظمهم من المدنيين، قد لقوا مصرعهم منذ تدخل تحالف بقيادة السعودية والإمارات لدعم الحكومة اليمنية في عام 2015 لشنِّ حرب بالوكالة ضد إيران في الأساس.
وقال غولان إن فريقه كان مسؤولاً عن اغتيال عدد من الأسماء البارزة أثناء الحرب، لكنَّه امتنع عن ذكر مزيد من التفاصيل.
وقال إن شروط الاتفاق نصَّت على أن يحصل الفريق على 1.5 مليون دولار أميركي شهرياً، بالإضافة إلى مكافآت مدفوعة نظير نجاح عملية القتل.
وتمَّ الاتفاق في الأسابيع التي تلت مأدبة غداء أقيمت في مطعم إيطالي بقاعدة عسكرية إماراتية في أبوظبي، وجمعت بين إسحاق غيلمور الذي عمل سابقاً في القوات الخاصة في البحرية الأميركية، ومحمد دحلان، رئيس الأمن السابق للسلطة الوطنية الفلسطينية، الذي تفيد التقارير بأنه مستشار مقربٌ من ولي العهد محمد بن زايد آل نهيان.
وكان غيلمور وغولان جزءاً من المهمة التي استهدفت مايو.
وذكر موقع Buzzfeed أنَّ فريق المرتزقة ضم مقاتلاً آخر كان ما زال ملتحقاً بوحدة الجنود الاحتياطيين في البحرية الأميركية، يحمل تصريحاً للاطلاع على أدق الأسرار، فضلاً عن أنه كان مقاتلاً مخضرماً في فرقة SEAL Team 6 (أفضل فريق قوات خاصة في العالم)، وهي وحدة النخبة المعروفة بقتل أسامة بن لادن.
وضمَّ الفريق مقاتلاً آخر عمل في قسم "الفرع الأرضي" التابع لوكالة الاستخبارات المركزية، الذي يكافئ القوات الخاصة في الجيش، حسبما أخبرت ثلاثة مصادر Buzzfeed.
ومن بين المرتزقة أيضاً كان هناك مقاتلٌ عمل رقيباً في القوات الخاصة في جيش الحرس الوطني بميريلاند.
ووصف مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية المرتزقة بأنهم "شبه فرقة قتل".
وبحسب Buzzfeed، كان من الصادم أنَّ الأميركيين المشاركين في المهمات قد عملوا في "منطقةٍ رمادية على الصعيدين السياسي والقانوني".
فمع أنَّ قانون الولايات المتحدة يحظر "التآمر للقتل والخطف" في بلد أجنبي، فإن الولايات المتحدة لم تحظر خدمة المرتزقة، ويمكن للأميركيين العمل في الجيوش الأجنبية.
لكنَّ شركة Spear Operations Group أجبرت الإمارات على منح المرتزقة الأميركيين رتباً عسكرية، مع ضمِّهم إلى صفوف القوات المسلحة الإماراتية.
وقال غولان إنَّه بهذه الطريقة ستحدد قلادات الهوية العسكرية والزي الرسمي "الفرق بين المرتزقة والرجل العسكري".