بعد أسبوعين على اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي وتأكيد تسريبات الشرطة التركية، والمعطيات المتاحة على أن خاشقجي قُتل في القنصلية السعودية في إسطنبول ، على يد مجموعة من الضباط السعوديين، بدأت الأنظار تتجه صوب المسؤول الأول عن قتل الصحافي السعودي .
ولأول مرة كشفت قناة الجزيرة أن شخصاً في الاستخبارات السعودية هو من قاد عملية اغتيال وتقطيع جثة جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية في إسطنبول، فمن يكون هذا الرجل الذي كُلف بمهمة قتل جمال خاشقجي؟
إنه ضابط الاستخبارات المقرب من الأمير محمد بن سلمان، ماهر مطرب!
ما هو دور مطرب في عملية قتل الصحافي السعودي ؟
بحسب الجزيرة فإن ماهر عبدالعزيز مطرب، الذي يشتبه بأنه قاد عملية قتل خاشقجي، استأجر الطائرتين الخاصتين اللتين وصلتا يوم مقتل جمال خاشقجي "تم استئجارهما باسم ماهر مطرب".
ماهر مطرب عقيد في الاستخبارات السعودية وسبق ان عمل في السفارة السعودية في لندن لمدة سنتين وبعدها غادر وحل محله المقدم راجح البقمي كمديرا لمكتب الاستخبارات في السفارة pic.twitter.com/yYwurswlLX
— غانم الدوسري (@GhanemAlmasarir) October 9, 2018
وأضافت نقلاً عن مصدر في الادعاء العام التركي، أن ماهر مطرب، العقيد في الاستخبارات السعودية، الذي سبق أن عمل في السفارة السعودية في لندن لمدة سنتين، أجرى يوم مقتل جمال خاشقجي 19 اتصالاً، منها 4 بمكتب سكرتير محمد بن سلمان.
ما يجعل من مهمة تبرئة ولي العهد السعودي "أمراً صعباً"
كانت صحيفة "نيويورك تايمز"، مساء الثلاثاء 16 أكتوبر/تشرين الأول 2018، قد ذكرت أنّ ماهر عبدالعزيز مطرب، المقرّب من وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هو من بين الأشخاص الذين حدّدت السلطات التركية أنهم مسؤولون عن اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وترى الصحيفة الأميركية أن هذه المعلومات يمكن أن تجعل تبرئة ولي العهد السعودي من أي مسؤولية أمراً صعباً. وبحسب الصحيفة التي نشرت صوراً عدّة لدعم ما كتبته، فإنّ مطرب رافق وليّ العهد خلال زياراته للولايات المتحدة، في مارس/آذار 2018، ولمدريد وباريس في أبريل/نيسان 2018.
وقد نشرت السلطات التركية صورةً له لدى وصوله إلى مطار إسطنبول.
والرياض بدأت بالترويج لتفسيرات جريمة مقتل جمال خاشقجي
من جهة أخرى، ذكر موقع The Daily Beast الأميركي، أن المملكة العربية السعودية بدأت في الترويج لبعض التفسيرات للجريمة الواضحة بقتل الصحافي جمال خاشقجي، كبالونات اختبار، آملةً الهروب من عواقب الواقعة التي زعزعت ما تبقّى من ثقةٍ جيوسياسية في ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ووفقاً لمصدرَين مُطَّلِعَين على آخر المداولات في الدوائر الدبلوماسية في واشنطن، فإنَّ السعوديين سيُلقون باللائمة في مقتل خاشقجي على لواءٍ جديدٍ بالعمل الاستخباراتي.
ويتفق هذا الاتجاه مع التكهنات الواردة بوضوحٍ في تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من أنَّه قد يكون "قتلةٌ مارقون" هم المسؤولين عمَّا حدث لخاشقجي داخل قنصلية المملكة السعودية في إسطنبول، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وأفاد ثلاثة مسؤولين أميركيين لم تكن لديهم معرفةٌ مباشرةٌ باتجاه الرواية السعودية المُجتَزَأة، لصحيفة The Daily Beast، أنَّهم يتوقعون أن تلقي الرياض باللوم على كبش فداء.
من هو هذا الشخص الذي يفكرون فيه؟
شبكة CNN الأميركية ذهبت لأبعد من ذلك، فقد نقلت عن 3 مصادر مطلعة على قضية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي تفاصيل عن العقل المدبر لعملية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، مؤكدة أنه ضابط رفيع المستوى في هيئة رئاسة الاستخبارات العامة السعودية، هو من قام بتنظيم الوفد السعودي الذي سافر لإسطنبول.
وقد وصف أحد المصادر أن الضابط قريبٌ من الدائرة المحيطة بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ونقلت الشبكة الأميركية عن مصدر ثانٍ قوله إن الضابط جَمَعَ فريقه وأرسله للتحقيق مع خاشقجي. وأضاف أنهم كانوا يشتبهون في كون خاشقجي على صلاتٍ بدولة قطر، الغريم اللدود للمملكة، ولم يكن هناك أيُّ دليلٍ على وجود تلك الصلات.