في مثل هذا اليوم من الأسبوع الماضي، وتحديداً الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول، دخل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، ولحقه إلى داخل المبنى نفسه 15 مسؤولاً سعودياً.
هم خرجوا وسافروا خارج إسطنبول وهو لم يخرج بعد، لأنه قتل، فبحسب الصحف التركية تم تقطيع جثته وتهريبها خارج القنصلية.
ورغم أن مصير الجثة لا يزال مجهولاً، فإن صحيفة يني شفق التركية yenisafak كشفت تفاصيل جديدة عن هؤلاء الـ 15 سعودياً، الذين حطت الطائرتان التي استقلوهما بمطار إسطنبول وغادرتا في نفس اليوم، يوم اختفاء خاشقجي.
الطائرتان.. من الرياض إلى مطار أتاتورك بإسطنبول
كشفت التحريات التركية أن الطائرتين تتبعان شركة طيران خاصة سعودية، مختصة بتنظيم رحلات لكبار الشخصيات مقرّها في العاصمة السعودية الرياض.
حطت الطائرتان في مطار إسطنبول بتاريخ 2 أكتوبر قادمتين من الرياض، ووصلتا المطار في أوقات زمنية مختلفة.
6 سيارات وميني باص.. سيارتان إلى منزل القنصل السعودي
الأمن التركي وبعد مراقبته الكاميرات المحيطة بالقنصلية السعودية رصد خروج 6 سيارات سوداء. زجاجها مظلل لا يسمح بمعرفة من بداخلها.
سيارتان منهما توجّهتا لمنزل القنصل السعودي محمد العتيبي، وسيارتان عادتا إلى مبنى القنصلية بعد مدة زمنية قصيرة من مغادرتها.
ولكن حتى هذه اللحظة لم يتمكن الأمن التركي من تحديد مسار السيارتين الأخيرتين، لكنها فقط رُصدت عودتهما لمبنى القنصلية في ساعة متأخرة من الليل يوم اختفاء خاشقجي. بحسب ما نشرته صحيفة haberturk.
الطائرة الأولى.. إلى مصر
وفقاً لما ذكره موقع yenisafak التركي لم تقلع الطائرتان بنفس الوقت، فقد أقلعت الطائرة التي يحمل ذيلها اسم HZ-SK1 وهي من نوع Gulfstream الساعة الرابعة من اليوم نفسه وتوجهت إلى مصر. وبقيت هناك يوماً بعدها عادت إلى الرياض.
الطائرة الثانية.. إلى دبي
أما الطائرة الأخرى من نوع Gulfstream G450 التي تحمل اسم HZ-SK2 والتي وصلت الثلاثاء الساعة 3.13 صباحاً، فقد غادرت إسطنبول الساعة 10.42 مساء وكانت وجهتها مدينة دبي الإمارات.
الوفد دبلوماسي ما يعني أن حقائبهم لا تخضع للتفتيش، وهذا بالفعل ما حدث لم يتم تفتيش حقائبهم خلال مغادرتهم مطار إسطنبول.
رئيس الجمعية الإعلامية للعرب والأتراك كان واحداً من كثيرين ممن قالوا إن جسد خاشقجي قد تم تقطيعه وتهريبه مع هؤلاء الدبلوماسيين خارج البلاد.
إجراءات التفتيش التركية
دعت الخارجية التركية السفير السعودي وطلبت منه الإذن بدخول فريق متخصص لتفتيش القنصلية. ليس هذا فقط فقد خضعت 26 سيارة تتبع القنصلية السعودية، للفحص وتم تتبعها عبر نظام الـ GPS عبر نظام كاميرات المراقبة المتواجدة في الطرقات والمنشآت.
فتلك السيارات قد تحمل أدلة توصل إلى جمال خاشقجي حياً أو ميتاً؛ ولأنها من أدوات الحادثة فهي تخضع للفحص واحدةً واحدةً وفقاً لما ذكرت الصحيفة.
حيث يتم التحري عن اليوم الذي يسبق الحادثة والذي يليه حول متى خرجت السيارات وإلى أين، وعن هويات السائقين ومتى عادت إلى القنصلية.
فيديو يوثق لحظة قتل خاشقجي
في لقاء على قناة TVNET مع الكاتب التركي كمال أوزتورك أشار في حديثه إلى أن أي دولة كبيرة عادة لديها احتياطاتها الأمنية والاستخباراتية في السفارات والقنصليات لأنها مسؤولة عن أمنها.
وأشار قائلاً: "السفارات والقنصليات وضعت نظامها الأمني وكذلك تركيا وضعت؛ لأن أمنها يقع على تركيا، ولأنه في حال حدث شيء لها تركيا ستكون المسؤول الأول، ولذلك تضعهم تحت الحماية بأسلوب حسّاس، إما قد تكون حماية فيزيائية أو تقنية بما يتطلبه الوضع".
وأكمل أوزتورك قائلاً: "السعوديون يقولون ليس لدينا تسجيلات، يعني أنهم لم يسجلوا لحظة دخول خاشقجي، لكن نحن لدينا تسجيلات كاميراتنا التي تثبت ذلك".
وكانت الصدمة عندما أكمل قائلاً: "كما يوجد فيديو يُظهر لحظة قتل خاشقجي".
وأشار في حديثه إلى أنه وفقاً لذلك صرح المصدر الأمني التركي مؤكداً أن خاشقجي قد قتل.
الصورة الأخيرة لجمال خاشقجي أثناء دخوله القنصلية
ونشرت صحيفة الواشنطن بوست الصورة الأخيرة التي يظهر بها جمال خاشقجي وهو يدخل إلى القنصلية ولكن لا توجد صورة أو تسجيلات تثبت خروجه.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد ظهر في حوار مع بلومبرغ وعند سؤال الصحافي له حول أماكن تواجد خاشقجي أشار إلى أنه لا يعلم ويسعى جاهداً لمعرفة ذلك.
لكن صحيفة hurriyet قالت إنه بعد تصريح ولي العهد السعودي وقوله: "ليس لدينا ما نخفيه، إذا أرادوا ليدخلوا ويفتشوا القنصلية"، زاد ذلك من علامات التساؤل والغموض أكثر حول مكان الجثة.
وعند سؤال الصحافة لرئيس الجمعية الإعلامية للعرب والأتراك "توران كشلاكجي" عن حادثة اختفاء الصحافي السعودي واحتمالات وأماكن تواجد الجثة وكيف تم إخراجها؟
قال توران: "لقد أتى 15 مسؤولاً سعودياً على متن طائرتين، وتواجدوا بالقنصلية بالتزامن مع وجود خاشقجي داخلها، وقام هؤلاء بتعذيبه حتى أغمي عليه، ومن ثم قاموا بتقطيعه إلى 15 جزءاً، ووزعوا الجثة وحملوها، ومن ثم غادروا تركيا كلٌّ إلى البلد الذي أتى منه"، مشيراً إلى أن هذه المعلومات جاءته من مصادر أمنية.
وأضاف أن هذه الجريمة واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ الدبلوماسي، "كنا نظن أن خاشقجي بضيافة داخل قنصلية بلاده، إلا أننا منذ اختفائه تأكدنا من عدة مصادر أن خاشقجي قتل".
وأشار توران إلى أنه تلقى خبر مقتله من السلطات الرسمية، إذ أخبروه لكي يخبر خطيبته وأقاربه، إلا أنهم كانوا قد سمعوا بالخبر من الإعلام.
ومن جهة أخرى نقلت صحيفة غارديان البريطانية عن مسؤولين أتراك قولهم إن ترجيحهم مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي يستند إلى قرائن محددة توصلت إليها التحقيقات التابعة للمخابرات والشرطة التركية.
وبعد تحليل ومتابعة تسجيلات 5 أيام من كاميرات المراقبة التي صوّرت كل الداخلين والخارجين عبر بوابات القنصلية السعودية، لُوحظ في التسجيلات رجالٌ من داخل المبنى ينقلون صندوقاً إلى سيارة سوداء خلال الساعات التي أعقبت اختفاء خاشقجي.
وأشارت الصحيفة إلى احتمالية تقطيع جثة خاشقجي بطريقة وحشية بعد قتله.
وكانت مصادر خاصة آي قد ذكرت أن الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي تعرّض للتعذيب والإهانة والقتل وتم تصويره من قبل الوفد الذي وصل من السعودية ويضم مسؤولاً كبيراً مقرّباً من ولي العهد السعودي.