عيّنت السلطات القضائية التركية مدعياً عاماً جمهورياً ونائب مدع عام، لاتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة في القنصلية السعودية في إسطنبول بعد سماح الرياض بتفتيشها، على خلفية اختفاء جمال خاشقجي ، عقب دخوله مبنى القنصلية، الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول.
وذكر مراسل الأناضول أن النيابة العامة بإسطنبول عينت الثلاثاء 9 أكتوبر/تشرين الأول، مدعياً عاماً جمهورياً ونائب مدع عام لاتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة في القنصلية السعودية في إطار التحقيقات الجارية المتعلقة بادعاء "احتجاز جمال خاشقجي في القنصلية العامة" للسعودية.
السلطات القضائية التركية في القنصلية السعودية في إسطنبول
وفي وقت سابق وجهت المملكة العربية السعودية دعوة للخبراء والمسؤولين المعنيين الأتراك لزيارة قنصليتها في إسطنبول، على خلفية اختفاء جمال خاشقجي عقب دخوله مبنى القنصلية، الثلاثاء الماضي.
وأعلنت الخارجية التركية، في وقت سابق الثلاثاء، أنه "سيتم تفتيش" القنصلية السعودية بإسطنبول ضمن التحقيقات الجارية بخصوص اختفاء الصحفي خاشقجي. وقال المتحدث باسم الوزارة، حامي أقصوي، إن "السلطات السعودية أعربت عن استعدادها للتعاون، وموافقتها على تفتيش مبنى القنصلية".
وقال الناطق باسم الخارجية، في بيان، إن "السلطات السعودية أوضحت أنها مستعدة للتعاون، وأنه يمكن القيام بالتفتيش في مبنى القنصلية" مضيفاً: "هذا التفتيش سيحصل".
كانت وزارة الخارجية التركية قالت الثلاثاء، إن التحقيق في اختفاء جمال خاشقجي منذ دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول قبل أسبوع جارٍ على قدم وساق.
وقال المتحدث باسم الخارجية حامي أقصوي، في بيان مكتوب، إنه رغم أن معاهدة فيينا تنص على أن مباني القنصليات تتمتع بحصانة، فمن الممكن أن تفتشها سلطات الدول المضيفة بموافقة رئيس البعثة.
وأبدى مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، قلقه العميق إزاء ما يبدو أنه "اختفاء قسري" للصحافي السعودي جمال خاشقجي، منذ أن دخل القنصلية السعودية في إسطنبول قبل أسبوع، وحثَّ البلدين على التحقيق في الأمر.
وأردوغان يطالبها بأدلة لتبرئة نفسها من اختفاء جمال خاشقجي
والإثنين، طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مسؤولي القنصلية السعودية في إسطنبول، بإثبات خروج خاشقجي منها، وتقديم تسجيلات مصورة تؤكد مغادرته.
وقال أردوغان إنه يتعيَّن على القنصلية السعودية أن تكشف مكان خاشقجي وإنها ستفعل ذلك، موضحاً أنه "ليس بوسع القنصلية السعودية أن تنقذ نفسها بالقول إن خاشقجي غادر المبنى".
وشدد الرئيس التركي على أن هناك مسؤولية سياسية وإنسانية لمتابعة قضية اختفاء جمال خاشقجي من كثب، موضحاً أن الادعاء التركي يبحث في سجلّات وصول مواطنين سعوديين ومغادرتهم من مطار إسطنبول.
وكانت الخارجية التركية استدعت لأول مرة سفير الرياض لدى أنقرة، الأربعاء الماضي، أي بعد يوم من اختفاء خاشقجي، قبل أن تستدعيه للمرة الثانية أمس الأول الأحد للسبب ذاته.
يذكر أن خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز، قالت في تصريح للصحفيين، إنها رافقته إلى أمام مبنى القنصلية السعودية بإسطنبول، وأن الأخير دخل المبنى ولم يخرج منه، فيما نفت القنصلية ذلك، وقالت إنّ خاشقجي زارها، لكنه غادرها بعد ذلك.