يقطن بريان ولويس، وهما من أقرباء الزعيم النازي أدولف هتلر ، في جزيرة لونغ آيلاند الواقعة في مدينة نيويورك. وتشتهر هذه المدينة بمنازلها التي يرفرف أمامها علم الولايات المتحدة الأميركية ، بما في ذلك البيت الذي يقطنه الأخوان هتلر .
ومقارنة ببقية المنازل، يتميز هذا البيت بجداره الخشبي المطلي بالأبيض، الذي يبلغ ارتفاعه مترين والذي يحيط بكامل المزرعة. وحسب تقرير لصحيفة Bild الألمانية يقطن هذا البيت رجلان يحملان الكثير من الأسرار، ولا سيما وأنهما من أقارب الزعيم النازي أدولف هتلر .
هتلر ضد هتلر.. انقلاب لفائدة الدعاية الحربية في الولايات المتحدة
لا علم لأحد بهوية الرجلين في هذه المدينة، التي تضم 20 ألف نسمة. ففي عام 1946، غيَّر هذان الرجلان لقبهما العائلي في البداية إلى هيلر ثم إلى لقب إنكليزي مزدوج.
و أدولف هتلر هو عم والد لويس وبريان، الذي يدعى ويليام باتريك هتلر والمولود في المملكة المتحدة. وفي عام 1939، انتقل ويلي إلى الولايات المتحدة الأميركية لينضم إلى البحرية الأميركية ويواجه القوات البحرية الألمانية بلقبه العائلي القديم.
بعد هذه المواجهة، توارى ويلي عن الأنظار بعد أن انتقل رفقة زوجته الألمانية فيليس إلى جزيرة لونغ آيلاند. وكان ويلي يخشى أن تلحق أبناءه لعنة أسوأ لقب في العالم. كما كان يخشى بطش النازيين القدامى خاصة وأن عمه كان يكرهه ويعتبره "مثيراً للاشمئزاز".
لماذا يخشى الصحافيون محاورة الأخوان هتلر
منذ 20 عاماً، انتشرت أخبار تؤكد أن بعضاً من أفراد عائلة الزعيم النازي أدولف هتلر مازالوا على قيد الحياة، وذلك من خلال كتاب للمؤلف البريطاني، ديفيد جاردنر. وفي ذلك الوقت، ثبتت صحة خبر وجود بعض الرجال من عائلة هتلر، أما بقية الأخبار المتعلقة بهذا الشأن، فلم تعدُ كونها مجرد إشاعات.
منذ ذلك الوقت، لم يجرؤ أحد على إجراء حوار مع أفراد عائلة هتلر. وفي حال عثر أحد الأشخاص على أحد أقارب الزعيم النازي أدولف هتلر، فهو لا يُقدم على إجراء حوار معه. وعلى سبيل الذكر لا الحصر، لم يقدّم مراسلو صحيفة New York Times تفاصيل حول عثورهم على أفراد عائلة هتلر في عام 2006.
أم أن المشكل في من تبقى من عائلة الزعيم النازي!
أمام منزل هتلر الخشبي داكن اللون، توجد شجرة. وعلى الرغم من أن البيت لا يحمل اسماً، إلا أنه يحتوي على جرس، والذي بعد أن قرعناه، ساد الصمت المكان. وفجأة، ارتفع صوت نباح كلب.
بعد ذلك، أعدنا الكرة من جديد فسمعنا صوت بعض الخطوات وبعد لحظات، فتح رجل في الخمسينات من عمره الباب قليلاً. وبعد أن دفع الناموسية جانباً، أطل برأسه. وكان هذا الرجل ذا شعر داكن اللون وحليق الذقن، كما كان يرتدي سروالاً قصيراً.
كان هذا الرجل الابن الأصغر لويلي، بريان، الذي يعيش رفقة شقيقه لويس. وعندما أخبرته بأنني صحافي ألماني، اعتذر مني وأغلق الباب. بعد ذلك بقليل، أطلقت مرشات العشب الثمانية الماء. وعلى الرغم من أننا استفسرنا الجيران عن الأخوين هتلر، دون أن نكشف أي سر بخصوص تاريخ عائلتهما، إلا أننا لم نظفر بأي معلومة.
إثر ذلك، توجهنا بالسؤال إلى امرأة تقطن قبالة الأخوين هتلر. وعلى الرغم من أن ملامح وجهها تشير إلى أنها تعلم شيئاً ما بشأنهما، إلا أنها أومأت برأسها مبتسمة حين طرحت عليها سؤال "هل تعلمين ما الحكاية؟".
وقد قالت هذه المرأة متحدثة عن جاريْها: "لا يسعني إلا أن أقول أنهما شخصان رائعان وطيبان".
ربما يكسر الأخ الأكبر حاجز الصمت
يقطن عميد عائلة هتلر شمال جزيرة لونغ آيلاند على بعد 45 دقيقة على متن السيارة
يعيش ألكسندر هتلر في شارع فيه إشارة كُتب عليها "DEAD END". وعندما وصلنا إلى طريق مسدود، رأينا صبياً لاتينياً بصدد كنس أوراق الشجر بواسطة مكنسة شفط. ولعل ما يميز هذا المكان هو أن العلم الأميركي يرفرف أمام أغلب المنازل، كما أنه يتميز بالهدوء وبشارعه الرئيسي الذي يضم سوبر ماركت وعدداً لا يحصى من متاجر الخضراوات.
يعيش ألكسندر في بيت خشبي يحتوي على عدد من الأعشاب الضارة يفوق تلك الموجودة في المنزل الذي يقطنه شقيقاه، فضلاً عن بعض النباتات في الأصص على غرار أمباتينس واليريانا وقرنفل الشاعر والبيغونيا والفطر. ويبدو أن عائلة هتلر الأميركية مولعة بالنباتات الخضراء.
طرقتُ الباب لعدم وجود جرس، لكن لم يفتح أحد، كما أنني لم أشاهد أي سيارة أمام المدخل. ولما بادرت بسؤال الجيران حول مكان ألكسندر، أجابني رجل يدعى، بول، كان بصدد إصلاح مكيف سيارته من طراز "هوندا سيفيك" قائلاً: "أوه، أليكس". ولما سألت امرأة عن نفس الأمر، قالت: "يبدو أنه ذهب لصيد السمك، ماذا تريد؟"، فأجبتها أن "الأمر يتعلق بتاريخ عائلته".
من الأفضل أن لا تسأله عن الزعيم النازي أدولف هتلر
شاءت الصدف أن تكون جارة ألكسندر من أصول نمساوية، لكنها لا تعلم شيئاً بدورها عن مكان تواجده.
وبعد أن تجاذبتُ أطراف الحديث مع هذه المرأة حول ألمانيا، عدت إلى بيت ألكسندر، ووجدت سيارة من نوع "هونداي" أمام مدخل البيت فطرقت الباب. وبعد أن انتظرت لمدة 30 ثانية، أعدت الكرة مرتين حتى فتح الباب رجل سأل وهو يهمس: "ماذا تريد؟"
كان طول الرجل يبلغ حوالي متر و85 سنتيمتراً ويرتدي قميصاً أبيض وفيروزياً تزينه بعض المربعات وسروالاً أحمر. ولما أعلمته بصفتي، قال لي: "لا نتحدث مع صحافيين. وقد زرت شقيقي في الصباح"، فأجبته بنعم والخوف يتملكني.
وعندما سألته عن تاريخ عائلته، أغلق في وجهي الباب فوراً. آنذاك، أخبرته بأنني أرغب في سؤاله عن رأيه بشأن السياسة الألمانية، فسألني متعجباً وهو يرتشف فنجاناً من القهوة السوداء: "السياسة الألمانية؟".
وبعد أن تراجع ألكسندر البالغ من العمر 68 عاماً خطوة إلى الوراء، دفع الناموسية جانباً واتكأ على إطار الباب قائلاً: "اطرح علي أسئلتك".
فقد يجيبك عن رأيه بشأن المستشارة الألمانية
لما طرحت عليه أول سؤال: "ما رأيك بالمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل؟"، أجابني وعلى وجهه علامات السرور: "تعجبني ميركل لأنها تبدو إنسانة جيدة وذكية".
وعندما سألته عن موقفه إزاء دور ميركل في أزمة اللاجئين، أخذ رشفة أخرى من القهوة ونظر بعيداً. في حال كنت على علم بشجرة نسب هذا الرجل، فلن تنكر شبهه بالممثل السويسري، برونو غانز، الذي لعب في عام 2004 دور هتلر في فيلم "Der Untergang". وقد أردف ألكسندر قائلاً: "تقوم ميركل بما يجب عليها فعله. وسأنتخبها في حال سنحت لي الفرصة".
ألكسندر من أنصار ميركل على الرغم من أن أخويه من أنصار التيار الجمهوري. ومنذ سنوات، لم يتخلف الأشقاء عن المشاركة في الانتخابات الأميركية. في هذا السياق، أفاد ألكسندر: "أنتخب دائماً الأفضل".
وحتى ما يثير انزعاجه في شخصية ترمب
ما موقفه من الرئيس الأميركي دونالد ترمب؟ على الرغم من أن ترمب ينحدر من أصول ألمانية، إلا أن ألكسندر قال إن "آخر شخص يمكن أن يثير إعجابي هو دونالد ترمب الذي لا يعتبر من الأشخاص المفضلين لدي".
هنا، يجب أن نطرح سؤالاً وهو: "ما الجانب الذي يثير انزعاج ألكسندر في شخصية ترمب؟". وقد قال ألكسندر إن "ترمب محق في الكثير من تصريحاته". ولم يكد ألكسندر ينهي كلامه حتى استطرد قائلاً: "ترمب شخص يثير انزعاجي. ببساطة، أنا لا أحب الكاذبين".