خصصت صحيفة The Guardian البريطانية افتتاحيتها للحديث عن الصحافي السعودي جمال خاشقجي الناقد للنظام في بلاده، وقالت إنه وقف في وجه هذا الترهيب الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان. وأَضافت نحن معجبون بشجاعته ونقف إلى جانبه.
وكتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي في أغسطس/آب: "يشعر الكثير من العرب الذين يسعون إلى الحرية والمساواة والديمقراطية بالهزيمة، لقد صوَّرتهم وسائل الإعلام الموالية للحكومة أنهم خائنون وتخلَّى عنهم المجتمع الدولي".
وجمال خاشقجي، الذي كتب في صحيفة The Guardian البريطانية، هو واحدٌ من أولئك العرب. فلأكثر من 3 عقود، استخدم رأيه كمُعلِّقٍ على الأحداث، وموقعه كمُحرِّرٍ صحافي، للدفاع عن الإصلاح الاجتماعي والسياسي في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط بأكمله.
وقبل عامٍ واحد فقط، عبَّر في عموده الأول في صحيفة The Washintgon Post الأميركية عن حزنه بعد موجةٍ من الاعتقالات شملت العديد من أصدقائه، وأوضح أن القمع في وطنه هو السبب وراء قراره بالرحيل إلى المنفى. اختفى خاشقجي الأسبوع الماضي في إسطنبول، بعدما دخل القنصلية السعودية هناك يوم الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول لحاجته إلى الحصول على وثائق لإتمام زواجه بخطيبته التركية.
وطالبت افتتاحة صحيفة The Guardian بأن يعمل المجتمع الدولي على وضع السلطات السعودية تحت المساءلة، وأن يطالبها بتوفير الدليل على أن خاشقجي غادر القنصلية كما يزعمون، وأن يُظهِر عدم تخليه عنه.
وتمرُّ حرية الصحافة على مستوى العالم بأوقاتٍ عصيبة. فقد ارتفعت أعداد الصحافيين المعتقلين والمقتولين، وتتقلَّص استقلالية وتنوُّع وسائل الإعلام في العديد من البلدان باستمرار. ويعود تفسير هذا الأمر جزئياً وفق افتتاحية صحيفة The Guardian إلى الضغوط التجارية الجديدة وازدياد استقاء الأخبار من الإنترنت على حساب ناشري الصحف.
يجب أن يتعاون مؤيدو خاشقجي مع الحكومة التركية لتحديد مكانه. وقد استدعت السلطات في إسطنبول السفير السعودي بالفعل بشأن قضيته. وتخضع القنصلية لمراقبةٍ عن كثب. ولكن يُخشَى أن يكون خاشقجي قد نُقِلَ خفيةً إلى سيارةٍ دبلوماسية وعاد إلى المملكة السعودية. وهناك العديد من المُعلِّقين السياسيين والمُفكِّرين الآخرين، الذين اصطدمت آراؤهم بالأمير محمد بن سلمان، يقبعون بالفعل قيد الاعتقال.
عندما اختاره والده، الملك سلمان، في العام الماضي لمنصب وريث العرش، نَصَّبَ وليّ العهد، محمد بن سلمان، نفسه قائداً لعملية التحديث في المملكة حيث يرغب في إعادتها إلى إسلامٍ أكثر اعتدالاً ويسعى إلى إنهاء اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط.
بعض المراقبين الغربيين يأملون أنه قد يُرحِّب بإجراء بعض الإصلاحات السياسية. ولكن، بدلاً من ذلك، ازداد القمع واعتُقِلَت بعض النساء اللواتي دشنَّ حملاتٍ للدفاع عن حق المرأة في قيادة السيارات. ولا يبالي محمد بن سلمان بالانتقادات الخارجية، إذ هاجم كندا التي انتقدت انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية. وهذا لا ينبغي أن يردع الآخرين عن التعبير عن آرائهم الآن. وقف خاشقجي في وجه هذا الترهيب. ونحن معجبون بشجاعته ونقف إلى جانبه.