بعد أن نشرت مقالاً تضامنياً مع الصحافي السعودي جمال خاشقجي المختفي منذ دخوله قنصلية بلاده ظهر الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، عرضت صحيفة واشنطن بوست مساحة فارغة للعمود الذي كان يكتب فيه جمال خاشقجي وكتبت بجوار صورته "صوت مفقود".
واشنطن بوست تعرض مساحة فارغة للعمود الذي كان يكتب فيه جمال خاشقجي عمود الرأي، بعنوان: "صوت مفقود". https://t.co/mAHdtW1RXD
— Wajd Waqfi وجد وقفي (@WajdWaqfi) October 5, 2018
وكانت محررة قسم الآراء العالمية في صحيفة Washington Post كتبت مقالاً عن جمال خاشقجي قالت فيه إنه"كثيراً ما أخبرني: لم أرغب قط في أن أكون معارضاً منفياً"،
تحدثت كارين عطية عن عملها مع خاشقجي، وعن لقائها معه وجهاً لوجه في مقالة لها حملت عنوان" إسكات جمال خاشقجي"، وقالت فيها: "بدت مهمة جمال واضحة لي: هو لا يرغب سوى في الكتابة وأن يكون صحافياً".
الواشنطن بوست تفرد مساحة فارغة على صفحة الرأي ضمن الجزء الذي كان مخصصا لمقال الكاتب #جمال_خاشقجي، مع ملاحظة من المحرر بأنه لم يُسمع من خاشقجي منذ دخوله القنصلية #السعودية في اسطنبول يوم الثلاثاء الماضي، ويضيف بأن كلمات خاشقجي كان من المفترض أن تظهر على هذه المساحة الفارغة. https://t.co/BaNTuflOpM
— رائد فقيه (@Raed_Fakih) October 5, 2018
وقالت المحررة الخاصة بخاشقجي: "يمكنني القول إنَّ ما استنبطته من أحاديثي معه هو مدى حبه الصادق للسعودية وشعبها، وكيف يشعر أنَّ من واجبه كتابة الحقيقة كما يراها حول ماضي المملكة وحاضرها ومستقبلها".
بداية المحادثة مع جمال خاشقجي
تواصلت عطية مع خاشقجي للمرة الأولى في سبتمبر/أيلول 2017؛ لتطلب منه كتابة أول مقال له لصحيفة Washington Post.
أعرب خاشجقي لعطية عن أسفه من أنَّ الممارسات القمعية في السعودية أصبحت غير مُحتَمَلة إلى الحد الذي دفعه لأن يقرر مغادرة المملكة والعيش في المنفى في واشنطن.
تقول عطية: "حظيت المقالة باهتمامٍ كبير في السعودية والمنطقة ككل. وكانت المقالة الأولى التي تم ترجمها إلى العربية ونشرناها في قسم الآراء العالمية".
الآن وبعد مرور عام على مقالته الأولى، تشعر عطية بقلقٍ بالغ لعدم القدرة على التواصل مع جمال منذ شوهد آخر مرة يذهب إلى القنصلية السعودية في إسطنبول الثلاثاء، 2 أكتوبر/تشرين الأول. وحتى وقت كتابة هذا المقال، لم يستطِع أحد الوصول إليه.
وتضيف: "لقد استعلمنا عن مكان وجوده، وأعربنا عن بالغ قلقنا للمسؤولين السعوديين والأتراك".
تتابع كارين عطية ما كان يدور بينها وبين خاشقجي، حيث تسأله من آنٍ لآخر ما إذا كان بخير، أو يشعر بالأمان. وهو يصر على أنَّه يشعر بالرغبة في الكتابة برغم الضغوط التي يتعرض إليها من جانب السلطات السعودية.
وأكدت أن ما يجعل عمل هذا الصحافي مميزاً هو رغبته العارمة في إزالة الغموض الذي يكتنف صورة السعودية أمام العالم، والربط بين ما يحدث في المملكة والعالم الأوسع باللغة الإنكليزية ولغته الأم العربية.
ويتصف جمال بأنَّه شخص متقد الحماس ومجتهد، وقد يكون الأهم من ذلك أنَّه شديد الطيبة، بحسب ما ذكرته عطية.
وتابعت كارين عطية: "كوني صحافيةً ومحررة، أتعلم الكثير منه ومن خبراته. ولا أعتبره مجرد زميل في مجال عملنا، بل هو أيضاً مصدر إلهام".
تصاعُد موجة القمع ضد المعارضين في السعودية
يأتي الغموض الذي يحيط بمكان وجوده في الوقت الذي تتصاعد فيه موجة من أعمال القمع ضد المعارضين والنشطاء في السعودية تحت إدارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بحسب Washington Post.
فخلال الأسبوع الجاري، وُجِّهت لعصام الزامل، الاقتصادي السعودي البارز والناشط على الشبكات الاجتماعية، اتهاماتٌ تتعلق بالإرهاب؛ لأنَّه تجرأ وانتقد الخطط الاقتصادية للمملكة.
وبخلاف السعودية، يشهد العالم بأكمله تصاعداً في معدلات الإساءة للصحافيين وسجنهم. ويعد جمال من أبرز مناصري الحرية والتغيير نحو الديمقراطية في المنطقة، وكثيراً ما ينتقد الأساليب القاسية التي تستخدمها السعودية ضد كبار الشيوخ وأصحاب الأعمال والناشطات ورموز الشبكات الاجتماعية.