يبدو أن استخدام المغرب للخطاب المناهض لإيران، مقروناً بجماعات الضغط التي وظَّفَها مؤخراً، يؤتي أخيراً بنتائج ملموسة، فقد صادق الحزبان الأميركيان في الكونغرس على تشريع يصب في مصلحة الرباط، على صعيد منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها.
تشارَكَ جو ويلسون، النائب الجمهوري عن ولاية كارولاينا الجنوبية؛ مع جيري كونولي، النائب الديمقراطي عن ولاية فيرجينيا؛ وكارلوس كوربيلو، النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا، لاقتراح قرار غير ملزم "يدين الأفعال الاستفزازية الأخيرة لجبهة البوليساريو وداعميها الأجانب"، وهو ما يتردَّد صداه من خلال الاتهامات المغربية بأن إيران وحزب الله يدعمان الحركة المستقلة المدعومة من الجزائر، بحسب ما ذكره موقع AL Monitor الأميركي.
قال ويلسون في بيانٍ بعد اقتراح القرار يوم الجمعة 28 سبتمبر/أيلول: "النظام الإرهابي في إيران كان يُموِّل الهجمات ضد المغرب من خلال جبهة البوليساريو، وقد حان الوقت للأمم المتحدة أن تُشجِّع على التوصُّل إلى حلٍّ سلمي لهذا الصراع الدائر في الصحراء الغربية".
ما أهمية هذا القرار؟
وفقاً لما أوضحته التقارير المنشورة على موقع Al-Monitor الأميركي في الشهر الماضي، يعتمد جزءٌ من استراتيجية الضغط والإعلام الجديدة التي ينتهجها المغرب على مزاعم لا أساس لها بأن حزب الله، وهو وكيل إيران في لبنان، أمدَّ البوليساريو بصواريخ أرض جو متطورة.
ويذكر موجز لوزارة الخارجية الأميركية تحدث عن اجتماع بين وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ووزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن البند الوحيد والمُحدَّد على أجندة اللقاء الذي عُقِدَ في الشهر الماضي، هو "الجهود المشتركة لإنهاء دعم إيران للإرهاب وإنهاء تأثيرها الضار في المنطقة".
وقد أشار أيضاً بريان هوك، المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران، إلى أن البلاد ينتابها "قلق متزايد" من انتشار صواريخ طهران، وذلك بعد اجتماع له مع بوريطة.
جماعات ضغط جديدة للمغرب
تكشف تقارير عن جماعات الضغط، التي استعرضها موقع Al-Monitor، عن أن اثنتين من جماعات الضغط المرتبطة بالمغرب، وهما شركة Glover Park Group وشركة Iron Bridge Strategies، أرسلت رسائل بريد إلكتروني إلى مكتب ويلسون والتقت مع أعضاء من مكتبه في مرات عديدة من هذا العام، وقد حدث ذلك قبل بعض المزاعم التي أعلنتها الرباط في مايو/أيار.
والتقى كذلك المنتمون إلى شركة Iron Bridge مع أعضاء من مكتب كوربيلو في مرات عديدة، وتبرعوا بـ 1500 دولار إلى حملة إعادة انتخابه في مارس/آذار. وقد أرسلت الشركة أيضاً رسالة بريد إلكتروني إلى مكتب كونولولي مرتين.
الجدير بالذكر أن كونولي لا ينتمي إلى معسكر الصقور فيما يتعلق بقضية إيران، على عكس ويلسون.
ما هي الخطوات التالية؟
وإضافة إلى ما جاء بالقرار من إدانة لأي أعمال تضطلع بها إيران أو حزب الله "تشجع على زعزعة الاستقرار في شمال إفريقيا"، فإنه يؤكِّد أيضاً من جديد على أن خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية "جادة، وواقعية، وموثوقة".
ينتظر التشريع خضوعه للمراجعة عن طريق لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، وهو شرط أساسي قبل التصويت الرئيسي.
وبالرغم من أن القرار غير مُلزِم، فيمكن أن يشير تمريره إلى أن الكونغرس يؤيد مزاعم المغرب حول إيران ويؤيد أيضاً موقفه في صراع الصحراء الغربية.