أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ قوات النظام السوري في دير الزور نقلت، في وقت مبكر من صباح الإثنين 24 سبتمبر/أيلول 2018، مئات الجهاديين إلى محافظة إدلب (شمال غرب)، آخر معقل رئيسي للفصائل المسلحة في إدلب.
وأوضح المرصد أن الجهاديين نُقلوا ليل الأحد من المحافظة الحدودية مع العراق، ووصلوا فجر الإثنين إلى إدلب.
وقال المرصد إنّ "قوات النظام والقوات الإيرانية عمدتا لنقل أكثر من 400 من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، مساء الأحد (…) من منطقة البوكمال" القريبة من الحدود مع العراق.
وأضاف أنّ "عملية النقل جرت خلال الـ24 ساعة الفائتة من بادية منطقة البوكمال إلى الريف الشرقي لمحافظة إدلب، حيث نُقلوا إلى مناطق قريبة من سيطرة فصائل جهادية عاملة في محافظة إدلب، ووصلوا فجر الإثنين".
وأوضح المرصد أنّه "لم يُعلم إلى الآن ما إذا كانت العناصر قد تمكّنت من الدخول إلى ريف إدلب الشرقي". ومحافظة إدلب هي آخر معقل رئيسي للفصائل المعارضة ويسعى النظام السوري إلى استعادة السيطرة عليها.
وكانت موسكو وأنقرة اتفقتا على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب على الخط الفاصل بين قوات النظام والفصائل المعارضة، لتجنيب المنطقة هجوماً عسكرياً تعدّ له قوات النظام منذ أسابيع، وتتخوّف الأمم المتحدة من أن يؤدي إلى "كارثة إنسانية".
وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) على غالبية محافظة إدلب، وتتواجد فصائل أخرى، أبرزها حركة أحرار الشام، في المناطق الأخرى. وكانت قوات النظام سيطرت على بعض المناطق في أطراف المحافظة بداية العام الحالي خلال هجوم في ريفها الشرقي.
وتكتسي محافظة إدلب أهمية استراتيجية؛ لأنها محاذية لتركيا، الداعمة للمعارضة، من جهة، ولمحافظة اللاذقية، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، من جهة ثانية.
ويعيش في محافظة إدلب وبعض المناطق المجاورة حالياً نحو 3 ملايين شخص، نصفهم تقريباً نزحوا من مناطق أخرى مع أعداد كبيرة من المقاتلين الذين رفضوا إلقاء السلاح، لا سيما من الغوطة الشرقية، قرب دمشق، التي خضعت لحصار طويل وهجمات عنيفة.