تتواصل التحقيقات مع يوسف نازك المتهم بالتخطيط لـ "تفجيرات الريحانية" بتركيا عام 2013 التي أودت بحياة 53 شخصاً، والذي ألقت القوات الأمنية التركية القبض عليه بعد محاولته الهروب لأكثر من 5 سنوات.
اعترف نازك بأسماء أشخاص كانوا على علاقة بالحادثة، ومخططين آخرين كان يتلقى التعليمات منهم، يحملون جنسيات أجنبية مختلفة، ومن بينهم أميركي يجيد التحدث باللغة الكردية بطلاقة إضافة إلى اللغة الإنكليزية.
وكانت أجهزة الاستخبارات التركية في سوريا، أوقفت أحد أبرز المشتبه بهم في الاعتداء الذي استهدف مدينة الريحانية الحدودية، في العام 2013، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الأناضول الحكومية.
وتابعت الوكالة أن يوسف نازك، العقل المدبر المفترض للهجوم المزدوج بالسيارة المفخخة، الذي أوقع أكثر من 50 قتيلاً، في مايو/أيار 2013، أوقف في اللاذقية (شمال غرب) سوريا، خلال عملية غير مسبوقة لأجهزة الاستخبارات التركية.
وأوضحت المصادر أن عناصر الاستخبارات التركية جلبت يوسف نازيك، المدرج على "القائمة الزرقاء" للمطلوبين، إلى الأراضي التركية، عبر طرق آمنة، وأخضعته للاستجواب.
أميركي على قائمة الأتراك
ووفقاً للمعلومات التي أدلى بها نازك، تحركت الاستخبارات التركية وفرق مكافحة الإرهاب للقبض على المتهم الأميركي الذي يشتبه أيضاً في علاقته باستخبارات بعض الدول الأخرى.
وحصل الفريق الأمني على معلومات تتبع بها أثر الأميركي التي ذكره يوسف نازك في اعترافاته، كما استطاع الحصول على صور له في سوريا عن طريق نازك.
نازك يحكي تفاصيل قصته
وفي أول تحقيق معه، وفقاً لما جاء في صحيفة حرييت، قام بفك جميع شفرات اتصالاته التي كانت رصدتها الاستخبارات التركية.
وعن بدايته بأنه عمل بتهريب السوريين في بداية الحرب بين عامي 2011 و2013 إلى تركيا ودول أوروبا بمقابل 2000 دولار. ومن ثم التقى وتعرف على أفراد من المخابرات السورية، واستطاع بعد ذلك تأمين المال وسيارتين مفخختين بدعم من المخابرات السورية و"ميراش أورال" زعيم جبهة حزب التحرير الشعبي.
واعترف نازك بجميع تفاصيل المخطط الذي قال بأنه ليس المخطط الرئيسي له وإنما هو جزء من الفريق، وأن التفجير تم بتخطيط من المخابرات السورية التابعة لنظام الأسد.
النظام السوري هو المدبر ومسؤول تركي أخفى معلومات
ومع استمرار التحقيقات معه بدأ مكتب المدعي العام في أنقرة تحقيقاً معه بتهمة "محاولة تدمير النظام الدستوري" وذلك وفقاً لما قدمه من أسماء المشتبهين بهم، توسع التحقيق معه والذي سيكشف ارتباطات تنظيم جماعة فتح الله غولن بالتفجير.
وأشارت الصحيفة بأن الاستخبارات التركية كانت قد أرسلت معلومات عن التفجير قبل وقوعه إلى المدعي العام سابقاً في الريحانية "أوزجان شيشمان" ولكنه أخفاها، والذي كشفت لاحقاً انتماءه إلى جماعة غولن.
ووفقاً لمراسل صحيفة خبر تورك قال بأن المتهم قدم إفادته في 31 صفحة تمت كتابتها، إذ كشف أسماء 24 شخصاً مع صورهم لهم علاقة بالتفجير، وتبين أن نصفهم أعضاء في منظمة حزب التحرير الشعبي التركي THKP-C.
وأشار المتهم نازك إلى أنه "يشعر بالندم والأسف الشديد عن كل الأفعال والجرائم التي اقترفها ويريد التكفير عن ذنوبه بالاعتراف بكل ما يعرفه"، وذلك في تسجيل مصور نشرته وكالة الأناضول التركية في 12 سبتمبر/أيلول الجاري يوثق اعترافات يوسف نازك، المتهم بتدبير التفجيرات في الثالث من مايو/أيار 2013، والتي راح ضحيتها 53 شخصاً.
لم يكن يعلم أن التفجير يستهدف تركيا
وفي محاولة للدفاع عن نفسه قال المتهم بأنه شارك بالتخطيط وما كان يعلمه هو أن السيارات ستنفجر في مناطق للجيش السوري الحر، ولم يكن يعلم بأنها تستهدف تركيا، لأنهم قاموا بإيصال السيارات لشخصين قاموا هم بتولي بقية المهمة وفقاً لما ذكرته صحيفة خبر تورك.
وأشار الى أنهم كانوا يتلقون التعليمات من شخص في الاستخبارات السورية كان يلقب "الحجي"، واعترف بأنه قام بعملية استكشافية استخباراتية سابقة في مدينتي أنقرة وقونيا.
وقال بأنه اعتقل في سوريا في سجن تابع للاستخبارات السورية لفترة 10 أشهر ويوم واحد بعد محاولته تصوير فيديو اعترف فيه بالحادثة.
وتسود الشارع التركي ووسائل الإعلام التركية فرحة وارتياح لهذه العملية التي تعتبر انتصاراً لضحايا تفجير الريحانية، وعبروا عن ثقتهم وشكرهم للقوات الأمنية والاستخبارات التركية التي استطاعت إلقاء القبض عليه بعد خمس سنوات من تخفيه في حماية النظام السوري.
ورأى آخرون بأن هذه رسالة من تركيا باعتقالها نازك من اللاذقية مدينة الأسد مفادها بأن تركيا لن تتهاون مع من يعتدي على أمنها أياً كان وأينما وجد.
وتعتبر هذه الاعترافات التي أدلى بها المتهم بتورط النظام السوري في الحادثة أوراق قوة في يد تركيا ضد الأسد ونظامه لملاحقته قانونياً، كما أنها تجعل موقف تركيا قوياً أما حلفاء الأسد روسيا وإيران.