رفع الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو دعوى قضائية ضد هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بتهمة التشهير، بعد نشرها مقالاً يذكر أن كييف دفعت 400 ألف دولار لترتيب لقاء يجمعه بالرئيس الأميركي دونالد ترمب العام الماضي (2017).
لقاء مع ترمب يُكلف الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو 400 ألف دولار!
وأقام الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو دعوى التشهير حول مقال نُشر في مايو/أيار 2018، وورد فيه أن كييف دفعت لمحامي ترمب الشخصي، مايكل كوهين، "بصورة سرية 400 ألف دولار على الأقل"؛ لترتيب جلسة "محادثات" بين بوروشنكو وترمب في بالبيت الأبيض في يونيو/حزيران 2017.
وتفيد الدعوى، التي رُفعت عن طريق مكتب محاماة بريطاني، بأن الخبر يضر بسمعة بوروشنكو "السياسية والتجارية" ويسبب له "ضائقة كبيرة وإحراجاً"، وأن مزاعم "الفساد الخطير" بحقه كانت مدمرة بشكل خاص؛ بسبب سعي "بوروشنكو للدفع باتجاه عدد من إجراءات مكافحة الفساد في أوكرانيا".
وقال متحدث باسم "بي بي سي"، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الهيئة "لا تستطيع التعليق على هذه القضية التي ما تزال جارية".
هيئة الإذاعة البريطانية اعتمدت "مصادر رفيعة"
واستندت مقالة هيئة الإذاعة البريطانية ، التي استُخدمت كذلك في تقرير تلفزيوني، إلى "مصادر في كييف قريبة من ذوي الصلة" بالأمر. وقالت إن "ضابط استخبارات أوكرانياً رفيع المستوى قال لـ(بي بي سي) هيئة الإذاعة البريطانية إن المبلغ سُدد؛ إذ إن سفارة كييف في واشنطن "تمكنت من الحصول على أكثر من مجرد صورة فوتوغرافية قصيرة تجمع الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو مع ترمب".
التقى بوروشنكو، دونالد ترامب بالبيت الأبيض في يونيو/حزيران 2017.
وسرت تكهنات قبل الاجتماع، بأن ترمب سيرفض مقابلة الرئيس الأوكراني. ولم تعلن واشنطن عن الجلسة مسبقاً -كما هو معتاد- وعندما جرى الحديث عنها، وصفها البيت الأبيض بأنها "لقاء سريع" مع الرئيس الأميركي.
كييف قلقة من تردد دونالد ترمب في الضغط على بوتين
وطوال 3 سنوات، هيمنت على العلاقات بين واشنطن وكييف جهود احتواء التمرد في شرق أوكرانيا المتهمة روسيا بدعمه.
تسبب النزاع في مقتل 10 آلاف شخص وبزيادة حدة التوتر بين الغرب والكرملين. وتشعر كييف بالقلق من أن دونالد ترمب غالباً ما يظهر متردداً في الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحل الأزمة.
وستجري في أوكرانيا انتخابات رئاسية في مارس/آذار 2018، يُتوقع أن يترشح فيها بوروشنكو الذي تولى منصبه عام 2014، لكنه لم يصدر بعدُ إعلاناً رسمياً بذلك.
وكان الفساد بين الأسباب الرئيسية التي دفعت الأوكرانيين إلى النزول للشوارع والإطاحة بالنظام المدعوم من الكرملين، أوائل عام 2014.
لكن المراقبين الأوكرانيين والغرب شككوا مراراً في مدى تصميم الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو على محاربة الفساد.