قام ممثل عن وزارة الخارجية الأميركية السبت بزيارة الأراضي الخاضعة لسيطرة الأكراد في سوريا فيما بدأت هذه الأقلية مفاوضات مع النظام السوري من أجل تحديد مستقبل هذه المناطق.
وزار ويليام روباك السبت بلدة شدادي التابعة لمحافظة الحسكة في شمال شرق البلاد بعد زيارة قام بها إلى مدينة عين العرب (كوباني) ومنبج في محافظة حلب (شمال) خلال الأيام الماضية.
كما من المقرر أن يزور خلال الأيام القادمة مناطق في محافظة دير الزور (شرق) حيث تتواجد قوات سورية الديموقراطية، وهي تحالف عربي كردي تدعمه واشنطن لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي موسكو، ذكرت وكالة الإعلام أن مسؤولاً روسياً كبيراً حذر الولايات المتحدة، اليوم السبت، من مغبة اتخاذ أي خطوات "طائشة" في سوريا.
ورداً على مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الذي تحدث عن رد فعل قوي محتمل لواشنطن في حالة وقوع هجوم كيماوي أو بيولوجي على محافظة إدلب السورية، قال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي "نحذر الأميركيين وحلفاءهم من اتخاذ خطوات طائشة مجدداً في سوريا".
ونقلت الوكالة عن ريابكوف قوله "نسمع إنذارات من واشنطن.. وهذا لن يفتر عزمنا على مواصلة سياستنا الرامية للقضاء الكامل على مراكز الإرهاب في سوريا وعودة هذا البلد إلى حياته الطبيعية".
وقال روباك أمام صحافيين خلال زيارته الشدادي "نحن مستعدون للبقاء هنا كما قال الرئيس (دونالد ترمب) بوضوح لضمان القضاء نهائياً على تنظيم الدولة الإسلامية" مضيفاً "سنبقى نركز على انسحاب القوات الإيرانية وعلى وكلائها أيضاً".
وانتقدت واشنطن مراراً تدخل طهران وحزب الله اللبناني أيضاً في النزاع السوري ومساندتهما لنظام دمشق.
وحققت القوات الحكومية السورية خلال العامين الأخيرين تقدماً ميدانياً كبيراً واستعادت زمام المبادرة ميدانياً على جبهات كثيرة في البلاد على حساب الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية في آن معاً، بفضل الدعم الجوي الروسي منذ أيلول/سبتمبر 2015 وبدعم من إيران وحزب الله اللبناني، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقوات سوريا الديمقراطية تتلقى دعماً أميركياً عبر التحالف الدولي
وسيزور روباك مناطق أخرى في المحافظة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، حسبما أعلن المكتب الإعلامي لهذا التحالف العربي الكردي.
وأثبتت قوات سوريا الديمقراطية التي تعد الوحدات الكردية عمودها الفقري فعالية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية خلال السنوات الأخيرة.
وطردته بدعم من التحالف الدولي الذي ينشر مستشارين إلى جانبها، من مناطق واسعة في شمال البلاد وشمال شرقها.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي تتلقى دعماً أميركياً عبر التحالف الدولي على نحو ثلاثين في المئة من مساحة البلاد، لتكون بذلك ثاني قوة مسيطرة على الأرض بعد الجيش السوري.
ومع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب مراراً رغبته بسحب قواته من سوريا، باعتبار أن مهمتها "تقترب من نهايتها"، يقول جيفير أوغلو "لا أحد يعرف ماذا سيحصل.. وهذه الصورة الضبابية تدفع بالأكراد للتفاوض بجدية أكبر (…) مع دمشق".
ويعول الأكراد بشكل أساسي في مفاوضاتهم مع دمشق على فكرة أنه لن يتم التعامل معهم مستقبلاً كما في الماضي.
وتأتي زيارة المسؤول الأميركي فيما بدأ الأكراد محادثات غير مسبوقة مع السلطات السورية من أجل تحديد مصير هذه الأراضي التي أقاموا فيها إدارتهم المركزية.
ولفت المسؤولون الأكراد إلى أن هذه المحادثات قد تكون طويلة وصعبة ولا يمكن الحصول على نتيجة مسبقاً.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي تتلقى دعماً أميركياً عبر التحالف الدولي على نحو ثلاثين في المئة من مساحة البلاد، لتكون بذلك ثاني قوة مسيطرة على الأرض بعد الجيش السوري.
ويعول الأكراد بشكل أساسي في مفاوضاتهم مع دمشق على فكرة أنه لن يتم التعامل معهم مستقبلاً كما في الماضي.
لكن تركيا وروسيا لهما توجه آخر داخل سوريا
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال أمس الجمعة إن الحل العسكري في محافظة إدلب شمال شرقي سوريا سيؤدي إلى كارثة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو.
وأضاف جاويش أوغلو "علينا مواصلة العمل (مع روسيا) لمواصلة وقف إطلاق النار (في سوريا)".
وشدد على أن حماية "مناطق خفض التوتر" في إدلب مهمة من الناحية الإنسانية وعلى صعيد مواجهة الإرهاب.
من جانبه، أشار لافروف إلى أن مباحثاته مع جاويش أوغلو أولت أهمية كبيرة لمستجدات القضية السورية.
وقال إن إدلب تحوي إلى جانب المدنيين عناصر مسلحة، تسعى إلى السيطرة على هذه المنطقة.
وأضاف أن "وزيرا الدفاع الروسي والتركي ناقشا هذه القضية خلال لقاء جمعهما اليوم، وأجهزة استخباراتنا على تواصل مستمر".