اتهمت جنوب إفريقيا الخميس 23 أغسطس/آب 2018، الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتأجيج التوترات العنصرية على أراضيها بعد تغريدة له عبّر فيها عن قلقه إزاء "مصادرة أراضٍ ومزارع وجرائم قتل على نطاق واسع" تستهدف -بحسب قوله- مزارعين بيضاً في البلاد.
سلسلة تغريدات تفتح "جبهة مواجهة" جديدة لترمب
وأشعلت تغريدة الرئيس الأميركي النقاش حول مشروع إصلاحي للأراضي مثير للجدل يهزّ جنوب إفريقيا التي لا تزال منقسمة بشدة بعد 25 عاماً على سقوط نظام الفصل العنصري.
وكتب ترمب على حسابه على موقع تويتر: "طلبت من وزير الخارجية مايك بومبيو دراسة عن كثب مصادرة أراضٍ ومزارع، ونزع ملكيتها وجرائم قتل مزارعين على نطاق واسع في جنوب إفريقيا".
وأضاف: "حكومة جنوب إفريقيا تصادر حالياً أراضي يملكها مزارعون بيض"، وذلك استناداً إلى حلقة تلفزيونية عن جنوب إفريقيا بثتها قناة "فوكس نيوز" المحافظة جداً.
وقبل الانتخابات العامة المرتقبة في 2019، يريد الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا تسريع عملية إصلاح الأراضي "من أجل تصحيح الظلم التاريخي الخطير" الذي ارتُكب بحق الأقلية السوداء في حقبة الاستعمار ونظام الفصل العنصري.
غضب جنوب إفريقيا وتصفه بـ"كاذب مرضي"
وسارعت سلطات بريتوريا للردّ على تغريدة الرئيس الأميركي. وكتبت الحكومة على حسابها على موقع تويتر: "جنوب إفريقيا ترفض بشكل كامل هذه الرؤية الضيقة التي لا تهدف سوى إلى تقسيم الأمة وتذكرينا بماضينا الاستعماري". وتعهدت الحكومة بأن يكون إصلاحها للأراضي "حذراً وشاملاً".
ونددت وزيرة الشؤون الخارجية لينديوي سيسولو بتصريحات ترمب "المؤسفة" التي ترتكز على "معلومات خاطئة" وطلبت "توضيحات" من واشنطن.
وقال رئيس حزب "محاربون من أجل الحرية الاقتصادية" (يسار متطرف) جوليوس ماليما للرئيس الأميركي: "لا تلمسوا الشؤون الجنوب إفريقية". وأضاف: "لا نخاف منك"، واصفاً إياه بأنه "كاذب مرضي".
ويهدف إصلاح رامافوزا إلى تصحيح الخلل في الأراضي في جنوب إفريقيا، حيث تملك الأقلية البيضاء (8% من الشعب) 72% من المزارع، مقابل 4% للغالبية السوداء (80% من السكان)، بحسب الحكومة.
ولتصحيح ذلك قرر الرئيس مصادرة أراضي المزارعين الكبار من دون تعويضهم ولذلك يريد تعديل الدستور. ويدور نقاش حالياً إلا أن -وبعكس ما قال ترامب- المشروع لم يُنفذ بعد.
مقتل 74 مزارعاً "غالبيتهم من البيض"
ويرحّب العديد من السود بإصلاح رامافوزا، بينما عبّر البيض عن قلقهم علناً. ويخشون تكرار عمليات الطرد العنيفة التي ارتكبت بحق مزارعين بيض في مطلع سنوات الألفين في زيمبابوي المجاورة من جانب نظام روبرت موغابي.
وتندد الأقلية البيضاء أيضاً بأعمال العنف التي يتعرض لها مزارعون بشكل منتظم في المناطق الريفية في البلاد.
وبحسب الشرطة، قُتل 74 مزارعاً بين عامي 2016 و2017 في جنوب إفريقيا غالبيتهم من البيض، بحسب منظمة "إفريفوروم" التي تدافع عن هذه الأقلية.
واتهم الرئيس رامافوزا، أمس الأربعاء، منظمة "إفريفوروم" بـ"نشر الأكاذيب والشائعات" عبر تأكيدهم "إلى الخارج أن المؤتمر الوطني الإفريقي يريد الشروع في "عمليات مصادرة جماعية".
في المقابل، رحّب مدير المنظمة التي قام وفد منها بجولة ترويجية في الولايات المتحدة مؤخراً، بتدخل دونالد ترمب. وصرّح كالي كرييل لوكالة فرانس برس: "نحن نحتاج دعماً دولياً لتجنّب أن يعتمد قادتنا سياسة اقتصادية كارثية كتلك التي رأيناها في فنزويلا وزيمبابوي".
وفي آذار/مارس الماضي، أثارت مسألة الأراضي الحساسة جداً جدلاً بين جنوب إفريقيا وأستراليا. وقد واجه وزير في حكومة كانبيرا انتقادات شديدة من جانب بريتوريا بسبب عرض استقبال المزارعين البيض من جنوب إفريقيا الذين اعتبر أنهم "مضطهدون" في بلدهم.
__________________
اقرأ أيضاََ
أسواق المال ستنهار والجميع سيصبحون فقراء.. ترمب ملوِّحاً بما سيحدث إذا تم عزله من رئاسة أميركا
هل سيحاكَم ترمب بعد شهادة محاميه مايكل كوهين؟.. إليك ما قاله الدستور الأميركي في هذه الحالة