يثير حضور الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حفل زواج وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل (المحسوبة على اليمين المتطرف) بلبلة في النمسا، التي تتولى حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي.
وقالت وكالة سبوتنيك الروسية الأربعاء 15 أغسطس/آب 2018، إن الرئيس فلاديمير بوتين سيذهب إلى العاصمة النمساوية فيينا لحضور حفل زفاف وزيرة الخارجية النمساوية، كارين كنايسل ؛ تلبيةً لدعوة تلقاها منها.
وأكد الكرملين قبول بوتين الدعوة لحضور العرس قبل لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مساء السبت 18 أغسطس/آب 2018، قرب برلين.
وتساءل زعيم الاشتراكيين الديمقراطيين المعارض أندرياس شيدر: "كيف يمكن أن تلعب الرئاسة النمساوية للاتحاد الأوروبي مثلما تدَّعي دور الوسيط النزيه (بين موسكو ودول الاتحاد) إذا كانت وزيرة الخارجية والمستشار اختارا بوضوحٍ معسكرهما؟".
ووصفت النائبة الأوروبية عن الحزب الاشتراكي إيفلين ريجر الأمر بأنه "استفزاز" و"معيب" لصورة النمسا.
ودعا حزب الخضر المعارض إلى استقالة الوزيرة، معتبراً أن "بوتين هو الخصم اللدود للاتحاد الأوروبي في السياسة الخارجية".
وعُيِّنت كنايسل (55 عاماً)، وزيرة للخارجية عن حزب الحرية اليميني المتطرف الذي لا تنتمي إليه رسمياً، وهي ستتزوج السبت 18 أغسطس/آب 2018، رجل الأعمال ولفغانغ ميلنغر (54 عاماً) في قرية قرب غراتز، بجنوب النمسا.
أُعلن في البداية أن الزيارة ذات طابع شخصي، لكن صُنفت على أنها زيارة عمل
أُعلن في البدء أن زيارة بوتين ذات طابع "شخصي" رغم أنها تستدعي استنفار مئات الشرطيين، لكن الوزارة أعادت تصنيفها على أنها "زيارة عمل" وإن لم يعلن عن لقاء مع الصحافة بعد.
ويحضر حفل الزواج كذلك، المستشار المحافظ سيباستيان كورتز، ونائبه هانز كريستيان شتراخه.
وسبق أن عقد حزب الحرية النمساوي في 2016 اتفاق تعاون مع حزب روسيا الموحدة بزعامة بوتين.
واعترضت كييف على هذا التطور، وقالت إنه يعني أن النمسا لم تعد جزءاً من عملية مينسك لإقرار السلام في أوكرانيا.
وأكدت وزارة خارجية النمسا أن زيارة بوتين لا تغير شيئاً في "موقف النمسا بالسياسة الخارجية".
ولكن صحيفة "كرونين تسايتونغ" كتبت أن بوتين "لا يأتي لأنه صديق لوزيرة الخارجية وإنما لحسابات سياسية" بهدف إضعاف الاتحاد الأوروبي.
وقالت وسائل الإعلام إن بوتين سترافقه جوقة من المغنين القوزاق.
وكنايسل، البالغة من العمر 53 عاماً، كان والدها هو الطيار الخاص للملك الأردني الراحل الحسين بن طلال، وقضت في الأردن جانباً من طفولتها. وتتزوج كنايسل رجل الأعمال فولفغانغ مايلينغر، الذي لن يكون زوجها الأول.
واختارها حزب الحرية اليميني المتطرف في 18 ديسمبر/كانون الأول 2017، لتكون وزيرة للخارجية في الحكومة التي يشارك فيها مع حزب الشعب المسيحي المحافظ، وهي محل انتقاد؛ بسبب مواقفها التي تسخر من المهاجرين.
حصلت عام 1989 على منحة فولبرايت الأميركية، التي أتاحت لها مواصلة أبحاثها 3 سنوات في مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون في واشنطن، ثم حصلت عام 1992 على درجة الدكتوراه من جامعة فيينا.
وتتحدث وزيرة الخارجية النمساوية -فضلاً عن الألمانية لغتها الأم- 7 لغات أخرى، هي: الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والعربية والإيطالية والعبرية والمجرية.