أعلن مجلس "سوريا الديمقراطية" الذراع السياسية لقوات "سوريا الديمقراطية" المدعومة من أميركا، اليوم السبت 28 يوليو/تموز 2018، عن تشكيل لجان بينه وبين نظام بشار الأسد، لتطوير المفاوضات بين الطرفين بهدف وضع خارطة طريق تقود إلى حكم "لامركزي" في البلاد.
وتُعد هذه المحادثات الأولى الرسمية العلنية بين مجلس "سوريا الديمقراطية" والنظام، لبحث مستقبل مناطق الإدارة الذاتية للأكراد في الشمال السوري، في خطوة تأتي بعدما استعاد النظام مناطق واسعة من البلاد خسرها في بداية النزاع المستمر منذ 2011.
تفاوض دون شروط
وجاءت زيارة الوفد إلى دمشق التي بدأت الخميس الفائت بدعوة من الحكومة السورية، وفق بيان صدر اليوم السبت عن المجلس، ونشره على حسابه على فيسبوك، وأعلن المجلس في بيانه أن هدف اللقاء هو "وضع الأسس التي تمهد لحوارات أوسع وأشمل لحل كافة المشاكل العالقة".
وأسفر اجتماع عُقد الخميس الفائت، بحسب البيان عن "اتخاذ قرارات بتشكيل لجان على مختلف المستويات لتطوير الحوار والمفاوضات، وصولاً إلى وضع نهاية للعنف والحرب التي أنهكت الشعب والمجتمع السوري من جهة، ورسم خارطة طريق تقود إلى سوريا ديمقراطية لامركزية".
ولم يوضح البيان عدد اللجان أو موعد تشكيلها أو مضمونها، كما لم يحدد مواعيد أي محادثات مقبلة.
وضم وفد مجلس "سوريا الديمقراطية"، قيادات سياسية وعسكرية برئاسة إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية.
وكان الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار، قال يوم الجمعة الفائت، إنه ليس لدى المجلس "أي شروط مسبقة للتفاوض"، موضحاً أن المباحثات ستركز بالدرجة الأولى على "الجانب الخدمي في مناطق الشمال السوري، على أن تتم مناقشة الوضع السياسي والعسكري تبعاً لمجريات المحادثات".
كما قال العضو الكردي في مجلس الشعب السوري عمر أوسي إن المحادثات "هي الأولى العلنية مع حكومة دمشق".
ثاني أقوى قوة عسكرية بسوريا
وبعد عقود من التهميش، تصاعد نفوذ الأكراد في سوريا مع انسحاب قوات النظام تدريجياً من مناطقها في العام 2012، ليعلنوا لاحقاً الإدارة الذاتية ثم النظام الفدرالي قبل نحو عامين في منطقة "روج آفا" (غرب كردستان).
وتضم هذه المنطقة الجزيرة (محافظة الحسكة)، والفرات (شمال وسط، تشمل أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة)، وعفرين (شمال غرب) التي باتت منذ أشهر تحت سيطرة قوات تركية وفصائل سورية موالية لها.
وتسيطر قوات "سوريا الديمقراطية" التي تعد الوحدات الكردية عمودها الفقري على نحو 30 في المئة من مساحة البلاد تتركز في الشمال، لتكون بذلك ثاني قوة مسيطرة على الأرض بعد جيش النظام.
وبقيت المواجهات العسكرية على الأرض بين قوات النظام والمقاتلين الأكراد نادرة. وتصر دمشق على استرداد كافة مناطق البلاد بما فيها مناطق الأكراد، إلا أن وزير الخارجية السورية وليد المعلم أعرب العام الماضي عن استعداد دمشق الحوار مع الأكراد حول إقامة "إدارة ذاتية".
وتأخذ دمشق على المقاتلين الأكراد تحالفهم مع واشنطن، التي قدمت لهم عبر التحالف الدولي غطاء جوياً لعملياتهم العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية ودعمتهم بالتدريب والسلاح والمستشارين على الأرض.
وكان الأسد وضع الأكراد في وقت سابق أمام خيارين، المفاوضات أو الحسم العسكري.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واقرأ أيضاً:
أما وقد بدأ التفاوض على مستقبل سوريا.. هل يرضخ الأسد للأكراد إرضاء لواشنطن ويقبل بالخارطة الجديدة؟