يُكرِّر الجيش الأميركي وعداً بالإبقاء على الممرات المائية في الخليج مفتوحةً أمام ناقلات النفط في وقتٍ جدَّدَت فيه إيران تهديداتها بإغلاق المنطقة.
وقال النقيب بيل أوربان، وهو مُتحدِّثٌ باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي، لوكالة Associated Press الأميركية، الأربعاء 4 يونيو/حزيران، إن البحَّارة الأميركيين وحلفاءهم الإقليميين "مستعدون لضمانِ حرية الملاحة والتدفُّق الحر للتجارة أينما يسمح القانون الدولي بذلك".
وطَرَحَ الرئيس الإيراني حسن روحاني، الثلاثاء 3 يونيو/حزيران، أن إيران بمقدورها إيقاف الصادرات الإقليمية إذا مُنِعَت من تصدير النفط بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع القوى العالمية.
وكان إسماعيل كوثري القائد بالحرس الثوري الإيراني قال إن طهران ستمنع مرور شحنات النفط في مضيق هرمز بالخليج إذا حظرت الولايات المتحدة مبيعات النفط الإيراني.
قاسم سليماني لروحاني: أنا في خدمتك
أما الجنرال قاسم سليماني فأشاد بتصريحات روحاني، قائلاً: إنه مستعد لتطبيق مثل تلك السياسة إذا لزم الأمر، على الرغم من خلاف الرجلين حول الكثير من الملفات، لكن التصعيد ضد واشنطن وحد وجهات نظرهما.
وقال سليماني، قائد العمليات الخارجية بالحرس الثوري الإيراني، في رسالة نشرتها وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا): "أقبّل يدك (موجهاً كلامه لروحاني) للإدلاء بمثل هذه التصريحات الحكيمة التي جاءت في وقتها، وأنا في خدمتك لتطبيق أي سياسة تخدم الجمهورية الإسلامية".
وقال روحاني، ، مخاطباً ترمب: "إذا كنتم تستطيعون وقف صادراتنا النفطية فافعلوا وسترون نتيجة ذلك".
وأضاف: "زعم الأميركيون أنهم يريدون وقف صادرات النفط الإيرانية بالكامل. إنهم لا يفهمون معنى هذا التصريح؛ لأنه لا معنى لعدم تصدير النفط الإيراني بينما يجري تصدير نفط المنطقة".
وحين سُئل خلال مؤتمر صحفي في برن، إذا كانت التعليقات تمثل تهديداً بالتدخل في شحنات الدول المجاورة، أجاب روحاني قائلاً: "افتراض أن إيران ستُصبح المنتج الوحيد غير القادر على تصدير نفطه افتراض خاطئ.. الولايات المتحدة لن تستطيع أبداً قطع إيرادات إيران من النفط".
جاءت تصريحات روحاني في الوقت الذي تُخطط فيه إيران لعقد اجتماع في وقت لاحق هذا الأسبوع، مع وزراء خارجية القوى العالمية الخمس، التي ما زالت تشارك في الاتفاق المبرم عام 2015، والذي وافقت طهران بموجبه على تقييد برنامجها النووي، في مقابل رفع عقوبات اقتصادية عنها. وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، في مايو/أيار الماضي، وتقول: إنها تعتزم الآن فرض عقوبات أشد.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، يوم الثلاثاء الماضي: إن الولايات المتحدة طلبت من الدول وقفَ جميع واردات الخام الإيراني، من نوفمبر/تشرين الثاني، مستبعداً أن تمنح واشنطن أي استثناءات.
وقال روحاني أمام حشد من الإيرانيين المقيمين في سويسرا: "إذا كنتم (أيها الأميركيون) تستطيعون، فافعلوا، وسترون نتيجة ذلك".
.. والسعودية مستعدة لتعويض السوق بالنفط الإيراني المحظور
وأكّدت السعودية، الثلاثاء، أنها على استعداد لزيادة إنتاجها من النفط "عند الحاجة"، عبر "استخدام طاقتها الإنتاجية الاحتياطية"، التي تُقدَّر بنحو مليوني برميل، وذلك بهدف المحافظة على استقرار السوق، حسبما أعلن مجلس الوزراء.
والأحد، أكدت إيران عزمَها "إفشال" الخطة الأميركية لمنعها من بيع نفطها في الخارج، وحذَّرت السعودية من السعي للحلول مكانها في السوق النفطية.
وقال إسحاق جهانغيري، النائب الأول للرئيس الإيراني في خطاب نقله التلفزيون الإيراني الرسمي: "بالتأكيد سنقوم بما يلزم لإفشال هذا الطرح الأميركي، القائم على محاصرة النفط الإيراني".
وأضاف: "في هذه المواجهة، فإن أي دولة تريد أخذ مكان إيران في السوق النفطية، ستكون كمن يرتكب الخيانة العظمى بحق الأمة الإيرانية (…)، وستدفع بالتأكيد يوماً ثمنَ هذه الخيانة".
وكانت إيران والسعودية قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية عام 2016، وهما تتواجهان بشكل غير مباشر في مناطق عدة من الشرق الأوسط. والدولتان عضوان في منظمة أوبك، التي اتَّفقت دولها، في الثاني والعشرين من يونيو/حزيران الماضي، على زيادة إنتاجها بمليون برميل يومياً، للحدِّ من ارتفاع أسعار النفط.