قبل مباراة المنتخب الوطني الإيراني مع منتخب البرتغال الإثنين 25 يونيو/حزيران 2018، صرح العميد هادي شيرزاد، رئيس إدارة الشرطة الدولية (الإنتربول) التابعة لوزارة الداخلية الإيرانية، بأن بلاده أرسلت 5 ضباط من جهاز الشرطة إلى روسيا؛ لمساعدة الشرطة الروسية في حماية المشجعين الإيرانيين بكأس العالم 2018.
يقول العقيد شيرزاد، في مقابلته مع وكالة تسنيم الإخبارية: "إننا وجدنا آن الآلاف من الإيرانيين ذهبوا لتشجيع منتخبهم الوطني في روسيا، ومن هنا جاءتنا فكرة إرسال ضباط إيرانيين؛ لحمايتهم ومساعدتهم في أي صعوبات".
ليسوا مخابرات بل حرس ثوري
لكن، يبدو أن هناك مخاوف تملكت البعض من ذلك الأمر، فيقول المحامي الحقوقي نيما حميدي، لـ"عربي بوست": "سمعنا أن هؤلاء الضباط هم من الحرس الثوري والمخابرات، ونخشى أن يكون وجودهم في روسيا بغرض جمع المعلومات عن المشجعين الإيرانيين، خاصة النساء منهم، وتقديم تقارير أمنية للجهات المختصة".
الأمر تعدى كونه مخاوف بالنسبة إلى "نازنين" الناشطة النسوية الإيرانية، خاصة بعد تصريح العميد شيرزاد بأن هؤلاء الضباط يتولون القيادة الكاملة للقضايا الأمنية.
فتقول نازنين لـ"عربي بوست": "أتوقع حالات اعتقال المشجعات الإيرانيات ممن أقدموا على الظهور من دون حجاب في روسيا، فأمر وجود هؤلاء الضباط في روسيا والتصريح بذلك مقلق للغاية".
ووفقاً للعميد شيرزاد، فوجود الضباط الإيرانيين في روسيا له هدف آخر؛ وهو تبادل الخبرات مع الشرطة الروسية، كما أوضح أيضاً أن وجود الضباط الإيرانيين في روسيا تم قبل بداية كأس العالم وسيستمر حتى نهايتها.
من بين الدول المشاركة في كأس العالم روسيا لسنة 2018، تعد إيران الدولة الوحيدة التي تمنع نساءها من دخول ملاعب كرة القدم.
ما حدث لم يكن مفاجئاً للسلطات الإيرانية، فنساء قرية شهيدجان، يتابعن منذ عشر سنوات المباريات التي تدور في نطاق المسابقات الكروية المحلية على الملاعب الترابية، وهو ما يظهر تحديهن القديم لقرار الحظر.
ومحافظة بوشهر الواقعة في جنوب غرب البلاد يتواجد بها المفاعل النووي الشهير، وهي إحدى المحافظات الإيرانية التي يشكل العرب جزءاً من تركيبتها السكانية.
في مطلع شهر أبريل/نيسان 2018، تطرقت صحيفة "صبح نو" الإيرانية في أحد تقاريرها إلى القرية. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت هذه القرية مشهورة، نظراً لجرأة سكانها الذين لم يخشوا مواجهة قرار تفرضه السلطات الإيرانية منذ سنة 1981.
رئيسة النادي ممنوعة من متابعة مباريات فريقها
في المقابل، فإن رئيسة نادي بادران طهران، شوهره موسوي، التي تعتبر أول امرأة تترأس نادي كرة قدم في إيران، ممنوعة من دخول الملاعب، حسب تقرير لصحيفة عن صحيفة Spiegel الألمانية.
وعلى الرغم من أن ملعب "آزادي" في العاصمة طهران، فيه مكان مخصص لموسوي مفصول عن بقية المدرجات، وتحديداً في المكان الخاص بالشخصيات المهمة، إلا أن موسوي لا تستطيع حضور المباريات.
بل وصل الأمر إلى أنها تعرضت، في عدة المناسبات، للطرد من قبل قوات أمن الملعب، حسبما صرحت لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا".
وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، أرادت موسوي حضور مباراة ثمن نهائي كأس إيران، التي جمعت ناديها بنادي برسبوليس، لكنها لم تتمكن من تحقيق رغبتها.
زهراء مجنونة الكرة تتنكر لدخول المدرجات
المفارقة أن النساء اللاتي يذهبن إلى الملاعب، في باقي أنحاء البلاد بما في ذلك العاصمة طهران، يتنكرن في هيئة الرجال بهدف تضليل الأمن.
اضطرت إحدى المشجعات وتدعى زهرة كوشنافاز، إلى التنكر أحيانا بلحية مزيفة، ولكن لم تتوان هذه الشابة عن نشر صورها في الملعب عبر حسابها على إنستغرام.
وخلال شهر يناير/كانون الثاني 2018، حضرت امرأة بلحية مزيفة مباراة لنادي استقلال طهران.
أما في مطلع شهر مارس/آذار 2018، فاعتقلت قوات الأمن الإيرانية العديد من النساء، اللاتي تابعن مباراة الديربي بين نادي برسبوليس واستقلال طهران، والتي حضرها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو.
وفي ذلك الوقت، لم ينتقد إنفانتينو عملية اعتقال المشجعات ولا قضية منع النساء الإيرانيات من دخول ملاعب كرة القدم.
السعودية سبقت إيران في السماح للمرأة بدخول الملاعب
وتعد إيران الدولة الوحيدة التي تمنع نساءها من دخول ملاعب كرة القدم، وهي من بين الدول المشاركة في كأس العالم القادمة، بعد أن رفعت السعودية الحظر عن دخول المرأة إلى الملاعب.
فقد أعطى رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية تركي آل الشيخ في أكتوبر/تشرين الأول 2017 إشارة البدء بإعداد ثلاثة ملاعب لدخول العائلات، ما يفتح الطريق أمام السماح للنساء بدخول مدرجات الملاعب الرياضية.
وبناء على ذلك، أصبحت السعودية، التي كان ينظر إليها العديد من الإيرانيين بشكل سلبي بسبب حظر قيادة المرأة للسيارة وغلق دور السينما سابقاً، أكثر تقدماً من إيران على المستويين الاجتماعي والسياسي – حسب وصف الصحيفة الألمانية -.
وهناك بعض الرياضات المحرمة على المرأة
لا يرى الإيرانيون بصيص أمل يبشر بتغيّر الأوضاع في بلادهم، في الوقت الحالي، حسب الصحيفة.
فعلى الرغم من أن بعض الصحف الإيرانية دعت إلى رفع حظر دخول الملاعب على المرأة، إلا أن الوضع بقي على حاله.
ومنذ سنة 2012، تعتبر ممارسة الكرة الطائرة من المحرمات بالنسبة للنساء الإيرانيات.
وعلى خلفية ذلك، منع الاتحاد الدولي للكرة الطائرة سنة 2015، إيران من استضافة كأس العالم للكرة الطائرة تحت 15 سنة.