تأسست جمهورية تركيا الحديثة على أنقاض السلطنة العثمانية لتصبح دولة مهمة استراتيجياً تحدها اليونان غرباً وإيران شرقاً.
ويحكم حزب الرئيس رجب طيب أردوغان البلاد منذ العام 2002. وأشرف الرئيس مذاك على أكبر تغييرات شهدتها البلاد منذ تأسيس تركيا الحديثة في 1923.
لكن في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأحد، سيواجه أردوغان وحزبه أكبر اختبار عبر صناديق الاقتراع.
نعم مبكرة! وقبل عام ونصف من موعدها الأساسي، وهي الأهم في تاريخ #تركيا المعاصر.. لكن ما الأسباب التي دفعت #أردوغان للتبكير بالانتخابات؟
يبدو أن ما يفعله أردوغان يعطي فرصة لحزبه للمحاولة من جديد لكنه قد يضع تركيا في حالة من عدم اليقين #الانتخابات_التركية pic.twitter.com/eKF0UG09g6
— عربي بوست (@arabic_post) June 22, 2018
في ما يلي خمس حقائق عن تركيا:
على أنقاض السلطنة العثمانية
في ذروة مجدها، حكمت السلطنة العثمانية أراضي تمتد من البلقان حتى السعودية الحديثة بما في ذلك الأماكن الإسلامية المقدسة.
لكن السلطنة عانت لقرون من الضعف إلى أن انتهت بالهزيمة التي لحقت بها في الحرب العالمية الأولى التي حاربت خلالها إلى جانب الإمبراطورية الألمانية.
وبعد حرب استقلال، نجح قادة عسكريون أتراك بينهم مصطفى كمال أتاتورك، في تأسيس دولة حديثة ممتدة من منطقة تراقيا حتى بلاد الرافدين مؤذناً بتأسيس الجمهورية التركية في 1923.
وفي عهد أردوغان، سعت تركيا إلى إحياء نفوذها من الحقبة العثمانية في الشرق الأوسط، تحديداً في سوريا والعراق إلى جانب البلقان وإفريقيا.
ديمقراطية علمانية غربية
دفع أتاتورك الذي بقي أول رئيس لتركيا حتى وفاته في 1938، ببلاده نحو الغرب وجعل العلمانية من مبادئها الأساسية.
وعرفت تركيا الديمقراطية المتمثلة بالتعددية الحزبية في 1946. وفي عهد عصمت إينونو الذي خلف أتاتورك، أعلنت حيادها خلال الحرب العالمية الثانية.
في 1952، انضمت إلى حلف شمال الأطلسي إلى جانب اليونان التي كانت خصماً رئيسياً لها وذلك بدعم قوي من الولايات المتحدة التي كانت تسعى إلى إبعاد أنقرة عن محور الاتحاد السوفياتي.
واليوم، يتهم معارضو أردوغان الرئيس بأسلمة البلد وإبعاده عن الغرب. لكن أردوغان يصر على أنه ملتزم إبقاء تركيا جمهورية علمانية في الحلف الأطلسي.
انقلابات
أطاحت المؤسسة العسكرية النافذة في تركيا بالحكومات المتعاقبة على البلاد في 1960 و1971 و1980.
وأعقب انقلاب العام 1960 إعدام رئيس الوزراء عدنان مندريس – المثل الأعلى لأردوغان — ووزيرين.
بعد وصوله إلى السلطة، قلم أردوغان أظافر الجيش في محاولة للحد من تدخلاته في السياسة. لكن في تموز/يوليو 2016، نجا من محاولة انقلاب نفذها فصيل متمرد في الجيش.
وأصر أردوغان على أن حليفه السابق الداعية الإسلامي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، هو من خطط للانقلاب الفاشل. لكن الأخير نفى مراراً أي صلة له بالمحاولة.
وأعلن أردوغان لاحقاً حالة الطوارئ التي اعتقل بموجبها نحو 55 ألف شخص في إطار عملية تطهير غير مسبوقة. وتعهد هو والمعارضة على حد سواء برفع حالة الطوارئ بعد الانتخابات.
استضافة اللاجئين
سعت الدولة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 80 مليون نسمة إلى تعزيز نفوذها. وبينما عارضت نظام الرئيس بشار الأسد بشدة خاصة في الفترة الأولى من اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، عملت لاحقاً عن قرب مع حليفته الأبرز روسيا لإنهاء النزاع.
واستقبلت تركيا نحو 3,5 مليون لاجئ سوري يعيشون تحديداً في جنوب شرق البلاد وإسطنبول إلى جانب أعداد أقل من العراقيين والأفغان.
وفي 2016، وقعت اتفاقاً للحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا بعدما عبر قرابة مليون شخص بحر إيجه عبر تركيا في 2015. وعزز الاتفاق آمال أنقرة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إلا أن العملية واجهت عراقيل عدة مذاك.
ومنحت تركيا جوازات سفر لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين لكن المعارضين يشيرون إلى أن الدولة لا تملك استراتيجية للتعامل مع تواجدهم طويل الأمد.
"المشكلة الكردية"
أجبرت الأقليات في ما يعرف حالياً بتركيا الحديثة على المغادرة في القرن العشرين حيث لم تبق إلا قلة قليلة منهم اليوم.
ويؤكد الأرمن أن قتل أجدادهم بأيدي قوات السلطنة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى كان حملة "إبادة جماعية"، وهو مصطلح ترفضه تركيا بشدة. وغادر معظم اليونانيين البلاد في عمليات تبادل للسكان جرت عام 1923.
لكن أكبر أقلية عرقية في تركيا مكونة من الأكراد الذين يشكلون خمس السكان ويشكون باستمرار من حرمانهم من حقوقهم في إطار ما يصفونها بـ"المشكلة الكردية".
وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح في 1984 في تمرد خلف عشرات آلاف القتلى.
وفي السنوات الأولى من عهده، قام أردوغان بخطوات غير مسبوقة لمنح الأكراد مزيداً من الحقوق وفتح محادثات مع حزب العمال الكردستاني. لكن وقف إطلاق النار بين الطرفين انهار في 2015.