بدا أن المفوضية العليا للانتخابات العراقية أصبحت بين المطرقة والسندان بعد حريق مخازنها في العاصمة العراقية بغداد، تقرير وزارة الداخلية أشار إلى تورُّط جهات غير معروفة ترتبط بالأحزاب السياسية، التي تعتبر الأقرب إلى إيران، وضلوعها في الحريق.
مصادر مقرَّبة من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قالت إنه من المفترض أن يكشف في الاجتماع المرتقب لقادة الأحزاب السياسية في العراق، الذي سيُعقد قريباً، عن نتائج تقرير الأدلة الجنائية في حريق مخازن مفوضية الانتخابات وأسماء الجهات التي تقف وراء حادثة الحريق.
وقال المصدر لعربي بوست، إن "العبادي سيكشف أمام قادة الأحزاب السياسية نتائج التحقيقات في التلاعب بنتائج الانتخابات البرلمانية، التي جرت في 12 مايو/أيار، وأيضاً تقرير الأدلة الجنائية في حريق مخازن مفوضية الانتخابات في العاصمة بغداد الرصافة، مستدركاً بالقول إن العبادي سيفاجئ جميع الحاضرين، ويكشف عن الجهات المتورِّطة في تزوير نتائج الانتخابات واحتراق مخازن المفوضية".
العبادي كان قد دعا الأحزاب السياسية، الأسبوع الماضي، إلى اجتماع للاتفاق على أسس حماية البلاد، وضمان سلامة العملية السياسية، والاتفاق على آليات محددة للتسريع من انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد، وتشكيل الحكومة العراقية المقبلة.
وأشار المصدر أن الاجتماع الذي دعا له العبادي، الذي حظي بترحيب الأحزاب السنية والكردية والشيعية، سيتناول أيضاً النقاش حول قرار المحكمة الاتحادية بشأن قرار مجلس النواب بتعديل قانون الانتخابات.
17 مشتبهاً بهم بحريق مخازن الانتخابات
إلى ذلك أعلنت لجنة تقصِّي الحقائق النيابية عن اعتقال 9 من أصل 17 مشتبهاً بهم، باحتراق صناديق الاقتراع في مخازن مفوضية الانتخابات العراقية.
عضو اللجنة العليا للانتخابات عبدالكريم عبطان، قال لـ"عربي بوست"، إن "لجنة تقصي الحقائق في البرلمان العراقي سلَّمت معلومات خطيرة بشأن احتراق صناديق الاقتراع في مخازن المفوضية إلى اللجنة الحكومية المكلفة بالتحقيق، التي أصدر القضاء العراقي في إثرها مذكرات قبض بحق 17 مشتبهاً للتحقيق معهم، والكشف عن الجهات التي تقف خلفهم.
وبشأن الجهة المتورِّطة في حريق مخازن المفوضية، أشار عبطان إلى أنه "لا يمكن توجيه اتهام لأي جهة جزافاً، ما لم ينته التحقيق بالقضية، وأن الحريق تم بفعل فاعل، لأن لجنة التحقيق عثرت على آثار البنزين المستخدم، إضافة لأن كاميرات المراقبة تم تعطيلها قبل ساعة من الحادث.
وتابع عبطان أن "لجنة تقصِّي الحقائق النيابية ستكشف عن تقريرها النهائي الذي يحتوي على معلومات ووثائق بشان احتراق مخازن المفوضية أمام مجلس النواب العراقي والرأي العام.
الحشد الشعبي يشتبه أنه أشعل حريقاً في مخازن المفوضية
الحشد الشعبي، المؤسسة العسكرية التي ظهرت إثر اجتياح تنظيم داعش الإرهابي للمدن العراقية سنة 2014، وتعتبر ذراع الجيش العراقي في مواجهة التنظيمات الإرهابية أصبحت المشتبه به في احتراق مخازن مفوضية الانتخابات.
إذ قال مسؤول عراقي، رفض ذكر اسمه لـ"عربي بوست"، إن "المقبوض عليهم بينهم حراس وموظفون في مفوضية الانتخابات العراقية، اثنان من المشتبه بهم يتبع أحد الفصائل المسلحة في الحشد الشعبي".
وأضاف "قد يكون تحالف الفتح الجناح السياسي للحشد الشعبي له يد، ومتورطاً في احتراق مخازن المفوضية، خاصة بعد الاتهامات التي وُجهت من قبل بعض السياسيين إلى مرشحي الفتح بالتلاعب، وتزوير نتائج الانتخابات العراقية.
ولفت المسؤول العراقي إلى أن "صناديق الانتخابات التي احترقت في المخازن تحتوي على أوراق اقتراع الناخبين في مناطق مدينة الصدر والشعب والعبيدي وشارع فلسطين والكرادة في جانب الرصافة من العاصمة العراقية بغداد.
ويذكر أن حريقاً اندلع في 10 يونيو/حزيران 2018، بعد أيام من إعلان نتائج الانتخابات العراقية، شمل صناديق الاقتراع والأجهزة الإلكترونية الخاصة بمكتب انتخابات بغداد الرصافة.