دعا زعيم التيار الصدري الشيعي، مقتدى الصدر، الجمعة 8 يونيو/حزيران 2018، وزارة الداخلية العراقية إلى نزع السلاح من المدنيين والفصائل المسلحة وحصرها بيد "حكومة أمينة".
وقال الصدر في بيان، إنه "من منطلق تقوية الدولة العراقية، وتكريساً لتقوية الجيش والشرطة حصراً، أدعو للبدء بحملة نزع السلاح وتسليمه إلى الدولة العراقية". وأضاف: "لإبداء حسن النية، أدعو القوات العراقية لبدء الحملة بعد العيد لإعلان مدينة (حي) الصدر، منزوعة السلاح، ثم التعميم إلى باقي المناطق".
وحي "الصدر"، المعروف محلياً بمدينة الصدر، شرق بغداد، يعتبر معقل مؤيدي مقتدى الصدر، وهي منطقة شعبية تقطنها غالبية شيعية.
وشدد الصدر على ضرورة أن يلتزم الجميع بتسليم السلاح من دون أي نقاش. وتابع: "لا أريد أن يكون المستجيب فقط التيار الصدري؛ بل جميع الشعب بكل انتماءاتهم وفصائلهم، وألّا يكون هذا المشروع استهدافاً للتيار، كما هو حال استهدافهم في كل الموارد السياسية والعسكرية والاقتصادية".
واقترح الصدر أن يباع السلاح الذي يتم جمعه، بهدف إعمار المناطق الفقيرة. وطالب بضرورة أن "توفر وزارة الداخلية الأجواء الأمنية المناسبة لذلك، وإلا فلا معنى لنزع السلاح مع عدم توفير الأمان للأهالي في أي مكان".
وزارة الداخلية ترحب بدعوة الصدر
من جانبها، رحَّبت وزارة الداخلية بدعوة الصدر. وقالت في بيان لها مساء الجمعة 8 يونيو/حزيران 2018، إنها ستعمل على نزع السلاح غير القانوني بجميع أرجاء البلاد.
وتأتي هذه الدعوة عقب انفجار مخزن للذخيرة، الأربعاء 6 يونيو/حزيران 2018، في مدرسة بـ"حي الصدر"، حسب بيان للجيش. وأسفر الانفجار عن مقتل 10 أشخاص وإصابة عشرات آخرين، فضلاً عن تدمير منازل محيطة بموقع الحدث، وفق مصادر طبية.
ورجَّح نشطاء عراقيون على شبكات التواصل الاجتماعي أن تكون الذخيرة لـ"سرايا السلام"، التابعة للصدر، وهو أحد فصائل الحشد الشعبي الشيعية (تابعة للحكومة العراقية)، في حين لم يؤكد الفصيل أو ينفِ مسؤوليته عن ذلك.
ومن المنتظر أن تبدأ الحكومة بنزع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من الفصائل الشيعية ضمن قوات الحشد الشعبي، بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي.
وتضخَّم نفوذ وقوة فصائل الحشد الشعبي، على مدى 3 سنوات من قتالها إلى جانب القوات العراقية ضد تنظيم داعش بين عامي 2014 و2017.
وواجهت تلك الفصائل اتهامات متكررة بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين السُّنة والأكراد في المناطق التي جرى استعادتها من "داعش". وينفي قادة الحشد ارتكاب أية انتهاكات ممنهجة.
تواصُل التفجيرات
إلى ذلك، قال مصدر أمني عراقي إن 7 أشخاص قُتلوا وأصيب مثلهم، مساء الجمعة، في تفجيرين متعاقبين بعبوتين ناسفتين بمدينة كركوك شمال البلاد.
وأوضح النقيب حامد العبيدي، في شرطة كركوك، لـ"الأناضول"، أن "التفجير الأول وقع قرب مسجد الأبرار، في شارع القدس، بينما وقع الثاني قرب متجر لبيع المثلجات بسوق وسط المدينة".
وأضاف العبيدي أن "التفجيرين أسفرا عن مقتل 7 أشخاص وإصابة مثلهم بجروح". ورجح الضابط العراقي وقوف خلايا تابعة لتنظيم داعش الإرهابي وراء الهجومين في المدينة التي يقطنها خليط قومي من الأكراد والتركمان والعرب.
ولم تتبنَّ أية جهةٍ مسؤوليتها عن الهجومين حتى الساعة 23:36 بتوقيت غرينتش.
وتعرضت أهداف مدنية وأمنية في محافظة كركوك لهجمات متكررة، خلال الأشهر القليلة الماضية، وحمَّلت السلطات العراقية "داعش" المسؤولية عنها.
وبدعم من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، أعلنت بغداد، في ديسمبر/كانون الأول 2017، استعادة الأراضي التي كان يسيطر عليها "داعش"، منذ 2014، وهي ثلث مساحة العراق.
وما يزال التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة في أرجاء البلاد، وعاد إلى شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات التي كان يتبعها قبل 2014.