شاهِد رئيس الوزراء الإيطالي وهو يستقلُّ سيارة أجرة للقاء قائد البلاد

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/25 الساعة 16:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/25 الساعة 17:04 بتوقيت غرينتش

تداول ناشطون على الشبكات الاجتماعية فيديو لرئيس الوزراء الإيطالي الجديد جوزيبي كونتي بينما كان في زيارة إلى رئيس البلاد.

وبدأ جوزيبي كونتي، الخميس 24 مايو/أيار 2018، مساعي تشكيل حكومة في إيطاليا غداة تكليفه ترؤُّس حكومة ائتلافية من أحزاب مناهضة للمؤسسات ومن اليمين المتطرف.

ويمكن أن يؤذن تكليف كونتي بنهاية أزمة سياسية استمرت أكثر من شهرين في ثالث أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو، لكنَّ موقف الائتلاف المشكك في المعاهدات الأوروبية والمعادي للهجرة أثار قلق مسؤولين أوروبيين كبار.

 

ووافق الرئيس سيرجيو ماتاريلا، الأربعاء 23 مايو/أيار 2018، على اختيار كونتي لرئاسة حكومة تضم حركة "5 نجوم" وحزب الرابطة المعادي للهجرة؛ لإنهاء الأزمة السياسية.

وقال كونتي، المنتمي إلى حركة "5 نجوم"، إنه سيعرض تشكيلته الحكومية في غضون "الأيام القليلة القادمة".

وتحتاج التشكيلة الحكومية لموافقة ماتاريلا قبل طرحها في البرلمان.

وذكرت وسائل إعلام ايطالية أن زعيم حزب الرابطة، ماتيو سالفيني، سيتولى حقيبة وزارة الداخلية، في حين ستُسند إلى زعيم حركة "5 نجوم"، لويجي دي مايو، وزارة التنمية الاقتصادية.

وقال كونتي للصحفيين، مساء الأربعاء، بعد اجتماع استمر ساعتين تقريباً مع الرئيس ماتاريلا: "كلفني رئيس الجمهورية مهمة تشكيل حكومة".

وسعى كونتي، البالغ 53 عاماً، إلى تبنِّي لهجة تصالحية تجاه أوروبا في حديثه للصحفيين بقصر كويرينالي الرئاسي.

وقال المحامي، الذي يصف نفسه بأنه "محامي الشعب": "إنني أدرك ضرورة تأكيد موقع إيطاليا في أوروبا والعالم".

وتابع: "أنوي تشكيل حكومة تكون إلى جانب المواطنين وتضمن مصالحهم. استعِدُّ الآن للدفاع عن مصالح جميع الإيطاليين أمام كل الهيئات الأوروبية والدولية عبر التحاور مع المؤسسات الأوروبية وممثلي الدول الأخرى. أريد أن أكون المحامي الذي يدافع عن الشعب الإيطالي".

وقال المفوض الأوروبي للشؤون الخارجية بيار موسكوفيسي، الخميس 24 مايو/أيار 2018، إن دعوة كونتي للتحاور "مؤشر جيد".

وأوضح في حديث لإذاعة "فرانس أنفو"، أن قول "رئيس الحكومة (أريد التحاور مع المؤسسات) ينبغي أن يعتبر مؤشراً جيداً إلى حد ما".

قلق في بروكسل

وكانت تقارير قد ذكرت أن ماتاريلا قلق إزاء خطط للحزبَين اختيار باولو سافونا، المشكك في الاتحاد الأوروبي وزيراً للاقتصاد.

ويقول دي مايو وسالفيني إن تلك الإجراءات ستحفِّز النمو الاقتصادي.

وكان مسؤولون في الاتحاد الأوروبي قد أعربوا عن القلق من أن تتسبب إيطاليا في أزمة جديدة بمنطقة اليورو، برفضها الالتزام بأهداف الدَّين والإنفاق العام التي حددتها بروكسل.

وقال موسكوفيسي الأربعاء، إنه على إيطاليا أن تقدِّم حلولاً "ذات مصداقية" بشأن دَينها العام، الثاني في منطقة اليورو بعد اليونان.

ويتضمن برنامج الحكومة أيضاً خططاً لتسريع عمليات طرد مهاجرين غير شرعيين والتصدي للتهريب.

ووصل نحو 700 ألف شخص إلى إيطاليا منذ تفجُّر أزمة الهجرة في 2013.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، للصحفيين في بروكسل: "نحكم على الحكومات كحكومات، ليس على أساس ما تعلنه؛ بل ما ستفعله. لكننا نبقى متيقظين لضمان حقوق الأفارقة الموجودين في إيطاليا".

من جهة أخرى، رحَّب وزيرا المال الألماني أولاف شولتز والفرنسي برونو لومير برغبة رئيس الحكومة الإيطالي الجديد في احترام القواعد الأوروبية.

وقال شولتز: "إنه مؤشر جيد جداً بأن يكون رئيس الوزراء الإيطالي المقبل تحدَّث بأسلوب مؤيد لأوروبا، وأنه قال إنه يريد وحكومته احترام القواعد الأوروبية".

وأعلن لومير: "لقد لاحظنا جميعاً، بانطباع إيجابي، تصريحات رئيس مجلس الوزراء، الذي تعهد باحترام القواعد الأوروبية".

أما الكنيسة الإيطالية النافذة، فقد أعلنت على لسان الكاردينال غوالتييرو باسيتي، رئيس مؤتمر الأساقفة: "نقدِّر كل شيء جيد، أما إذا كان هناك أمر ضد الأسرة والفرد والمهاجر، أو أيٍّ كان فسنصدر انتقادات".  

فضيحة سيرة ذاتية

فور إعلان الحزبين اختياره لمنصب رئاسة الحكومة الإثنين 21 مايو/أيار 2018، واجه كونتي فضيحة بسبب نشر سيرة ذاتية أشار فيها إلى متابعته دراسات وإجراء أبحاث في بعض أعرق الجامعات في العالم، مثل ييل ونيويورك ودوكين والسوربون وكامبريدج.

لكنَّ جامعة نيويورك قالت لوكالة "فرانس برس"، إن سجلاتها "لا تشير إلى وجود جوزيبي كونتي في الجامعة كطالب أو بهيئة التدريس".

وقالت الجامعة إنها حصلت على الإذن لتفتيش السجلات القانونية للمؤسسة بين 2008 و2014.

ومن جهتها، قالت جامعة دوكين في بيتسبرغ، لوكالة فرانس برس، إنها استقبلت كونتي في إطار برنامج تبادل مع جامعته في روما، فيا نازاريت، وإنه أجرى أبحاثاً قانونية، "لكنه لم يُسجَّل كطالب".

ولم يعلِّق كونتي على الأمر، لكنه تلقى دعماً قوياً من سالفيني ودي مايو بشكل خاص.

وقال دي مايو: "نتمنى التوفيق لجوزيبي كونتي، لم يكن التغيير أقرب مما هو عليه الآن".

 

علامات:
تحميل المزيد