أظهرت لقطات لحظة تفجير كوريا الشمالية موقعاً للتجارب النووية، أمس الخميس 24 مايو/أيار 2018، في بونجي – ري، لـ"ضمان الشفافية في وقف التجارب النووية".
وبدأ تدمير الموقع في حوالي الساعة الحادية عشرة من صباح أمس الخميس بتفجير أحد الأنفاق ومركز مراقبة. واعتبرت بيونغ يانغ ذلك دليلاً على التزامها بإنهاء التجارب النووية.
وقالت كوريا إن تفكيك موقع التجارب النووية قد أدى إلى "إغلاق تام لمداخل الأنفاق" موضحة أن نفقين هناك كانا جاهزين للاستخدام في "اختبارات نووية قوية تحت الأرض".
وكانت كوريا الشمالية أجرت جميع تجاربها النووية الست في موقع بونجي-ري الذي يتكون من أنفاق محفورة تحت جبل مانتاب في شمال شرق البلاد.
وأعلنت كوريا الشمالية في بداية أيار/مايو انها ستفجر الأنفاق التي تقود إلى المنشأة أمام مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية الذين دعيوا لمتابعة الحدث.
بيئة مثالية
وتحيط بالموقع الذي يعد مثالياً لاحتواء قوة عصف التفجير النووي، جبال شاهقة في إقليم شمال هاميغيونغ (شمال شرق) على حدود الصين، وهو محفور عميقاً تحت جبل غرانيتي يناهز ارتفاعه ألفي متر. ويمكن رؤية الأنفاق التي تقود إلى الموقع من عدة اتجاهات.
وكشف عن وجوده في تشرين الأول/أكتوبر 2006 مع أول تجربة نووية كورية شمالية في عهد الزعيم الراحل كيم جونغ إيل، والد جونغ أون. ومنذ ذلك الحين بات مراقباً بالأقمار الاصطناعية.
أجريت التجربة الأولى في النفق الشرقي والثانية والثالثة في النفق الغربي والتجارب الأخرى في النفق الشمالي بحسب مسؤولين من أجهزة الاستخبارات.
وتحدثت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية يونهاب الخميس عن ثلاثة انفجارات في الأنفاق أعقبتها تفجيرات دمرت مواقع مراقبة ومنشآت أخرى.
انفجار قوي
وأظهرت التجارب التي أجريت في الموقع، التقدم السريع للبرنامج النووي الكوري الشمالي وخصوصاً منذ وصول كيم الى السلطة في 2011 حيث أشرف على أربع تجارب خلال ست سنوات.
التجربة الأولى التي اعتبرت عموماً فاشلة بلغت قوتها كيلوطن فقط (ألف طن) مقارنة مع 250 كيلوطن للسادسة في 3 أيلول/سبتمبر 2017، والتي فاقت بذلك 16 ضعفاً قوة القنبلة الذرية التي دمرت هيروشيما في 1945.
لكن قرب بونجي-ري من الصين أصبح مصدر قلق لبكين. وسببت التجربة السادسة، هزة أرضية شعر بها السكان على الجانب الآخر من الحدود ما دفع العديد من الصينيين إلى الفرار مذعورين.
سلامة الموقع
وعززت التجارب المخاوف من مدى سلامة الموقع مع تحذيرات وجهها علماء صينيون من تهديد بانتشار اشعاعات كبيرة في كل المنطقة.
وتجدد الجدل حول إصابة الموقع بأضرار في نيسان/أبريل بعد إعلان كيم جونغ إغلاقه. وبينت دراسة أجراها خبراء زلازل في جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية في الآونة الأخيرة أن التجربة النووية الأخيرة تسببت بانهيار صخور داخل جبل مانتاب الذي تجري تحته التجارب.
لكن سيؤل نقلت أن كيم رفض فكرة عدم جدوى الموقع متحدثاً عن "نفقين إضافيين أكبر حجماً لا يزالان في حالة جيدة".
وفي أواخر أبريل/نيسان، التقى زعيما الكوريتين في قرية بانمونجوم داخل المنطقة المنزوعة السلاح وقدما تعهدات طموحة لتحقيق السلام بما في ذلك إنهاء الحرب الكورية رسمياً هذا العام.
وألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الخميس اجتماع القمة الذي كان من المزمع عقده يوم 12 يونيو/حزيران مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.