ساعات ويصل وفد الخبراء الفنيين الإيطاليين إلى القاهرة، برئاسة النائب العام الإيطالي جوزيبه بينياتونه، لحضور عملية استرجاع تسجيلات كاميرات المراقبة الخاصة بمحطات مترو الأنفاق التي ارتادها الباحث الإيطالي جوليو ريجيني قبل اختفائه والعثور على جثته قبل عامين ونصف العام تقريباً في مصر، بحسب بيان للنيابة المصرية.
وبحسب الاتفاق بين النائب العام المصري ونظيره الإيطالي، فإن عملية الاسترجاع التي ستبدأ الثلاثاء 15 مايو 2018 سيعلِّق عليها الجانبان آمالاً كبيرة للوصول إلى حقيقة الواقعة، والكشف عن مرتكبيها، على أن تحتفظ النيابة العامة في روما بنسخة مما سيتم استرجاعه.
لكنه وبالتزامن مع اقتراب موعد وصول الوفد، أعلنت باولا ريجيني، والدة جوليو، دخولها في إضراب مفتوح بدءاً من الإثنين 14 مايو/أيار 2018؛ احتجاجاً على ما قالت إنه تصفية حسابات مع أسرة مستشارها القانوني محمد لطفي، بعدما أقدمت السلطات المصرية على اعتقال زوجته الناشطة أمل فتحي بعد نشرها مقطعاً مصوراً (يتحفظ "عربي بوست" على نشره؛ لما فيه من ألفاظ مسيئة) عبر حسابها بموقع فيسبوك، تنتقد فيه إخفاق الشرطة في التعامل مع قضية التحرش بالسيدات، فضلاً عن أزمة تعرضت لها خلال إجرائها معاملة بنكية.
أطلِقوا سراح أمل
طالبت باولا بإطلاق سراح أمل، وقالت في تصريح لها نقله التلفزيون الإيطالي: "أشعر كامرأة بالانزعاج والقلق جراء استمرار سجن أمل، زوجة مستشارنا القانوني محمد لطفي، مدير المفوضية المصرية للحقوق والحريات. على السلطات أن تطلق سراحها على الفور؛ إذ لا يتعين على أحد أن يدفع ثمن مقابل طلبنا المشروع للحقيقة بشأن اختفاء جوليو وتعذيبه وقتله، أطلب من الجميع الإضراب معنا؛ حتى تكون أمل حرة".
متهمة بالإرهاب
وقبل أيام، عقدت باولا مؤتمراً صحفياً ، أعلنت فيه تفاصيل حبس وتوقيف الناشطة أمل فتحي، وقالت إن الشرطة داهمت منزل محامي العائلة محمد لطفي المدير التنفيذي لـ"المفوضية المصرية للحقوق والحريات" المنتمي إليها المدافعون عن ريجيني، وألقت القبض على زوجته وأسندوا إليها تهماً بالإرهاب، واحتجزوا طفلها البالغ من العمر 3 سنوات؛ ومن ثم أطلقوا سراحه فقط؛ لأنه يحمل الجنسية السويسرية.
مضيفة: "أمل تواجه تهمة الإعدام وفقاً للقانون المصري الذي يقتل المتهمين بالإرهاب. وهذا يُظهر أننا على بُعد خطوات قليلة من الحقيقة، وأن الباحثين عنها يشكِّلون خطراً على السلطات المصرية".
وكانت شركة روسية قد بدأت العمليات الفنية لاستعادة مقاطع الفيديو "المكتوبة" التي سجلتها كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة لمحطة مترو الدقي، في القاهرة، حيث قُتل جيوليو ريجيني، 25 يناير/كانون الثاني 2016، قبل اختفائه والاكتشاف اللاحق لجسده، بعد 9 أيام.
وتوترت العلاقات بين القاهرة وروما بشكل حاد، إثر العثور على جثة ريجيني (26 عاماً)، ملقاة على طريق خارج القاهرة، في فبراير/شباط 2016، وعليها آثار تعذيب.
واستدعت روما سفيرها في القاهرة، في أبريل/نيسان من العام نفسه، ثم عاد في سبتمبر/أيلول 2017.
وتوجه تقارير إعلامية إيطالية اتهامات للسلطة في مصر بأنها غير جدية في البحث عن الجناة، وتتهمها بالتستر على قاتلي ريجيني، وهو ما تنفيه القاهرة، وتشدد على أنها تبذل كل جهد ممكن في القضية.