كشفت الوكالة اليمنية الرسمية للأنباء (سبأ)، مساء الأحد 13 مايو/أيار 2018، عن اتفاق يقضي بسحب القوات الإماراتية من محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية الاستراتيجية.
وتمثل سقطرى عنوان أزمة بين الحكومة اليمنية والإمارات، منذ أرسلت الأخيرة، قبل أيام قوات عسكرية إلى المحافظة، وسيطرتها على مطارها ومينائها، بالتزامن مع تواجد رئيس الوزراء اليمني، أحمد بن دغر، وعدد من أعضاء حكومته فيها.
وذكرت الوكالة أن بن دغر استقبل اللجنة السعودية اليمنية، المكلفة بتطبيع الأوضاع في سقطرى، وعودة عمل المؤسسات المحلية في الميناء والمطار إلى ما كانت عليه في السابق.
وأضافت أنه استمع إلى "شرح من أعضاء اللجنة، التي وصلت إلى سقطرى مساء اليوم، عن الآلية التي توصلت إليها لتنفيذ الاتفاق وإزالة أسباب التوتر، وعودة القوات الأمنية في المطار والميناء إلى عملها، وسحب كل القوات التي قدمت إلى الجزيرة، بعد وصول الحكومة، وتطبيع الحياة في كافة مناطق وجزر الأرخبيل".
وأوضحت أن الاتفاق يشمل "البدء بتنمية وإغاثة شاملة لسقطرى، تشمل كل المرافق الخدمية والحيوية، وفِي كل المديريات والجزر، بدعم من السعودية".
ويتهم يمنيون، بينهم مسؤولون، الإمارات بالعمل على ما يسمونه "تنفيذ أجندة خاصة تخدم مصالحها في اليمن، بعيداً عن أهداف التحالف"، وهو ما تنفيه أبوظبي.
حماس تطالب بتحقيق دولي في إنشاء الاحتلال "مناطق إعدام" بغزة: جريمة حرب وحشية وانتهاك لكافة الأعراف
وقال بن دغر، خلال الاجتماع، إن "التحالف العربي هو صمام أمان الأمة العربية وسيبقى قوياً متماسكاً لحماية أمنها، واستقرارها، وسنعمل معاً في مواجهة الانقلاب الحوثي والمشروع الإيراني الذي يهدد أمن اليمن والمنطقة العربية والإقليم"، حسب تعبيره.
وأشاد بـ"جهود الوساطة التي تقوم بها السعودية (في أزمة سقطرى)، والدعم الذي قدَّمته الإمارات وتضحياتهم في جميع الجبهات بجانب أشقائهم".
وجاء الإعلان عن هذا الاتفاق بعد وصول قوات سعودية إلى سقطرى؛ بهدف "تدريب ومساندة" القوات اليمنية، و"ضمن التنسيق المشترك مع الحكومة اليمنية"، حسب ما نقلته قناة "الإخبارية" السعودية عن التحالف العربي.
وتقول الحكومة اليمنية، إن الخلاف مع الإمارات يتمحور "حول السيادة ومن يحق له ممارستها" في سقطرى.
وبحسب صحيفة The Independent البريطانية، فإن الصراع في اليمن يضع جزيرة سقطرى في قلب صراع جديد بين الحكومة التي وصفتها بـ"الضعيفة"، والطموح الجيوسياسي لحليفتها الإمارات، وفق قولها.
وأشارت الصحيفة إلى إنشاء الإمارات قاعدةً عسكريةً وشبكات اتصالات في سقطرى، إضافة إلى قيامها بالتعداد السكاني، ودعوتها أبناء الجزيرة إلى السفر لأبوظبي، كذلك وعدها بتوفير رعاية صحية وتصاريح عمل خاصة، على حدِّ تعبيرها.
حماس تطالب بتحقيق دولي في إنشاء الاحتلال "مناطق إعدام" بغزة: جريمة حرب وحشية وانتهاك لكافة الأعراف
وسقطرى هي كبرى جزر أرخبيل يحمل الاسم ذاته، مكون من 6 جزر، ويحتل موقعاً استراتيجياً في المحيط الهندي، قبالة سواحل القرن الإفريقي، قرب خليج عدن.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2013، أعلن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، سقطرى محافظة مستقلة، وعاصمتها مدينة حديبو، بعد أن كانت تتبع إدارياً محافظة حضرموت.