قال زعيم المعارضة الماليزية مهاتير محمد إنَّ التحالف الذي يقوده فاز في الانتخابات العامة التي جرت الأربعاء 9 مايو/أيار 2018، بمقاعد برلمانية كافية لتشكيل الحكومة المقبلة. لكنَّ عملية فرز الأصوات مستمرة، ولا تدعم النتائج الرسمية حتى الآن ادعاءه.
يحتاج أي حزب أو ائتلاف إلى أغلبية بسيطة من 112 مقعداً لتولِّي الحكم، وهو الرقم الذي قال مهاتير (92 عاماً)، إنَّ تحالفه، الذي يحمل اسم "Pakatan Harapan" (أو تحالف الأمل)، يعتقد أنَّه ضمِن الحصول عليه لهزيمة الائتلاف الحاكم لرئيس الوزراء، نجيب عبد الرزاق، الذي يحمل اسم "Barisan National" (الجبهة الوطنية).
وقال: "يبدو أنَّنا عملياً حققنا هذا الرقم. والرقم الذي حققته (الجبهة الوطنية) أقل من ذلك بكثير. مُحال أن يلحقوا بنا"، بحسب تقرير لموقع "الجزيرة.نت".
في السياق ذاته، قرر زعيم ائتلاف الجبهة الوطنية ورئيس الحكومة الحالي، نجيب عبد الرزاق، تأجيل مؤتمر صحفي كان من المزمع أن يعقده الأربعاء 8 مايو/أيار 2018، إلى الغد، دون تفاصيل عن عدد المقاعد التي حصل عليها الائتلاف.
ويضم تحالف الجبهة الوطنية 14 حزباً سياسياً، وقد تربَّع على رأس السلطة على مدى أكثر من 6 عقود، أبرزها "أمنو" والجمعية الصينية الماليزية وحزب المؤتمر الهندي الماليزي، وتوافقت هذه الثلاثة على ما يُعرف بعقد اجتماعي لحكم الاتحاد الملاوي قبل الاستقلال عام 1957.
كان هذا السباق الانتخابي واحداً من أكثر السباقات التي شهدت منافسةً شديدة في تاريخ ماليزيا، بعدما عاد مهاتير من التقاعد لينافس تلميذه السابق نجيب، المتورط في فضيحة فساد كبرى.
"ممارسة الغش"
اتهم مهاتير، في وقتٍ سابق، اللجنة الانتخابية بتأخير إعلان نتائج الانتخابات.
وقال في مؤتمرٍ صحفي، عقده على عجل قبيل منتصف الليل: "على الأرجح، يُمارَس بعض الغش من أجل إحباط رغبات الشعب".
وقالت اللجنة الانتخابية إنَّها لا يمكنها إصدار أي بياناتٍ بخصوص "النتائج الحقيقية" للانتخابات إلى حين التحقق منها جميعاً.
وقال رئيس اللجنة الانتخابية، محمد هاشم عبد الله، للصحفيين: "آمل أن يصبر الناس… سنحاول بذل قصارى جهدنا للحصول على المعلومات من مختلف أنحاء البلاد".
وقالت بريدجيت ويلش، الخبيرة في شؤون جنوب شرقي آسيا بجامعة جون كابوت في روما: "هناك تقلُّبٌ كبير بين السباقات الانتخابية المختلفة. إنَّه تحولٌ كبير. هذا يُمثِّل رفضاً لحكومة نجيب من جميع مشارب المجتمع، من الولايات الشمالية الريفية للغاية وحتى الساحل الجنوبي الأكثر انخراطاً في الصناعة".
"عامل مُغيِّر لقواعد اللعبة"
وقالت بريدجيت إنَّه لا يزال غير واضح أي الجانبين سيفوز بالأغلبية البرلمانية، لكنَّ الائتلاف الحاكم يواجه خطر خسارة العديد من الولايات لصالح المعارضة.
وأضافت: "الشخص الذي جعل هذا يحدث هو مهاتير. لقد كان عامِلاً مهماً مُغيِّراً لقواعد اللعبة؛ إذ جعل الناس يشعرون بأنَّ انتقال السلطة ممكن".
ووفقاً لإحصاءٍ على موقع Star الموالي للحكومة، فازت "الجبهة الوطنية" حتى الآن بـ76 مقعداً برلمانياً، في حين حصل "تحالف الأمل" على 118 مقعداً، وما زالت عمليات الفرز تتوالى.
وقالت وكالة Bernama التي تديرها الدولة، إنَّ المعارضة حصلت على العديد من المقاعد الجديدة في ولاية سرواك، التي تُعَد معقلاً تقليدياً لـ"الجبهة الوطنية".
ووفقاً لإحصاءات غير رسمية على وكالة Bernama، انهزمت بعض الشخصيات الرئيسية في الائتلاف الحاكم، وفَقَدَ زعماء أحزاب العِرقيتين الصينية والهندية مقاعدهم.
كم من الوقت يمكن لرجل يبلغ من العمر 92 عاماً البقاء في الحكم؟
جزء من اتفاق مهاتير لقيادة المعارضة هو أنه بعد عامين سوف يتنازل عن السلطة لأنور إبراهيم. هذا الأخير هو حالياً في السجن، يقضي عقوبة ثانية بتهمة ممارسة اللواط (التي يزعم أنها محاكمة ذات دوافع سياسية). كان أنور أيضاً في السابق ربيب مهاتير، لكن مهاتير كان قد سجنه في عام 1999 عندما بدا أنه كان قوياً أكثر من اللازم وكانت شعبيته تتزايد.
في الوقت الحاضر، نحَّى الرجلان خلافاتهما جانباً. إذا فاز مهاتير في الانتخابات، فسيصدر عفواً عن أنور، ثم يفسح المجال له لتولي منصب رئيس الوزراء، بحسب صحيفة The Gurdıan
لمتابعة نتاجة الانتخابات يمكنك الضغط هنا.