طلب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، الأربعاء 9 مايو/أيار 2018، من الأوروبيين تقديمَ "ضمانات عملية" لإيران، لكي تواصل التزامها بالاتفاق النووي الموقَّع في 2015، بعد انسحاب واشنطن منه.
وقال خامنئي خلال خطاب بثَّه التلفزيون الإيراني، ويبدو أنه موجَّه إلى المدافعين عن الاتفاق، ومِن بينهم الرئيس حسن روحاني "يُقال إنّنا سنواصل مع ثلاثة بلدان أوروبيّة. لستُ واثقاً بهذه البلدان الثلاثة أيضاً".
وأمس الثلاثاء، أعلن ترامب، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الذي عقدته الإدارة السابقة والدول الكبرى مع طهران، وتعهد بأن تفرض واشنطن "أعلى مستوى من العقوبات الإقتصادية على النظام الإيراني".
طالب بضمانات عملية حتى يستمر في الاتفاق
وأضاف "إذا أردتم عقدَ اتفاق فلنحصل على ضمانات عمليّة، وإلا فإن هؤلاء سيقومون جميعاً بما فعلته أميركا. إذا لم تتمكّنوا من أخذ ضمانات حتميّة -وأنا أشك فعلياً في أنكم ستتمكنون من ذلك- فلن يكون مقدوراً مواصلة السير ضمن الاتفاق النووي".
وكان خامنئي حذَّر خلال المفاوضات من المفاوضين الأميركيين، الذين قال إنهم "ليسوا أهلاً للثقة". وطالب بتقديم ضمانات من الرئيس الأميركي حينها باراك أوباما، لكن المفاوضين الإيرانيين لم يحصلوا عليها.
واعتبر خامنئي ضمناً، الأربعاء، أن انسحاب واشنطن من الاتفاق يُبين صحة موقفه، واصفاً خطاب ترامب حول الاتفاق النووي بالسخيف والسطحي، وأنه قد كذب أكثر من 10 أكاذيب، وهدَّد النظام الإيراني وشعبه، على حد قوله.
وأكد روحاني، مساء الثلاثاء، أن طهران تريد التفاوض مع بقية الدول الأطراف في الاتفاق، لكنها لن تتوانى عن استئناف تخصيب اليورانيوم إذا فشلت هذه المفاوضات.
وقال روحاني "اعتباراً من هذه اللحظة، فإن الاتفاق النووي هو بين إيران وخمس دول"، أي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
ووصف روحاني الانسحابَ من الاتفاق بأنه "حرب نفسية وضغط اقتصادي. لن نسمح لترامب بالانتصار في الحرب النفسية والضغط الاقتصادي على الشعب الإيراني".
وأضاف الرئيس الإيراني "علينا أن ننتظر لنرى ما الذي ستفعله الدول الخمس الكبرى. لقد أصدرت تعليماتي إلى وزارة الخارجية لإجراء مفاوضات خلال الأسابيع القليلة المقبلة مع الدول الأوروبية والدولتين العظميين الأخريين، أي الصين وروسيا".
وتابع "إذا وجدنا في نهاية هذه المهلة القصيرة أنه عبر التعاون مع هذه الدول الخمس يمكن ضمان مصالح الشعب الإيراني، دون الولايات المتحدة والنظام الصهيوني (…)، عندها سيبقى الاتفاق النووي سارياً، وسيكون بمقدورنا العمل في سبيل السلام والأمن في المنطقة والعالم".
أوروبا تتعهد بضمان بقاء إيران في الاتفاق
وتعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأربعاء، بقيام برلين وباريس ولندن "بكل ما يلزم" لضمان بقاء إيران في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، غداة انسحاب الولايات المتحدة منه.
وقالت ميركل "سنبقى ملتزمين بهذا الاتفاق، وسنقوم بكل ما يلزم لضمان امتثال إيران له"، مضيفة أن ألمانيا اتّخذت هذا القرار بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا.
وبينما أعربت عن أسفها جراء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق، إلا أن ميركل أقرّت بوجود قلق ناجم عن برنامج إيران للصواريخ البالستية، ونفوذها في سوريا والعراق.
وقالت "هذه أمور تتجاوز الاتفاق (النووي) علينا الحديث عنها".
لكنها أكدت أن القوى الأوروبية ترى في الاتفاق "ركيزة هامة لا يجدر بنا التشكيك فيها".
وفي 2015، وقَّعت إيران، مع الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا والصين وبريطانيا) وألمانيا، اتفاقاً حول برنامجها النووي، قبل أن تعلن واشنطن أمس الانسحاب منه.
وينص الاتفاق على التزام طهران بالتخلي لمدة لا تقل عن 10 سنوات، عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي، وتقييده بشكل كبير، بهدف منعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات عنها.