بعد نشر مقطع فيديو أظهر عناصر فلبينيين من فرق "التدخل السريع" وهم يعملون على تهريب فلبينيات عاملات بمنازل كويتية، استنفرت قوات الأمن لحل الأزمة التي أثارت غضب الكويتيين.
وفي تطور جديد ولافت في القضية التي أقرت السفارة الفلبينية بوجودها ، قالت مصادر أمنية كويتية لـ"عربي بوست" إنه "تم إلقاء القبض على اثنين من المقيمين الفلبينيين في الكويت، وجارٍ التحقيق معهما، فيما يتم جمع المعلومات عن آخرين على خلفية القضية نفسها".
أتت هذه المعلومات رغم تأكيد السفارة الفلبينية، في وقت سابق، أن الفرق استُخدمت في حالات قليلة لحماية العمالة المنزلية الفلبينية.
وبيَّنت المصادر أن المتهمَين أقرّا بتهريب الخادمات من مناطق مختلفة في الكويت، وخاصة الأماكن التي تقطنها غالبية كويتية، مشيرة إلى أنهما قاما بالتواصل عبر الهاتف مع عدد من الخادمات ورتَّبا معهن تفاصيل تهريبهن من منازل الكفلاء الكويتيين.
وذكرت مصادرنا أن الفريق الفلبيني القائم على هذه العملية قوامه 7 أشخاص، كان بعضهم يحاول السفر خارج الكويت في أعقاب تسريب مقاطع فيديو توضح قيامهم بتهريب الخادمات الفلبينيات خارج البلاد.
وفي ساحات المحاكم، تلقت النيابة العامة عدداً من البلاغات من مواطنين كويتيين، يتهمون فيها السفارة الفلبينية بمخالفة قانون الجزاء واتفاقية فيينا، مطالبين بإلزام وزير الخارجية باتخاذ إجراءات ضد السفير واعتباره شخصاً غير مرغوب فيه.
ونقلاً عن موقع philstar global، فإن منظمة رعاية العمال في الخارج (OWWA) قدمت ضمانات بأن لديها أموالاً كافية لتقديم المساعدة النقدية للعمال العائدين من الكويت.
وقال رئيس المنظمة "هانس جاجداك"، في تصريح له، إن مجلس الإدارة الخاص بالمنظمة وافق على ميزانية بقيمة 500 مليون دولار خُصصت من أجل الإعادة إلى الوطن على خلفية الأزمات، وأضاف: "لا توجد مشكلة في المساعدات المادية في حالة أنه لم يمكن لأحد أن يتنبأ بأعداد العائدين من الكويت".
وأكد جاجداك أنه لا يزال من المتوقع عودة آلاف العمال الفلبينيين إلى ديارهم حتى بعد انتهاء العفو عن العمال غير المسجلين في الكويت، مؤكداً أن الحكومة الفلبينية تقوم بإنشاء ملاجئ إضافية لاستيعاب العمال الذين يسعون إلى العودة للوطن.
سبب الأزمة
وكان مقطع مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر مَركبات تحمل لوحات دبلوماسية، وفيها فريق تدخُّل سريع يعمل على تهريب فلبينيات، يقول بلدهن إنهن يتعرضن لمعاملة سيئة، وهو ما تنفيه الكويت من جانبها.
وفي بداية المقطع، بدا أحد موظفي ذلك القسم التابع للسفارة الفلبينية واقفاً على رصيف أمام منزل مترقِّباً، وسرعان ما تخرج خادمة من باب جانبي حاملةً حقيبة سفر مملوءة.
وفور ظهورها، يُهرع إليها الموظف ويحمل عنها الحقيبة، ويركضان معاً باتجاه سيارة مركونة في انتظارهما. وفي غضون ثوانٍ، يفتح الموظف باب السيارة ويركبان لينطلق بهما سائقها وسط أصواتهما التي تعكس بوضوحٍ أنهما متخوفان من انكشاف أمرهما.
وتسبب العثور على عاملة فلبينية مقتولة ومجمَّدة بثلاجة بالكويت، في فبراير/شباط 2018، في توتر العلاقات الكويتية-الفلبينية.
وأعلنت السلطات الكويتية، آنذاك، أن المرأة الفلبينية كانت تعمل لدى زوجين من لبنان وسوريا، ويقيمان في البلاد، وغادرا الكويت بعد أن قتلا العاملة، وقضت محكمة كويتية بإعدامهما غيابياً.
ووفق بيانات رسمية صادرة في 2016، يعمل نحو 2.2 مليون فلبيني خارج بلدهم، من بينهم 276 ألفاً في الكويت.